أجلت محكمة الاستئناف بآسفي، أخيرا، النظر في قضية اغتصاب الأطفال بمدينة اليوسفية، إلى 20 من شهر أبريل المقبل، لإعداد الدفاع، ويتابع فيها كل من المتهمين، (م .خ - 1963) و( ي. ش -1989 ) بتهمة هتك عرض قاصر يقل عمره عن 18 سنة بالعنف ومحاولة هتك عرض قاصرين يقل ع
وتفجرت هذه القضية خلال منتصف السنة المنصرمة، بعد أن تقدم المدعو (م.ا)إلى مصلحة الأمن بمدينة اليوسفية، ليسجل بلاغا حول اختفاء ابنه أيوب، موضحا أنه شوهد آخر مرة رفقة المتهم الثاني (ي .ش).
استمعت الشرطة إلى هذا الأخير، لكنه نفى أن يكون قد التقى بالمختفي أيوب
خلال اليوم الموالي تلقت مصالح الأمن بلاغا، يفيد العثور على الطفل أيوب وسط إحدى الغابات المحاذية لمدينة اليوسفية، وهو مصاب بالإغماء ويحمل جروحا على مستوى الرأس، مما أعاق جوابه على أسئلة المحققين، باستثناء تأكيده على كون المتهم الثاني (ي .ش) هو المتورط في عملية الاعتداء عليه .
نقل الطفل أيوب على وجه السرعة إلى المستشفى، واعتقلت الشرطة من جديد المتهم، لكنه حاول مجددا إبعاد التهمة عنه، مبرزا أنه شاهد القاصر أيوب بالغابة المذكورة، برفقة المتهم الأول (م. خ)، مؤكدا أنه علم من خلال عدد من الأطفال القاصرين، أنه (م .خ ) سبق وأن اعتدى عليهم جنسيا، وأعطى للعناصر المحققة بعض الدلائل على المتهم، مثل حمله لعدد من الأوشام على جسده، من بينها وشم نسر وصورة امرأة، بالإضافة إلى وشم آخر على مستوى الصدر .
كان ذكر المتهم الثاني، لاسم (م .خ) وأسماء عدد من القاصرين، أثناء التحقيق، كان بمثابة الخيط الأول للوصول إلى المتهم الرئيسي، الذي سارعت إلى اعتقاله واستدعاء القاصرين السالفي الذكر، من أجل الاستماع إليهم.
وكانت المفاجأة، حين أجمعوا خلال تصريحاتهم ومواجهتهم مع المتهم الأول، وبالاوشام التي يحملها بمناطق مختلفة من جسده، على أن المتهم من قامو بالاعتداء عليهم جميعا جنسيا، فوضع رهن الحراسة النظرية في انتظار تعميق البحث معه.
من جهة أخرى، أحضرت الشرطة، القاصر أيوب من المستشفى بعد أن تحسنت حالته الصحية، وتمت مواجهته مع المتهمين (ي .ش) و(م .خ)، فكان تركيزه واتهامه منصبا نحو (ي. ش)، لكنه في الوقت نفسه، نفى معرفته بالمتهم (م .خ ).
واسترجع أيوب الضحية، أمام العناصر المحققة، سيناريو العمل الإجرامي الذي تعرض له، فأكد على أنه كان قد انتقل رفقه صديقيه محمد والمهدي إلى مكان اعتادوا اللعب فيه، من خلال التزحلق عبر تل رملي، إلى أن لمحوا المتهم الثاني والمعروف بسلوكاته السيئة قادما نحوهم، فلاذ كل من المهدى ومحمد بالهرب إلا أنه لم يتمكن من ذلك، بعد أن أعاقه الحذاء البلاستيكي عن الجري، فوقع في قبضته، وطلب منه الهدوء مهددا إياه بعصا طويلة كان يحملها بين يديه، ثم استفسره عن سبب هروب زميليه منه، وقبل أن يجيبه، لمح المتهم صديقه ويدعى عثمان قادما نحوه، فطلب منه التزام الصمت.
بعد رحيل عثمان، طلب المتهم من أيوب أن يرافقه لزيارة خاله بمحاذاة الغابة السالفة الذكر، وحين وصولهما إلى هناك وتوغلهما داخل الغابة، قام بالاعتداء عليه جنسيا وبالقوة، وهدده بأوخم العواقب طالبا منه عدم اخبار أحد بما حصل بينهما.
لكن إصرار أيوب على إخبار والده بعد فراره من قبضته، جعل المتهم يطارده ويسقطه أرضا، موجها له ضربة قوية بواسطة رجله اليمنى، وضربة أخرى على رأسه بواسطة حجارة، ثم أعاد الكرة إلى أن فقد القاصر وعيه، فحمله من المكان الذي اعتدى فيه عليه، والذي كان متاخما لطريق خاص بمرور العربات المجرورة، إلى جانب إحدى الأشجار الباسقة.
وحين استعاد القاصر وعيه، وجه له المتهم ضربة أخرى على رأسه، محاولا قتله، وحين تأكد من غيابه التام عن الوعي، غادر الغابة إلى وجهة مجهولة .
ولم يكن فك لغز الاعتداء على القاصر أيوب، من طرف المتهم الثاني، بمثابة نهاية سيناريو الاعتداءات الجنسية على القاصرين، بل بادر المحققون مجددا إلى إعادة تعميق البحث في الملف المتفرع، والمتعلق بالمتهم الأول، الذي سبق وأن أدين بمدينة آسفي من أجل الاغتصاب الجماعي لقاصر، حيث حكم عليه بسبع سنوات سجنا نافذا والنفي لمدة 5 سنوات خارج المدينة، وأعيدت إدانته بستة أشهر سجنا نافذا بسبب خرقه لحكم النفي.
وتبين من خلال التحقيق معه، أنه متورط في عملية محاولة اغتصاب عدد من القاصرين، فسارع إلى الاعتراف بتفاصيل الاعتداء على كل قاصر على حدة، فأبرز أنه سبق وأن التقى بالقاصرين عبد الحكيم وياسين وسط الغابة المسماة العروك فبادر بالتحرش بهما، موهما إياهما بتعليمهما بعض الحركات الرياضية، إلا أن الطفل ياسين وبعد أن فطن لمبتغى المتهم سارع إلى الفرار، في حين تمكن من الإمساك بعبد الحكيم، فانزوى به في ركن مختفي داخل الغابة، واعتدى عليه جنسيا ثم اخلى سبيله، والأمر نفسه، تكرر مع عدد من القاصرين بنفس الغابة، في حين تمكن عدد آخر، من الإفلات من قبضته، ولم يبادروا إلى إخبار عائلاتهم بحقيقة ما تعرضوا له، مخافة تعرضهم لأي مكروه منه في ظل تهديداته المستمرة لهم .