مراكش .. ملتقى المسكوكات والطوابع البريدية يستحضر أحداث المسيرة الخضراء

الصحراء المغربية
الأربعاء 12 نونبر 2025 - 13:37

تتواصل بقصر بلدية مراكش، فعاليات الملتقى الوطني الرابع للمسكوكات والطوابع البريدية، الذي تنظمه جمعية مراكش لهواة جمع الطوابع البريدية والنقود بالتعاون مع المجلس الجماعي لمراكش، تحث شعار "روح المسيرة الخضراء، ذاكرة وتراث"، وذلك في إطار السعي إلى صون الذاكرة الوطنية وتثمين التراث الثقافي المغربي المادي واللامادي.

وافتتحت فعاليات الملتقى، المنظم إلى غاية اليوم الا{بعاء 12 نونبر 2025، بدعم من بريد المغرب وبنك المغرب، بمعرض للطوابع البريدية المغربية النادرة التي تخلد ذكرى المسيرة الخضراء منذ بدايتها سنة 1975 إلى 2024 بالإضافة إلى مختلف الأوسمة والظهائر السلطانية للدولة العلوية، والقطع النقدية التذكارية التي أصدرها بنك المغرب منذ 1975، وبعض الصور النادرة، التي توثق لوقائع تاريخية وأحداث بارزة ومناسبات استثنائية ومحطات حاسمة، تؤرخ لذاكرة المسيرة الخضراء.

وشكلت الطوابع البريدية المعروضة وثائق تاريخية تحتفظ بملامح الفترة وتعيد قراءة دلالتها عبر الزمن، واستحضرت السياق السياسي والاجتماعي الذي عاشه المغرب في تلك المرحلة، وكيف تبلورت مشاعر الوطنية والالتفاف حول العرش، وتأثير ذلك في بناء مشروع تاريخي طويل المدى.

ومن خلال المعرض الذي كان بمثابة أرشيف مصغر، تم عرض تشكيلة نادرة من الطوابع البريدية والقطع النقدية، منذ إصدار أول قطع نقدية تذكارية وطابع بريدي سنة 1975 لتخليد ذكرى المسيرة الخضراء، حيث تجسدت في هذه الإصدارات عناصر متعددة تمثلت في صورة المغفور له الملك الحسن الثاني وهو يعلن انطلاق المسيرة الخضراء التاريخية، جموع المتطوعين المتجهين نحو الأقاليم الجنوبية حاملين المصاحف الشريفة والعلم الوطني، إلى جانب خرائط ترمز إلى استرجاع الحق التاريخي وإعادة توحيد التراب الوطني. وامتدت الإصدارات لاحقا لتشمل مراحل أخرى من الحدث ورموزه وشعاراته، مما حول هذه القطع النقدية التذكارية والطابع البريدي الى أرشيف بصري يختزن صورا ورموزا وشخصيات وأمكنة، ويروي للقارئ وللأجيال قصة وطن سلك طريق الوحدة بوعي وسلم وإيمان راسخ.

وتضمن برنامج الملتقى، أيضا، تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع " الإصدارات النقدية والبريدية الخاصة بذاكرة وتاريخ الملحمة المضفرة للمسيرة الخضراء، تميزت بمشاركة عدد من المهتمين والمتخصصين، الذين توقفوا عند الأبعاد والدلالات الرمزية للإصدارات النقدية والبريدية.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، تطرق خالد الناجي رئيس جمعية مراكش لهواة الطوابع البريدية والنقود، الى دور القطع النقدية والطوابع البريدية المغربية في تخليد المسيرة الخضراء وربطها بمسار التنمية بالأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن المسيرة الخضراء سنة 1975 شكلت حدثا تاريخيا استثنائيا في الذاكرة الوطنية للمغرب، وأسست لمرحلة جديدة من استكمال الوحدة الترابية وترسيخ الروابط الحضارية والإنسانية بين الشعب المغربي وأقاليمه الجنوبية.

وأوضح الناجي، أن مؤسسة بنك المغرب والبريد المغربي حرصا منذ تلك الفترة على توثيق هذه الملحمة عبر إصدار قطع نقدية تذكارية وطوابع بريدية تحمل دلالات وطنية وتاريخية عميقة، ما جعلها وثائق فنية وتوتيقية تحفظ الذاكرة الجماعية وتعيد إحياء القيم التي تميزت بها تلك اللحظة التاريخية.

وأكد الناجي، أن القطع النقدية التذكارية والطوابع البريدية، شكلت ذاكرة حية للتاريخ المتجدد، استطاع من خلالها المغرب أن يروي للأجيال قصة الوحدة والانتماء والبناء، وأن يربط بين مجد المسيرة الخضراء ة ومنجزات ملكية كبرى جعلت من الأقاليم الجنوبية اليوم نموذجا للتنمية والاستقرار والازدهار.

وأشار إلى أن القطع النقدية التذكارية والطابع البريدي، يحملان قيمة وطنية لاتقدر بثمن، قيمة الحلم الذي تحقق، والقضية التي استمرت، والتنمية التي تتجدد جيلا بعد جيل، مؤكدا أن تخليد المسيرة الخضراء أصبح جزءا من مشروع وطني مستمر يجسد قيم التنمية والبناء خصوصا في الأقاليم الجنوبية التي عرفت منذ استرجاعها تحولات عميقة على جميع المستويات، وهنا تبرز أهمية ربط القطع النقدية التذكارية والطوابع البريدية التي توتق للمسيرة ، بمسار المنجزات الملكية الشاملة التي شهدتها الصحراء المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من هذه الاقاليم نموذجا للتنمية المتوازنة والاندماج الجهوي المستدام، يضيف رئيس جمعية مراكش لهواة الطوابع البريدية والنقود.

ولم يغفل المنظمون الجانب الوطني والتكريمي، حيث جرى تكريم بعض الشخصيات التي تميزت بمساهمتها في تتمين التراث النقدي والبريدي المغربي والتعريف به، وبعض المشاركين في ملحمة المسيرة الخضراء، والذين سبق أن حصلوا على أوسمة ملكية من المغفور له الملك الحسن الثاني، في احتفاء يعكس تقدير الجمعية لمساهماتهم البطولية ودورهم في خدمة الوحدة الوطنية.




تابعونا على فيسبوك