أغمات .. تظاهرة فنية ثقافية تستعيد وهج المسيرة الخضراء في ذكراها الـ 50

الصحراء المغربية
الأربعاء 12 نونبر 2025 - 13:34

تحولت إقامة فيلا داليا للفنون التشكيلية بدوار أيت الراضي طريق أغمات بإقليم الحوز، منذ 2 نونبر الجاري، إلى لوحة زاخرة بالحياة والألوان والرموز، حيث امتزج فيها التاريخ بالفن، والذاكرة بالتكنولوجيا، لتجسد معاني الانتماء والوحدة في أبهى صورها، وذلك خلال الملتقى الأول للاقامات الفنية في مجال الفنون التشكيلية، المنظم في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.

ويتضمن هذا الملتقى الفني، المنظم إلى غاية 2 يناير المقبل، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة-، بتعاون مع المديرية الجهوية للشباب والثقافة والتواصل بمراكش، ورشات فنية في الفنون التشكيلية والخط العربي حول رموز المسيرة الخضراء ودلالتها الوطنية وعرض لوحات فنية تجسد روح المسيرة الخضراء والانتصار الدبلوماسي المغربي، وأنشطة تربوية لفائدة التلاميذ لترسيخ قيم المواطنة والوحدة الوطنية، بالإضافة الى ندوات فكرية حول الانجاز الوطني في قضية الصحراء المغربي، بمشاركة عبد الصادق بن عبو أستاذ متخصص في علم التاريخ.

وتخلل برنامج هذه التظاهرة الفنية، التي تميزت بحضور محمد خنينيش السفير الشرفي السابق للمغرب بالولايات المتحدة الامريكية، وعبد العزيز المدير الاقليمي السابق للتربية والتعليم، تنظيم أنشطة تربوية وفنية مستوحاة من رمزية المسيرة الخضراء، لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمنطقة، تضمنت ورشات إبداعية وفنية متنوعة في الفنون التشكيلية والتعبير الفني، باشراف أطر تربوية وفنانون تشكيليون.

وتعد هذه الأنشطة مناسبة لتعزيز ارتباط الجيل الجديد بثوابت الأمة ورموزها الوطنية، وفرصة للتأمل في دلالات المسيرة الخضراء المتجددة التي تظل مصدر إلهام لكل مغربي في مسيرة البناء والتنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وفي أجواء يغمرها الفرح والانتماء، جسد الأطفال رموز المسيرة الخضراء بأيديهم الصغيرة وألوانهم الزاهية، فكانت اللوحات التي أنجزوها مرآة صادقة تعكس وعي الجيل الجديد بقيم الوحدة والتضامن والاعتزاز بالوطن.

وأكد محمد المرامر، فنان تشكيلي مختص في فن المنمنمات، مدير اقامة فيلا داليا للفنون والثقافة، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن أهمية هذه التظاهرة الفنية والثقافية الوطنية الكبرى، تكمن في إعادة تسليط الضوء على الحدث التاريخي للمسيرة الخضراء المهم، الذي طبع تاريخ المغرب المعاصر، مشيرا إلى أن الاحتفالية المتنوعة بهذا الحدث التاريخي

شكلت فرصة من أجل تسليط الضوء على منظومة القيم التي كانت وراء هذه الملحمة التاريخية لمبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، واستثمار هذه القيم في استقراء الحاضر والتخطيط للمستقبل ورفع تحدياته تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

يشار إلى أن الفنان التشكيلي محمد المرامر، الذي قضى نحو عشرين سنة في خدمة فن المنمنمات وشارك في معارض وطنية ودولية، حظي سنة 2011 بوسام ملكي سامي برتبة "المكافأة الوطنية من درجة فارس"، تقديرا لمساره الفني وتزويده لمديرية الوثائق الملكية بواحد وعشرين لوحة عبارة عن منمنمات، مساهمة منه في إغناء المخزون الوثائقي بهذه المديرية، ومنوها بمديرية الوثائق الوطنية لاعتنائها بتجميع الوثائق المخطوطة والمصورة وتشجيعها للفنانين على مختلف عطاءاتهم.

ويعتبر فن المنمنمات من أعرق الفنون الإسلامية وأطلق عليه في البداية اسم فن "التزاويق" لكونه يشمل الرسم والتوريق والتلوين. وتتميز المنمنمات بكونها تستطيع أن تلخص أبرز منجزات عهد من العهود، وتشكل فرصة للتعرف على آثار بلد من البلدان، سواء من حيث معالمه البشرية أو التراثية.




تابعونا على فيسبوك