الدار البيضاء تحتفي بالأدب بانطلاق النسخة الأولى من "الدخول الأدبي 2025-2026"

الصحراء المغربية
الإثنين 03 نونبر 2025 - 17:18

تحوّل قصر المشور بالدار البيضاء خلال أيام الجمعة والسبت والأحد إلى فضاء نابض بالحياة الثقافية، مع انطلاق النسخة الأولى من فعالية "الدخول الأدبي 2025-2026"، التي نظمتها مجموعة "لوماتان" بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس الجالية المغربية بالخارج.

الحدث، الذي جاء برؤية مغربية مستوحاة من تجارب دولية رائدة، جسّد حيوية المشهد الثقافي الوطني وسعى إلى إحياء شغف القراءة في زمن تتسارع فيه الإيقاعات الرقمية.

على مدار ثلاث ايام، احتضن الفضاء جلسات حوار وورشات تكوينية واجتماعات بين كتّاب وناشرين وأساتذة ونقاد وإعلاميين وقراء، فتحّت أبواب النقاش وتبادل الأفكار.

وقد شهدت الدورة انفتاحًا على المؤسسات التعليمية، من خلال إشراك تلاميذ الإعداديات في قراءات بصوت عالٍ لمقتطفات من إصدارات الدخول الأدبي، في مبادرة تهدف إلى تقريب الناشئة من عالم الأدب والكتاب وغرس حب القراءة منذ الصغر. 

وفي هذا السياق، أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن الشباب يمثلون مستقبل الأدب المغربي وجمهوره الأساسي، وذلك خلال افتتاح الدورة، حيث ألقت الكلمة نيابة عنه غزلان دروس، مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات. وأوضحت دروس أن إشراك الشباب والكتّاب الصاعدين يعزز حب القراءة ويفتح أمامهم فضاءات للتعبير والإبداع، مشددة على أهمية التنوع اللغوي والثقافي للإبداع الوطني، سواء بالعربية أو الأمازيغية أو الفرنسية، وجعل الكتاب والإنتاج الفكري في صلب المشهد الثقافي المغربي.  وان الوزارة بحاجة الى مثل هذه المبادرات، خاصة من طرف وسائل الاعلام لدعم مجهوداتها في تطوير هذا القطاع الثقافي.

من جهته، أشار محمد الهيثمي، المدير العام لمجموعة "لوماتان"، إلى أن المشهد الأدبي والثقافي في المغرب يشهد دينامية متجددة، تتجلى في تزايد الإصدارات ونشاط الكتّاب والناشرين واهتمام الجمهور بالقراءة.

 وأوضح أن هذه الدينامية دفعت إلى إطلاق "الدخول الأدبي" كفضاء موسمي يجمع المبدعين والناشرين والقراء لاكتشاف الإصدارات الجديدة ومناقشتها، مشددًا على أن المبادرة تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة، وتقريب الجمهور من عالم الكتاب في زمن تسيطر فيه مواقع التواصل الاجتماعي على وقت القرّاء، بما يتوافق مع الرؤية الملكية للنهوض بالمجال الثقافي والمعرفي.

وأكد الهيثمي أن "الدخول الأدبي" سيصبح موعدًا سنويًا ثابتًا لترسيخ تقليد ثقافي مغربي يحتفي بالكتاب والإبداع، قائلاً: «إذا كان لنا دخول مدرسي، فمن الطبيعي أن يكون للأدب أيضًا دخوله الخاص».

بدوره، أوضح علي علوي صوصي، الأمين والمسؤول عن " نادي الكتاب"، أن المبادرة التي أطلقت قبل نحو أربع سنوات سمحت بفهم واقع القراءة في المغرب بشكل أفضل، مؤكداً أن معظم الدول التي تولي اهتمامًا بالثقافة تمتلك ملتقيات مخصصة للكتاب والقراء، وهو ما كان غائبًا في الساحة الوطنية. وأوضح أن الدورة الأولى من "الدخول الأدبي" خُصصت بشكل أكبر للشباب، بهدف تحفيزهم على القراءة وإعادة ربطهم بالكتاب، معتبرًا القراءة وسيلة لاكتساب مهارات التفكير النقدي والتحليل والتمييز. وأشار إلى أن الدورة الحالية استقطبت نحو عشرين مشاركًا، معبرًا عن أمله في توسع هذا الموعد الثقافي خلال السنوات المقبلة.

من جانبها، أكدت الصحافية فدوى مسك، التي شاركت كمنسقة ومديرة علمية للحدث، أن إطلاق هذا الموعد جاء لسد فراغ في الساحة الثقافية الوطنية، مشيرة إلى أن الملتقى شكل فرصة للقاء أساتذة ومدرسين ساهموا في ترسيخ حب القراءة لدى التلاميذ، إلى جانب ورشات أدبية ونقدية، مشددة على أهمية النقد البنّاء في تحفيز الإبداع وتشجيع القراءة.

واختتمت أمسية الافتتاح بتكريم عبد القادر الريتاني، أحد أبرز رموز النشر في المغرب، تقديرًا لمسيرته الممتدة لأكثر من 45 عامًا في خدمة الكتاب، في لحظة جسدت الاحترام العميق للتجارب الثقافية الوطنية.

تصوير: عيسى سوري 




تابعونا على فيسبوك