عين الشق.. حين يرتفع صوت السكان قبل أن ترسم خريطة التنمية

الصحراء المغربية
الأحد 23 نونبر 2025 - 11:18

لم يكن اللقاء التشاوري الواسع الذي احتضنته عمالة مقاطعة عين الشق مجرد اجتماع إداري آخر، بل كان أشبه بلحظة انتظرها السكان طويلا، لحظة يُطرح فيها السؤال الحقيقي الذي يشغل الحي.. متى ستتغير الخدمات التي يشتكي منها الجميع؟ خصوصا الخدمات الاجتماعية الأساسية، كالتعليم والصحة وتشغيل الشباب.

هذه الأسئلة، التي ترافق يوميات آلاف الأسر، حضرت بقوة في خلفية النقاش حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، الذي ترأسته عامل عمالة مقاطعة عين الشق بشرى برادي، بحضور مسؤولين ومنتخبين وفاعلين محليين وممثلي المجتمع المدني.

رهان التنمية يبدأ من الإنصات في افتتاح اللقاء، شددت العامل على أن المشروع الجديد ليس مجرد مخطط فوقي، بل هو امتداد للإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، ويُفترض أن يستند إلى تشخيص واقعي يضع حاجيات السكان في قلب الأولويات.
بمعنى آخر: لا برامج جاهزة سلفا، بل خارطة طريق تُبنى انطلاقا من الواقع المعيش.
وأكدت أن نجاح هذا الورش يتطلب إشراك كل الفاعلين، من منتخبين وفاعلين اقتصاديين وجمعويين، حتى لا تبقى التنمية حبرا على ورق، أو مشاريع تنطلق ولا يعرف أحد أين تنتهي.
أبرز حاجيات السكان البرنامج، وفق ما تم تقديمه، يقوم على أربع ركائز رئيسية، وكل واحدة منها تمس نقطة حساسة في حياة سكان عين الشق:

-التشغيل والنسيج الاقتصادي المحلي: لأن البطالة وغياب فرص الشغل أحد أهم مصادر القلق لدى الشباب.

-الخدمات الاجتماعية الأساسية، خصوصا التعليم والصحة، وهما القطاعان الأكثر إثارة لانتقادات الأسر.

-تدبير الموارد المائية في زمن الجفاف والضغط المتزايد على الماء.

-التأهيل الترابي المندمج بما يشمل الفضاءات، البنى التحتية، وتنظيم المجال. هذه المحاور، كما أكدت العامل، لن تنجح إلا إذا انطلقت من تشخيص دقيق يعكس الواقع في الأزقة والمدارس والمراكز الصحية، وليس فقط في التقارير الرسمية.

تحسن جودة التعليم المديرة الإقليمية للتربية الوطنية، لطيفة لماليف، شددت على أن التعليم في عين الشق يحتاج اليوم إلى تعزيز البنيات، وتقليص الفوارق بين المؤسسات، وتحسين جودة التعلمات.

وهي نقاط يرى السكان أنها لم تعد تحتمل التأجيل، خاصة مع الاكتظاظ الذي تعيشه بعض المدارس.

تعزيز العرض الصحي

أما المندوب الإقليمي للصحة، محمد مروان بنيس، فقدم خارطة للأولويات الصحية، من تعزيز العرض الصحي، إلى تحسين خدمات الاستقبال والرعاية، وصولاً إلى تعميم الحماية الاجتماعية.

وهي التحديات التي ترتبط مباشرة بمعاناة المرضى في التنقل والانتظار. عدد من المتدخلين ركزوا على ضرورة عدم القفز على الإكراهات اليومية التي تعيشها الساكنة، من ضعف الإنارة ببعض الأحياء، مروراً بالحاجة إلى مساحات خضراء، وصولا إلى مشاكل النقل، والصرف الصحي، وتدهور بعض المرافق العمومية.

وقد تم تقديم مقترحات عملية تدعو إلى اعتماد تنمية مندمجة وشاملة تضع كرامة المواطن وجودة عيشه في صلب أي برنامج مستقبلي.




تابعونا على فيسبوك