تميزت فعاليات المؤتمر الدولي للمنظمات الشريكة لجمعية البلديات الرومانية المنظم بالعاصمة الرومانية بوخاريست، خلال الفترة المتراوحة ما بين 22 و27 فبراير 2025، باستعراض مسار الديمقراطية المحلية المغربية واللامركزية بالمملكة.
وشهد المؤتمر مشاركة عبد العزيز الدرويش، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، مرفوقا بلحسن بلفقيه نائب الرئيس (رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني)، ومحمد سالم حمية رئيس اللجنة المكلفة بالرقمنة بالجمعية (رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب)، ونور الدين لمزوكي رئيس اللجنة المكلفة بالبيئة والتنمية المستدامة بالجمعية (رئيس المجلس الإقليمي لطانطان).
واتسم حضور الوفد المغربي، بتقديم عبد العزيز الدرويش مداخلة حول موضوع " الحكم المحلي: أساس الدولة"، ذكر فيها بمسار الديمقراطية المحلية المغربية واللامركزية في المملكة على مدى 62 سنة منذ أول ميثاق جماعي لسنة 1960 إلى غاية مع دستور سنة 2011، الذي جاء بمجموعة من المبادئ وأسس للجهوية المتقدمة، وإقرار القوانين التنظيمية للمستويات الترابية الثلاث لتقوية الحكامة المحلية.
كما كرست مبدأ التدبير الحر، وجرى تخويل المجالس الجماعية سلطة التداول بكيفية ديمقراطية وسلطة تنفيذ مداولاتها ومقرراتها.
وأبرز الدرويش أنه، بالموازاة مع ذلك، اعتمد المغرب ميثاق اللاتمركز الإداري منذ سنة 2018، كتنظيم مواكب للتنظيم الترابي اللامركزي للمملكة القائم على الجهوية المتقدمة، باعتباره أداة رئيسية لتفعيل السياسة العامة للدولة على المستوى الترابي عبر نقل السلط والوسائل المالية لفائدة المصالح اللاممركزة على المستوى الترابي لأداء المهام المنوطة بها وتقريب الخدمات من السكان، أخذا بالاعتبار الخصائص المجالية وضمان الالتقائية في البرامج وديمومة الخدمات.
وخلال أشغال المؤتمر، عقد وفد الجمعية لقاء مع إميل دراغيسي، رئيس جمعية البلديات الرومانية (ACoR)، لتسطير برنامج العمل الثنائي المستقبلي. وبالمناسبة، وجهت له دعوة لحضور أنشطة الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم المبرمجة شهر أبريل المقبل، ودعوة لزيارة بعض مدن الجهات الجنوبية للمملكة (سيدي إفني، طانطان، الداخلة).
كما عقد وفد الجمعية عدة لقاءات مع رؤساء بعض الجمعيات المماثلة الحاضرة في المؤتمر، وكذا مع رؤساء بعض الجماعات الترابية من مختلف الدول لاستكشاف فرص ربط علاقات تعاون معها، حيث كانت فرصة للتعريف بالجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم وبأهدافها المتمثلة في السهر على تنسيق العلاقات والتعاون بين المجالس والمشاركة في أوراش النقاش العمومي وإبداء الرأي حول القضايا المتعلقة بالتدبير الترابي والإسهام في مجال التكوين والرفع من القدرات التدبيرية للمنتخبين المحليين إلى غير ذلك.
وجرى أيضا، في هذا الصدد، تعريفهم، يؤكد بلاغ الجمعية في الموضوع، بالإختصاصات الموكولة للمستويات الثلاث للجماعات الترابية بالمغرب، وباختصاصات مجالس العمالات والأقاليم على وجه الخصوص.
يذكر أن هذه الزيارة تدخل في إطار مذكرة التفاهم التي تربط الجانبين والتي تهدف إلى تقوية اللامركزية والقدرات التدبيرية للجماعات الترابية وللجمعيتين، وتشجيع التنمية المحلية عبر تنزيل سياسات متجددة في مجال تمويل مشاريع التنمية السوسيو اقتصادية، بالإضافة إلى تقوية قدرات منتخبي وأطر الجماعات الترابية، وكذا تبادل التجارب الفضلى في مجال تدبير الشأن المحلي وتبادل الزيارات وتبادل الخبرات بين الجانبين.