الحقد والغيرة تسببا في ارتكاب جريمة

شاب يقتل أشقاءه الأربعة حرقا

الثلاثاء 24 يناير 2006 - 16:42
القاتل حمدي

هل هي صحوة ضمير أم جنون ذلك السؤال الذي فرض نفسه على الجريمة البشعة التي اهتز لها المجتمع السكندري في الآونة الأخيرة.

بعد مرور عشرة أشهر على حادث مصرع أربعة أشقاء في عمر الزهور، متفحمين داخل غرفة نومهم بمنطقة الرمل شرق الاسكندرية، وإغلاق ملف الحادث بعد أن أكدت تحريات المباحث الجنائية، والأدلة الجنائية أن الحادث قضاء وقدر، وأن المتهم كالعادة هو تماس كهربائي وتليفزيون شيطاني انفجر في وجه الأشقاء الأربعة، ليحرقهم داخل غرفة نومهم، عشرة أشهر عاشها الأب العامل البسيط والأم المكلومة يعتصر قلبيهما الحزن والهم على فلذة أكبادهما الأربعة.

وفي لحظات، وبدون مقدمات يتدخل القدر للقصاص لأرواح الأخوة الأربعة ويفتح جراح الاحزان لينزف من جديد، عندما تقدم شقيقهم الأكبر لمركز شرطة سمنود بمحافظة الغربية ليعترف بأنه قاتل إخوته الأربعة، وأنه أفلت من العقاب، ولم يكتشف أحد جريمته البشعة.

وقف حمدي( 27 سنة) ليدلي باعترافات خطيرة أمام الشرطة، مؤكدا أنه حول غرفة نوم إخوته الأربعة إلى محرقة التهمت نيرانها أجسادهم، بعد أن أكلت الغيرة والحقد قلبه من إخوته وبعد أن أوهمه الشيطان أن شقيقه على علاقة عاطفية بابنة خالتهما التي حاول الأخ الأكبر القاتل الارتباط بها.

اعترافات تفصيلية قال المتهم حمدي للشرطة: "لقد انفصلت أمي عن أبي منذ سنوات طويلة، لا أعرف عددها تحديدا وتركتني في سمنود بالغربية، وسافرت هي إلى مدينة الاسكندرية.

وتزوجت من أحمد الرجل الطيب البسيط، وانجبت منه إخوتي رباب وباسم وهمت وكريم
ثمانية عشر عاما مرت وأمي بعيدة عني كنت أزورها على فترات متباعدة بعد أن يأكل الشوق قلبي إليها ولاخوتي، واعترف بأن أمي وزوجها وإخوتي الاربعة كانوا يعاملونني معاملة حسنة، وكنت اقضي بالشهور مقيما داخل منزلهم بمنطقة الرمل بالاسكندرية
في شهر مارس من العام الماضي، تغيرت معاملة امي وإخوتي لي بعد ان اعلنت عن رغبتي في الارتباط بابنة خالتي، ولقي طلبي رفضا باتا من خالتي ووالدتي لأنني عاطل ولا أعمل.

ولكني حاولت مضايقتها ومنذ ذلك امرتني أمي بأن أكف عن مضايقتها، ومغادرة منزلها ومقاطعتي، ويضيف حمدي قائلا: عند ذلك شعرت أن الدنيا أعطتني ظهرها، ولا أمل لي في المستقبل وأن إخوتي متفوقون في دراستهم، وشقيقتي رباب على وشك استكمال دراستها بالجامعة وتفوق شقيقي باسم المحبوب من الجميع.

لقد انقطع الامل في الحياة بالنسبة إلي بعد ان نبذتني أسرتي، وعند ذلك لعب الشيطان في رأسي وتحجر قلبي وتحولت إلى انسان حاقد على اسرتي والمجتمع بالكامل وقررت أن أحول حياة اسرتي الصغيرة إلى جحيم.


يوم الحادث
رجعت إلى بلدتي سمنود، وجلست أفكر في الانتقام الأسود، توجهت إلى محطة بنزين قريبة من منزلنا واشتريت قارورة بلاستيكية تحتوي على 2 لتر بنزين لاستخدامها في جريمتي، عاودت الرجوع إلى الاسكندرية.

توجهت إلى منزل والدتي واخوتي بمنطقة جنايوني بالرمل، وفي الساعة الثانية عشرة من مساء ذلك اليوم المشؤوم طرقت باب الشقة وقبل دخولي اخفيت قارورة البنزين تحت سلالم العقار وفتح لي الباب أخي باسم وبعد ترحيبه بي دخلت إلى غرفة نوم اخوتي الذين كانوا نائمين.

وقلت لشقيقي باسم "أنا ميت من الجوع" وعلى الفور دخل المطبخ وأعد لي وجبة طعام
وأثناء اعداده الطعام دخلت غرفة نوم والدتي لأتحدث معها ولكنها كانت غاضبة مني وطلبت من زوجها أن يستمع لي، ولكنه أكد لي رغبته في النوم.

رجعت بعدها إلى غرفة اخوتي وجلست أشاهد التليفزيون، وفي الساعة الثالثة وقبل الفجر بقليل تأكدت أن كل أفراد الأسرة قد استغرقوا في نوم عميق، تسللت بعدها خارج الشقة وأحضرت القارورة وقمت بسكب البنزين أسفل اخوتي، وهم نائمون وألقيت بالبنزين في خط مستقيم فوق الارضية الشقة، ثم اشعلت عود الثقاب وألقيته على الارض فأمسكت النيران في كل مكان في لحظات وعند ذلك اغلقت باب الشقة وقمت بالعودة إلي بلدتي في سمنود.

وفي اليوم التالي عرفت بالكارثة وان إخوتي لقوا مصرعهم متفحمين في حادث حريق داخل منزل الأسرة، وأن والدتي وزوجها اصيبا بحروق شديدة في جسديهما عندما حاولا انقاذ اخوتي من جحيم النيران المشتعلة وجرى نقلهما إلى المستشفى.

فقررت الاختفاء عن الانظار ونزل شقيقي الثاني من سمنود لتلقي العزاء في اخوتي الأربعة ويشد أزر أمي الحزينة وبعد شهور تقابلت مع أمي التي كانت نظراتها تلاحقني بالشك والريبة والدموع وازدادت معاملتها لي بقسوة، فقررت الاعتراف بجريمتي.

عن جريدة الوفد المصرية




تابعونا على فيسبوك