تؤكد المكتسبات التي عملت القوات المسلحة الملكية على تطويرها في مجال المعرفة والبحث خاصة في التاريخ العسكري على الأهمية التي توليها للتراث العسكري وإلى حمايته ويعزز هذا الوعي بجلاء، إحداث جهاز مكلف بهذا المجال.
وقد تأسست اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، بقرار سام من المغفور له الملك الحسن الثاني في 22 أكتوبر 1996، وأحدثت من طرف جلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بالظهير المصادق عليه في 3 ماي 2000 والذي أكد مرة أخرى العناية الكبيرة والاهتمام العميق الذي يوليه جلالته للتاريخ العسكري الذي يشكل جزء هاما من تاريخ المملكة.
وكانت اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، التي أصبحت عضوا كامل العضوية ضمن اللجنة الدولية للتاريخ العسكري منذ 25 غشت 1997 المنتمية لمنظمة العلوم التاريخية التابعة لليونيسكو، قد حظيت بتنظيم منذ سنة 2004 بالرباط المؤتمر الدولي الثلاثين للتاريخ العسكري.
وتضطلع هذه اللجنة بدعم البحث العلمي في مجال التاريخ العسكري وجمع الأرشيفات العسكرية وإحداث متحف وخزانات متخصصة وحماية التراث العسكري كما تهدف إلى التعريف بالتراث الأثري والتاريخي الوطني
البرنامج الوطني لتأهيل المواقع التاريخية العسكرية تعتمد استراتيجية اللجنة، طبقا للأهداف والصلاحيات التي أوكل لها ظهير إحداثها، على حماية التراث العسكري وتطوير البحث العلمي في مجال التراث العسكري وإنشاء بنيات لحماية هذا التراث وإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع مجموعة من الدول في هذا المجال من أجل تبادل التجارب واسترجاع الوثائق المرتبطة بالتاريخ الوطني والتي يحتفظ بها في أرشيفات الدول الأجنبية.
وشكلت مشاركة اللجنة المغربية للتاريخ العسكري في تظاهرات »زمن المغرب في فرنسا%سنة 1999 فرصة مواتية لتكتشف الدور الذي يمكن أن تلعبه من أجل التعريف وإبراز الغنى الثقافي والحضاري للمغرب خاصة في مجال التاريخ العسكري وتطوير وتعميق البحث والنقاش حول التاريخ العسكري المغربي، القديم منه والحديث.
وقد تجلى الاهتمام بالتاريخ العسكري باحتضان المغرب للمؤتمر الدولي الثلاثين للتاريخ العسكري وعبرت اللجنة الدولية للتاريخ العسكري، وعن طريقها اليونيسكو، من خلال منحها للمغرب شرف تنظيم هذه التظاهرة الكبرى، عن اعترافها بقيمة وثراء التاريخ العسكري المغربي الذي ساهم على مدى قرون في تطوير فن الدفاع والحرب على مستوى التنظيم وتعبئة واستراتيجيات القتال.
وفي 17 نونبر 2005، وبمناسبة الذكرى الخمسينية لعيد الاستقلال، حظيت اللجنة المغربية للتاريخ العسكري بشرف إحاطتها بالعناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي دشن متحف محمد الخامس.
ويقدم هذا المتحف، الذي يوجد داخل ضريح محمد الخامس والذي يضم أيضا الضريح والمسجد، للزوار مسارا تاريخيا للملوك العلويين من مولاي علي الشريف إلى الحكم المجيد لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من خلال ستة محاور رئيسية
كما يخصص المتحف فضاء واسعا للملوك العلويين ومؤسسة البيعة وبالخصوص إلى مختلف التحولات التي عرفتها مرحلة حكم السلطان سيدي محمد بن يوسف ونضاله من أجل الاستقلال وثورة الملك والشعب والعودة المظفرة من المنفى لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس .
كما يبرز المتحف بعض المعالم التاريخية الحاسمة من خلال صور مختارة بعناية تبرز الاحتفال الرسمي بالذكرى الأولى لعيد العرش سنة 1934 ومشاركة المغرب في الحرب العالمية الثانية ومؤتمر أنفا سنة 1943 ووثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944 وخطاب طنجة لسنة 1947 ونفي العائلة الملكية في 1953.
ويبرز المتحف أيضا اللحظات الكبرى لحكم المغفور له الملك الحسن الثاني من خلال مسار من الزيارات توضح بعض ملامح حياة الأمير والملك الباني والملك الموحد
كما يعرض المتحف أيضا للحظات اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش المملكة.
وتعكف اللجنة المغربية للتاريخ العسكري على نشر مؤلف جماعي حظي بموافقة ملكية والذي سيتضمن مقالات موقعة من طرف شخصيات وطنية من جميع الآفاق، ستنضاف إلى المحاور المركزية لمتحف محمد الخامس.