مصرع فقيه اختناقا بغاز البوتان

عثر بمنزله على مبلغ مالي يفوق 14 مليون سنتيم

الثلاثاء 24 يناير 2006 - 10:12
عثر بمنزل الفقيه على ما يفوق 14 مليون سنتيم

استفاقت ساكنة دوار الكراكر التابعة لجماعة إسن بضواحي أولاد تايمة 44 كيلو مترا شرق أكادير، التابعة إداريا لعمالة إقليم تارودانت، أخيرا، على إيقاع وفاة غامضة
راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر ويدعى محمد ويعمل فقيها، اختناقا بغاز البوتان في بيته .


واكتشف الوفاة، أحد جيران الضحية، الذي كان متوجها إلى عمله بإحدى الضيعات الفلاحية، وبمجرد مروره من أمام منزل الضحية، زكمت أنفه روائح كريهة جعلته يشمئز منها ويتساءل في الآن نفسه عن مصدرها.

فواصل المسير في اتجاه الضيعة، وفي طريقه صادف فلاحا آخر اسمه " بوجمعة" الذي أخبره بالواقعة ذاتها واكتشفا في ما بعد انتشارها بين أهالي القرية، وتناسلت الأسئلة حول مصدر الروائح الكريهة التي تنبعث من منزل الفقيه " محمد" ليصل الخبر إلى مقدم الدوار الذي أبلغ مصالح الدرك الملكي.

انتقلت هذه الأخيرة إلى عين المكان، حيث ولجت المنزل المذكور الذي كان مقفلا، فوجدت الضحية محمد قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وجثته متحللة وعارية، وإلى جانبها قنينة غاز صغيرة وموقدا للفحم دون أن تكون هنالك علامات أو قسمات لأي آثار اعتداء أو عنف على جسم الضحية.

باشرت مصالح الدرك الملكي تحرياتها داخل البيت ومع مرتاديه، فعثرت داخل البيت على مبلغ مالي داخل إحدى الوسادات يقدر بحوالي 14 مليون سنتيم، فيما تمت إحالة الجثة على الطبيب الشرعي بمستشفى المختار السوسي في تارودانت لإتمام البحث وحصر أسباب الوفاة التي بدت طبيعية بسبب الاختناق بالغاز .

وكان الضحية وهو معاق أصم و أبكم، قد قدم منذ سنوات إلى هاته المنطقة القروية، واستقر بها بشكل دائم بعد أن استطاع في ظرف وجيز أن ينسج علاقات الصداقة مع مجموعة من شباب القبيلة، حيث حظي برأفتهم نظرا لوضعه الصحي، مما حذا بأحدهم إلى مساعدته عبر توفير سكن له بالدوار نفسه.

وحسب تصريحات من ساكنة الدوار، فإن الضحية محمد، ادعى أنه يملك مفاتيح كل أمراض المس المستعصية التي يصاب بها البشر، فشاع الخبر وسط القبيلة والقبائل المتاخمة لها من مناطق هوارة، وذاع صيته وأضحى معروفا لدى عامة الناس خاصة وأنه معاق وله تقنيات خاصة في إقناع كل زواره غالبيتهم نساء.

وكان محمد حسب التصريحات ذاتها يستعين في عمله بإحدى النساء اللواتي يقمن بترجمة كل ما كان يريد تبليغه إلى زبنائه، وتوالت الأعوام والسنون، وصار محمد ذا شهرة عالية، حيث يعالج أمراض الشعوذة والسحر، التي ذرت عليه مبالغ مالية مهمة، ولم يكن يظهر ثرائه أمام الساكنة، إذ ظل قاطنا بالمسكن المتواضع ذاته، حتى أضحت حالته هاته مثار جدل داخل المنطقة .




تابعونا على فيسبوك