في إطار دعم التلاميذ والتلميذات المقبلين على الامتحانات الإشهادية، المقررة خلال شهر ماي المقبل، أطلقت الثانوية التأهيلية ولادة في المديرية الإقليمية أنفا، أياما تحسيسية مخصصة للدعم النفسي بمشاركة أطر اجتماعية متخصصة.
وجاء ذلك في خطوة تربوية نوعية تسعى إلى مواكبة التحضير النفسي والاستعداد الذهني للمتمدرسين، والذي يراهن عليه، بعد موسم دراسي حافل من قبل الأطر التربوية والتعليمية، ليكون مفتاحا للنجاح.وترتكز هذه المبادرة على برمجة عدد من الورشات التطبيقية والجلسات النفسية والندوات التحسيسية، بغاية دعم التلميذات والتلاميذ نفسيا ومنهجيا وتحفيزهم على مواجهة رهانات الامتحانات بثقة واستعداد، وذلك عبر تمكينهم من أدوات فعالة تساعدهم على الاستعداد الذهني والمنهجي للامتحانات في ظروف إيجابية. كما تهدف المبادرة إلى التخفيف من القلق والتوتر اللذين يرافقان هذه المرحلة الحاسمة، وتعزيز الثقة بالنفس، وإكساب المتعلمين مهارات تنظيم الوقت واستثمار المعارف الرقمية بطريقة منتجة وآمنة.
وفي هذا الصدد، أفادت رجاء الأكحل، أخصائية اجتماعية بثانوية ولادة التأهيلية التابعة لمديرية الدارالبيضاء أنفا، في تصريح لجريدة "الصحراء المغربية"، أن حضور الأخصائيين الاجتماعيين داخل المؤسسات التعليمية ساهم بشكل مباشر في تحسين المناخ المدرسي، إذ أصبح التلاميذ يستفيدون من أنشطة بيئية وفنية وتربوية تنمي لديهم قيم المواطنة، كما ساعد ذلك على الحد من مظاهر العنف والهدر المدرسي وتعاطي المخدرات.
وأضافت الاختصاصية نفسها أن المؤسسات التي تتوفر على مختص اجتماعي تشهد ارتفاعا ملحوظا في نسب النجاح، بفضل المواكبة اليومية للتلاميذ، والتوجيهات المنهجية والنفسية التي يقدمها الأخصائيون خلال السنة الدراسية، وخاصة خلال فترات الامتحانات.
وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تمكين المتعلمين من أدوات ناجعة للتحضير، وتخفيف التوتر والقلق المصاحب لهذه الفترة، وتدريبهم على استثمار الوقت والتكنولوجيا بشكل فعال في مواجهة التحديات المرتبطة بزمن الرقمنة والإدمان على المنصات الرقمية.
وإلى جانب الأثر الإيجابي على التلاميذ، تشكل هذه المبادرة طمأنة للأسر التي تجد في وجود مختص اجتماعي داخل المؤسسة التعليمية سندا لأبنائها وبناتها، وضمانة لتواصل دائم حول مستجدات وضعهم الدراسي والنفسي. فهي تسهم في تقليص فجوة القلق العائلي، وتخلق نوعا من الثقة والشراكة بين الأسرة والمدرسة، على اعتبار أن التحصيل الدراسي لا ينفصل عن الصحة النفسية والدعم الاجتماعي، وأن بناء شخصية التلميذ الناجح لا يتم إلا عبر مقاربة شمولية تراعي أبعاده النفسية والاجتماعية إلى جانب الكفايات المعرفية، تفيد الاختصاصية الاجتماعية نفسها.