يحتضن قصر المؤتمرات بمراكش من 27 فبراير إلى 3 مارس المقبل أشغال "الأسبوع الدولي الأول للاستثمار والشراكة"، من المقرر أن يشهد مشاركة أزيد من 1500 خبير ومتخصص و150 عارضا.
وسيتميز بحدثين مهمين هما "اتفاقية مراكش ـ دبي" و"الملتقى الدولي للاستراتيجيات والاستثمار في قطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال"، ومن المنتظر أن يناقش المحور الأول الوسائل الكفيلة بتنويع وتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب ودبي بهدف رصد أحسن الفرص للاستثمار وتشجيع الروابط التجارية وتقوية الشراكات القائمة وخلق علاقات بين المستثمرين من الجانبين وتبادل الخبرات في المجالات الاقتصادية.
ومن المحاور أيضا إشكالية تمويل المشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال على الصعيدين الوطني والجهوي، أو في ما يتعلق بالمقاولات، من خلال تقديم دراسات جرى إنجازها على الصعيد الدولي، زيادة على مناقشة استراتيجيات وطنية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال قصد إبراز نجاحاتها ومكامن الضعف فيها.
ويشهد قطاع الإعلام والاتصال في المغرب تحولات عميقة، منذ خوصصة "اتصالات المغرب"، ودخول فاعل ثان القطاع وهو شركة ميديتيلكوم في أبريل 2000 ويرى متخصصون أن منح الرخصة الثانية للهاتف الثابت في المغرب سيعطي دفعة قوية للسوق تحت تأثير المنافسة، إذ بعد مرحلة صعبة سنتي 2001 و2002، إثر ازدهار الهاتف المحمول، عاد النجاح ليحالف قطاع الهاتف الثابت سنة 2003 بفضل الأنترنت وبذل مجهود في مجال الابتكار التجاري من طرف شركة "اتصالات المغرب" التي لا تزال تحتكر القطاع حتى اليوم.
وحسب معطيات الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، فإن عدد زبناء الهاتف الثابت بلغ 1,339 مليون مشترك إلى حدود أبريل 2005 مقابل 1,21 مليون إلى غاية نهاية 2003 وفي ما يتعلق بالأنترنيت، تجاوز عدد المشتركين عتبة الـ 145 ألفا إلى أبريل 2005، أي زائد 140٪ منذ دجنبر 2003 وأدى إطلاق نظام "أ دي إس إل" في هذا التاريخ، إلى إحداث تغيير سريع على بنية زبناء الأنترنت.
وانتقل عدد المشتركين في "أ دي إس إل" من 2712 مشتركا عند نهاية 2003 إلى 109 آلاف و232 مشتركا إلى أبريل 2005، أي بنسبة زائد 3900٪، وسجل الربط ذو التدفق المنخفض تراجعا ما بين التاريخين نسبته 36٪.
وتضاعف عدد المشتركين في الهاتف المحمول أربع مرات ما بين 2000 ومطلع 2005، وانتقل من 2,5 مليون مشترك إلى حوالي 10,3 ملايين مشترك في أبريل 2005
وبذلك بلغت نسبة الولوج أزيد من 34,5٪ ليصبح المغرب على رأس بلدان المنطقة في مجال الهاتف المحمول.
وبالنسبة لـ "اتصالات المغرب" حققت الشركة حتى نهاية دجنبر 2005 رقم معاملات مثبت بلغ 20542 مليون درهم، أي بارتفاع بنسبة 16٪، ويعود تحقيقق هذا النمو، حسب الشركة ذاتها إلى النمو الملحوظ في قطاع الهاتف النقال الذي بلغ 8.8 ملايين زبون، بزيادة 2.4 مليون منخرط، وهو ما يعادل نسبة ارتفاع بلغت 38.3٪.
والملاحظ أن وتيرة الارتفاع لم تعد تقتصر فقط على قطاع الهاتف النقال فقط، بل أصبحت تشمل أيضا الانترنيت الذي بلغ عدد الخطوط الخاصة بالصبيب العالي 242 ألف خط، بزيادة 182 ألف خط، وهو رقم "قياسي" بالنسبة لهذا النوع من الخدمة، قدر بارتفاع بنسبة 303.3٪.
وتفيد أرقام الشركة أن رقم المعاملات الخام لقطاع الثابت والانترنيت ارتفع إلى 19499 مليون درهم، بارتفاع 7.3٪، وهذا النمو ترجعه الشركة التي تمتلك فيها شركة "فيفاندي يونيفرسال" الفرنسية نسبة 51٪ من الأسهم، إلى الارتفاع المسجل في المشتركين ونمو المكالمات أمن الخارج، والنجاح الذي حققه الصبيب العالي الذي يعوض انخفاض معدل الفاتورة.
من جهتها تقول "ميديتل" إن الاستثمارات المنجزة من جانب الشركة في ميدان الاتصالات يعد الأهم في البلاد خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتوضح أنه بالإضافة إلى مبلغ 19 مليار درهم المستثمر مباشرة من جانبها، و2 مليار درهم مستثمر من جانب المقاولات العاملة في نظامها، ضخت الشركة 8 ملايير درهم لتطوير سوق الاتصالات.
وتعد "فاعلا نشيطا على نطاق خلق المقاولات 50 مقاولة تعمل خصيصا أو بصورة شبه كاملة مع الشركة، ومناصب الشغل"، بينما ساهمت في إحداث 710 مناصب شغل مباشر، و15 ألف منصب غير مباشر منذ إحداثها في أبريل سنة 2000.
وتنافست ميديتل على الرخصة الثانية للهاتف الثابت، وكذا رخصة الجيل الثالث المقررة السنة الجارية، وحاليا تتوفر الشركة على 1100 نقطة بيع، و3800 نقطة الهاتف العمومي، و6000 نقطة للتعبئة، وانتقلت نسبة تغطية الشبكة الى 96٪ في نهاية السنة المنصرمة.