لم يكن "م.ا"، راعي الغنم بدوار "بوعبيد الصمعة" بجماعة أولاد الطيب قرب فاس، يتوقع أن يتحول ظهيرة يوم الجمعة 11 أبريل إلى كابوسا سيلازمه طويلاً. بينما كان منشغلاً بجمع قطيعه قرب سور مطار "فاس سايس"، لمح من بعيد جسما ضخما يقترب بسرعة. في البداية، اعتقد أنها شاحنة كبيرة شردت عن الطريق، لكن الحقيقة كانت أكثر إثارة للدهشة... وأقرب إلى الخطر.
"شعرت بشيء يهجم عليّ... وإذا بجناح طائرة يصطدم بي فجأة"، يحكي الراعي الذي لم يفق من صدمته إلا وهو ملقى على الأرض، غارقاً بين أغصان شجرة زيتون حالت دون أن يلقى حتفه تحت ثقل الحديد الطائر. بعينين غائرتين ووجه شاحب من هول المفاجأة، أكمل الراعي روايته: "لم أفهم ما حدث لغنمي... ولا كيف نجوت أصلاً"، مضيفاً أن الجناح أصابه برضوض في الظهر والصدر، وكاد أن يحطم أحد أصابع قدميه، قبل أن يتم نقله مسرعاً إلى مستعجلات المستشفى لتلقي العلاج. وفي موقع الحادث، كانت الصورة أكثر درامية.
أحد سكان الدوار، الذي هرع إلى مكان الاصطدام، وصف المشهد قائلاً: "وجدنا الطائرة مائلة قرب سور المطار، الطياران كانا ممددين على الأرض، والمضيفة تمسك بكتفها المتألم، والراعي مدهوش إلى جانبهم. آثار الخوف والارتباك كانت بادية على الجميع الطائرة، من طراز هوكر XP800 وتحمل رقم التسجيل CN-TKC، كانت قادمة من مطار مراكش، وتشغلها شركة الطيران الخاصة إير أوسيان.
بحسب بلاغ رسمي صادر عن وزارة النقل واللوجستيك، فإن الطائرة انحرفت عن المدرج أثناء عملية الهبوط، مما أدى إلى اصطدامها بالسياج الحديدي للمطار وإلحاق أضرار مادية جسيمة بها.
وعلى إثر الحادث، تحرك مكتب التحقيقات والتحاليل لحوادث الطيران المدني، التابع للوزارة، إلى مكان الواقعة مصطحباً فريقاً من الخبراء التقنيين، بهدف فتح تحقيق معمق لتحديد ملابسات وأسباب هذا الحادث الذي كاد أن يتحول إلى مأساة.
فاس: محمد الزغاري