مراكش...افتتاح المعرض الدولي 2 حول التراث الأحفوري للتعريف بمهد أصول الحياة بإفريقيا

الصحراء المغربية
الجمعة 28 نونبر 2025 - 17:21

افتتح، اليوم الجمعة، برحاب كلية اللغة التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، المعرض الدولي الثاني حول التراث الأحفوري تحت شعار "إفريقيا مهد أصول الحياة"، وهو حدث ثقافي غير مسبوق يتواصل إلى غاية 28 فبراير 2026، لتقريب مختلف فئات المجتمع من التراث الأحفوري وتحفيز الوعي الجماعي بأهمية المحافظة عليه باعتباره إرثا مشتركا للإنسانية جمعاء.

ويعتبر هذا المعرض الدولي، الذي يندرج في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون التي تجمع بين جامعة القاضي عياض، وجامعة بواتييه بفرنسا، مناسبة لتسليط الضوء على مجهودات المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال المحافظة على التراث الطبيعي والجيولوجي الاستثنائي لإفريقيا، وإبراز مساهمتها الرائدة في البحث العلمي حول تاريخ الأرض وأصول الحياة.

ويتوخى هذا المعرض من خلال زيارة لمختلف أروقته، المساهمة بفعالية في تثمين وإبراز التراث الأحفوري الغني الذي توفره هذه القارة، باعتبارها مهد أصول الحياة وتكوين الأرض بالإضافة لكونها أيضا تعتبر مشهد طبيعي مذهل يستحق الاحتفاء به والحفاظ عليه.

ويهدف المعرض، الذي ينظم بشراكة مع عدد من المؤسسات الإفريقية والدولية، إلى الاحتفاء بالتراث الإفريقي وتسليط الضوء على الدور الحضاري والعلمي للقارة الإفريقية باعتبارها مهد الحياة والمعرفة، من خلال عرض فني غامر يزاوج بين الذاكرة والابتكار.

ويتضمن برنامج هذا الحدث العلمي والثقافي، الذي يؤكد انخراط الجامعة في تعزيز الحوار الثقافي والعلمي الإفريقي، وترسيخ قيم الانفتاح والتنوع، لقاءات علمية وورشات فنية وتربوية تجمع الباحثين والفنانين والطلبة والجمهور العام، في تجربة معرفية وفنية تحتفي بإفريقيا كقارة للحياة والإبداع والمستقبل.

ويقدم المعرض، المفتوح مجانا خلال الأيام والساعات الإدارية، مسارا تفاعليا يوضح التطور المشترك للأرض والكائنات الحية، انطلاقا من أقدم أشكال الحياة الدقيقة ووصولا إلى ظهور أوائل أسلاف الإنسان، إضافة إلى تقديم محتوى يعتمد على اكتشافات ميدانية في عدد من مناطق القارة الإفريقية، من بينها المغرب والغابون وموريتانيا وناميبيا، وذلك عبر وسائل بصرية ومعلوماتية موجهة لزواره من مختلف الفئات.

وسواء كان الزائر باحثًا، أو مهتما بالعلوم الطبيعية، أو عاشقًا لتاريخ الكوكب، فإن المعرض يشكل نافذة فريدة على ماضينا الجماعي وحافزا للتفكير في مستقبل مستدام يحترم التوازن البيئي والجيولوجي للأرض.

وفي كلمة ألقاها عن طريق تقنية الفيديو، أكد بلعيد بوكادير رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، أن هذا المعرض يندرج في سياق اهتمام المملكة الدائم والمتجدد بالتراث العالمي، في مختلف فتراته، سيما قدمه جيولوجيا وبيولوجيا، مشيرا إلى أن هذه المناسبة تشكل فرصة للتعرف عن قرب على هذا الحدث الثقافي والعلمي البارز، الذي يجسد رؤية جامعة القاضي عياض في الانفتاح على القارة الإفريقية وتعزيز الحوار بين الثقافة والعلم والإبداع، في أفق ترسيخ مكانة المغرب كجسر للتلاقي والتعاون الإفريقي.

من جانبه، أشار عبد الرزاق الألباني الأستاذ في جامعة بواتييه بفرنسا، إلى أن هذا المعرض يدعونا لاستكشاف التاريخ الفريد والمعقد لظهور وتطور الحياة على كوكبنا، والتي لها جذورها الراسخة بشكل كامل وعميق في القارة الأفريقية، مؤكدا أن هذا المعرض يعرض حفريات قديمة جدا يعود تاريخها إلى أكثر من ملياري سنة، ويهدف إلى تقديم للعلماء ولعموم الناس الإمكانات التي تمتلكها إفريقيا وثروات المغرب.

ودعا الألباني إلى بذل المزيد من التعاون بين البلدان في هذا المجال، مؤكدا أن الهدف من هذا الحدث هو تشجيع الاجتماعات بين مختلف المتدخلين، خصوصا الخبراء والأساتذة الدوليين، والطلبة والمنظمات غير الحكومية.

وفي إطار هذا الحدث العلمي والثقافي الكبير، جرى الإعلان عن إحداث "جائزة الوحدة الدولية" للتراث، التي تمنح سنويا لأبرز العلماء والباحثين ولكل من ساهم في حماية التراث الأحفوري على المستويين الإفريقي والعالمي.

وترمز الجائزة إلى وحدة التراب المغربي، ووحدة القارة الإفريقية، ووحدة المصير الإنساني المشترك، كما تعكس التزام المغرب بنشر قيم السلام والتعاون العلمي وصون ذاكرة الأرض.

ويجسد اسم "لوحدة" معاني التضامن والتكامل الإنساني في خدمة العلم والمعرفة والهوية المشتركة للبشرية.

وتهدف جائزة الوحدة الدولية للتراث إلى تكريم العلماء المبدعين والمكتشفين في علوم الأحافير والجيولوجيا القديمة، وتشجيع الجيل الجديد من الباحثين والطلاب على الانخراط في حماية التراث الطبيع، ودعم المبادرات والمشاريع التي تسهم في صون المواقع

الأحفورية والمحافظة على الذاكرة الجيولوجية للقارة الإفريقية، وبناء جسور التعاون العلمي الدولي وتعزيز الحوار بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية حول العالم.

ويشكل هذا المعرض، فرصة لتعزيز روابط التعاون الدولي بين المغرب وفرنسا ودول إفريقية أخرى في مجال البحث العلمي (الغابون وموريتانيا وناميبيا ).




تابعونا على فيسبوك