في سياق التحولات الجيو–اقتصادية التي يشهدها المحيط الأطلسي ومنطقة الهند–الهادئ، وبهدف ترسيخ دور المغرب كقوة بحرية إقليمية، احتضنت الرباط أمس الثلاثاء، لقاء رفيعا جمع كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، وسفير اليابان لدى المملكة، ناكاطا ماساهيرو، وذلك في إطار دينامية جديدة لتعزيز الشراكة البحرية بين البلدين.
وشكل اللقاء مناسبة لتقييم حصيلة تعاون ثنائي ممتد لأزيد من أربعة عقود، يرتكز على توجيهات جلالة الملك محمد السادس، والإمبراطور الياباني وقد أعرب الطرفان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات القائمة، والتي شملت مجالات متعددة، أهمها: تربية الأحياء المائية والبحث العلمي البحري والتكوين والتأهيل المهني.
وأكدت زكية الدريوش أن اليابان تعد شريكا استراتيجيا للمغرب، سواء على مستوى التمويل أو على مستوى نقل الخبرات البحرية، مشيدة بالدور المستمر لطوكيو في دعم برامج تطوير القطاع.
وتوقف الاجتماع عند نماذج من المشاريع المنجزة بفضل هذا التعاون، أبرزها، مشروع قرية الصيد من الجيل الجديد بالصويرية القديمة، الذي استفاد من تمويل إضافي يترجم ثقة اليابان في جودة المشاريع المغربية، والتقدم المحقق في تقنيات الاستزراع البحري وتعزيز الابتكار في تربية الأحياء المائية وسفينة البحث العلمي "الحسن المراكشي"، التي تُعد خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات المغرب في دراسة المخزون البحري وحماية الثروات السمكية.
وفي الجانب الاستراتيجي، بحث الطرفان إمكانية تفعيل برنامج PRECAF II، وهو برنامج ثلاثي للتعاون بين المغرب واليابان وإفريقيا، يهدف إلى بناء قدرات الدول الإفريقية في إدارة الموارد البحرية، ودعم الأمن الغذائي بالقارة ونقل الخبرات المغربية–اليابانية في الصيد المستدام.
وأكد الجانبان أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع التعاون ليشمل تقنيات الصيد المستدام والرقمنة البحرية والابتكار الأزرق، في انسجام مع أهداف التنمية المستدامة وأجندة الاقتصاد الأزرق.