يخلد المغاربة يوم 21 من شهر غشت من كل سنة ذكرى عيد الشباب المجيد، التي تصادف سنة 2025 ذكرى عيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس الثاني والستين. كما تعد هذه المناسبة محطة لتجديد التأكيد على المكانة الخاصة التي يحظى بها الشباب في المشروع المجتمعي لجلالة الملك، باعتبارهم فاعلا محوريا في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو ما تعكسه السياسات العمومية والمبادرات الملكية التي جعلت من قضايا الشباب أولوية منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين.
وفي هذا السياق، أبرز الدكتور سعيد خمري، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، رئيس المركز الديمقراطي المغربي للدراسات والأبحاث، أن موضوع الشباب ظل حاضرا ضمن التوجهات الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش، بحيث يمكن القول إن هذا الموضوع كان بارزا بشكل عرضاني في جميع المبادرات التي يعلن عنها جلالته، سواء في ما يخص السياسات العمومية أو في ما يتعلق بتكريس وضمان إعمال الحقوق، خاصة تلك المرتبطة بالشباب في أبعادها المدنية والسياسية أو الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
وأضاف الدكتور خمري أن تولي جلالة الملك الحكم وصعوده إلى العرش وهو شاب، أعطى معنى ودلالة رمزية كونه ملكا شابا يحمل هموم الشباب المغربي، ويدرك إكراهاتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم.
كما أكد أن مقاربة النوع المجتمعي، بما فيها موضوع الشباب والنساء والفئات الهشة، كانت حاضرة بقوة في خطب واستراتيجيات جلالة الملك، وتم التعبير عنها في مختلف المناسبات.
وأوضح، أيضا، أن توجه المملكة المغربية برئاسة جلالة الملك كرس هذا الاهتمام بالشباب بشكل أساسي في أسمى قانون في البلاد، وهو دستور 2011، مبرزا أن هذا الدستور، والسياق الذي تم وضعه فيه، شكل فرصة للشباب، الذين تلقوا إشارات قوية من خلال ما تضمنه من إجابات واضحة على تطلعاتهم.
وحسب الأستاذ الجامعي، فإن الدستور نص على حقوق متعددة للشباب في باب خاص بالحقوق والحريات، منسجمة مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، إضافة إلى مقتضيات تهمهم بشكل غير مباشر، مشيرا إلى أن من أبرز هذه المقتضيات الفصل 31 الذي ينص على مساهمة الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية في تعبئة كل الوسائل لتمكين الشباب من حقوقهم، سواء تعلق الأمر بالحق في الصحة أو التعليم أو الولوج إلى المناصب العمومية عن طريق الاستحقاق.
وأشار المتحدث إلى أن اهتمام جلالة الملك بقدرات الشباب تجلى في العديد من اللحظات المفصلية من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمملكة المغربية في عهده، خاصة من خلال التعيينات التي همت عددا من المسؤولين الشباب في مناصب وزارية أو إدارية أو على رأس مؤسسات عمومية وطنية، مثل مؤسسة وسيط المملكة، معتبرا أن هذا التوجه يحمل رمزية ودلالة، ويؤكد أن اهتمام جلالة الملك بالشباب ليس مجرد خطابات، بل يجد تجسيده الواقعي في الممارسة عبر تعيين أطر ومسؤولين شباب، وحرصه على ضمان الحقوق المرتبطة بهم وتفعيل الآليات الكفيلة بتطبيقها.
وقال إن جلالة الملك يحرص دائما على حث الأحزاب السياسية على إشراك الشباب والنساء في العملية السياسية، وتمكينهم من المشاركة في صنع القرار الحزبي، وضمان تمثيلية معتبرة لهم في مختلف الأجهزة المقررة للأحزاب.
كما يدعم جلالته مختلف المبادرات المرتبطة بالشباب في مجالات الرياضة والتعليم والجامعة، وهي قطاعات يحضر فيها الشباب بقوة وتؤثر مشاركتهم فيها على صياغة السياسات العمومية وسن القوانين والمعايير التي تشجع إعمال حقوقهم.
وختم الأستاذ سعيد خمري بالتأكيد على دعم جلالة الملك لمختلف السياسات العمومية المرتبطة بالشباب، وفي مقدمتها الرياضة، وخاصة كرة القدم، وهو الدعم الذي أثمر إنجازات مبهرة للمنتخب الوطني في كأس العالم "مونديال قطر"، إضافة إلى التظاهرات القارية والإفريقية والعربية، سواء لمنتخب الذكور أو الإناث أو منتخب أقل من 23 سنة. كما أشار إلى العلامات الرمزية البارزة مثل استقبال جلالة الملك محمد السادس للمنتخب الوطني بعد إنجازاته في كأس العالم، واستقبال جلالته أيضا لمنتخب السيدات لكرة القدم بمناسبة عيد العرش المجيد، فضلا عن خروج جلالته شخصيا لمشاركة الشباب المغربي فرحتهم بالانتصارات والإنجازات الكروية.