احتفل العالم بأسره يوم 21 مارس بيوم الأم، ذلك الكائن الملائكي الذي يترك بصماته اللطيفة على كل منا. إذا كانت الأم هي المرأة، فإن ما بين الأنثى والإنسان في اعتباراتنا مسافة لا تقدر إلا بوعي الرجال المدركين وتبصر الراشدين بضرورة انتزاع النظرة الدونية تجاه ال
وما خفي كان أعظم من اعتبارها حلوى يتقاطر عليها ما يلوثها، وسلعة تغري الآخرين، وتعجز عن حفظ شرفها وتكريم نفسها إلا من خلال مرافقتها لطفل، أو رعايتها من قبل آخر من أهلها، ورغم " الجنة تحت أقدام الأمهات ".
فإن كانت استحقت هذا اللقب الكريم وهي الراعية لأبنائها قبل أن ينتزعهم الآخرون من يدها، وقبل أن تأخذهم مغريات العصر ولهيب الرفاق بعيداً عن عينيها، فإن الأم في هذا العصر لم تعد كما يقولون : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
لأن مهمة التربية والأمومة في هذه الأيام، فاقت متطلبات الحضانة والرعاية والتغذية التربوية إلى جهاد مضن لحماية الابن من عوامل التمدن والعصرنة ودخول الآخرين إلى حياة الأبناء، فالأم التي تنجح في استعادة أبنائها وبناتها من المتسللين عنوة إلى حياة أسرتهم، ويمكنها أن تحول بين الملهيات وبين اختطاف أوقاتهم وتغريب سلوكهم وفتنتهم عن نواميس كثيرة في مجتمع لم تعد المدرسة فقط بل هي قلب باتساع الحياة وحياة بحجم المحبة وأم بأسمى معاني الأمومة المستحقة ديناً ومجتمعاً وعالماً من استحقاق التكريم.
فلا يرقى أحد لمكانتها ولا يتجاوز أحد مرتبتها، فهنيئاً لها مكانة لا يتعذر عن ذكرها بأفضالها الجاهلون ولا يأسف لسيرتها العطرة المشرفة الحمقى والمغفلون ولا يأنف من التدلل لها الأبناء والبنات العاقون.
الأم مدرسة مقولة تعلمناها وفهمناها من نعومة أظافرنا وأدركنا بأنها مدرسة مقاعدها حنان وفصولها حب وأسوارها رحمة.
الأم مدرسة تعزز السلوك الإيجابي وتبني الشخصية وترتقي بالابن وتسمو بالبنت، ولكن لن تتألق ولن تعتلي هذه المدرسة لتحقق رسالتها إذا لم نعمل على بناء شخصية المرأة من صغرها سواء كانت بنتا أو أختا أو أما أو زوجة لاحقاً.
فإنها إذا اجتمعت الأم القدوة ذات الشخصية الإيجابية التي تصنع الأجيال مع الصدر الحنون والقلب الكبير سعد بها الابن والزوج والأسرة والمجتمع.فهي في عرفنا تذوب في أحضانها الأحزان وتختفي بين ذراعيها غزير الدموع.
فالأم روح الدار وريحانة المكان والكتابة عن الأم لاتلبث أن تكون كتابة عاطفية وجدانية تقف الكلمات حول وصفها وتحتار القلوب في كيفيه إيجاد المتسع لها لأنها هي الحب.