الزوبير بوحوت : السوق الإسباني أحد أكبر تحديات القطاع السياحي بالمغرب

الصحراء المغربية
الأربعاء 22 يناير 2025 - 13:50

يشارك المغرب خلال الفترة الممدة مابين 22 و 26 يناير الجاري، في فعاليات الدورة 45 من معرض سوق السفر العالمي "فيتير" للسياحة بالعاصمة الاسبانية مدريد

ويترأس الوفد المغربي، الذي يشارك بحوالي 40 عارض يمثلون سلاسل ومؤسسات فندقية ووكالات الأسفار إلى جانب 10  أروقة مخصصة للمجالس الجهوية للسياحة، أشرف فايدة المدير العام للمكتب الوطني للسياحة.

وتتميز هذه الدورة، بمشاركة وازنة لمهنيي جهة  مراكش- أسفي، بحضور سمير كودار رئيس جهة مراكش-ٱسفي كإشارة قوية لانخراط المجلس الجهوي في الدينامية الاقتصادية للجهة والتي تعتمد بشكل كبير على القطاع السياحي، وهي إشارة واضحة لتجاوب مسؤولي الجهة مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة للمشاركين في المنتدى الوطني الثاني حول الجهوية المتقدمة.

وفي هذا الإطار، أكد الزوبير بوحوت خبير في المجال السياحي في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن تطوير السوق الإسباني  يعد من بين التحديات ذات الأولوية للمدير الجديد للمكتب الوطني المغربي للسياحة، مبرزا أن المغرب استقبل سنة  2023، مليون و304 ألف و276 سائحا اسبانيا، أي ما يعادل 6.8٪ من إجمالي 19.2 مليون إسباني سافروا إلى الخارج، لينتقل العدد سنة 2024  الى مليون و498 ألف سائح اسباني، حيث من المنتظر أن تصل عدد ليالي المبيت إلى 900 ألف ليلة سياحية.

وبخصوص مراكش، أشار بوحوت إلى أن المدينة الحمراء من المنتظر أن تسجل 180 ألف وافد من السياح الاسبان خلال سنة 2024،  وهو ما يمثل 12 في المائة من مجموع الوافدين، كما يتوقع أن تصل عدد الليالي السياحية  إلى 517 ألف ليلة بمعدل أكثر من 57 في المائة  من حجم الليالي المبيت السياحية.

وأضاف بوحوت، أنه بالرغم من أن المغرب يعتبر الوجهة الأولى في إفريقيا والسادسة عالميا لهذه الفئة، إلا أن هذه الأرقام تعكس أداء متواضعا، ويبقى السوق الإسباني بعيدا عن الاستغلال الأمثل لإمكاناته، بمعدل إقامة متوسط (DMS) في المؤسسات الفندقية السياحية المصنفة (EHTC) لا يتجاوز 0.6 يوم مقارنة بـ7.9 أيام لرحلاتهم العامة.

وحسب الخبير السياحي، فإن السوق الإسباني توفر فرصا هائلة، حيث يبلغ عدد سكان إسبانيا حوالي 49 مليون نسمة في عام 2024، مع قوة عاملة تصل إلى 24.44 مليون شخص خلال الربع الثاني من العام، وناتج محلي إجمالي يقدر ب 1498 مليار و324 مليون يورو في عام 2023، وهو مايفسر أن نصيب الفرد من الناتج يصل إلى 30 ألف و705،

وتابع المتحدث، أن معدلات التضخم المنخفضة (1.8٪ في أكتوبر 2024) والنمو الاقتصادي المتوقع بنسبة +2.4٪ في عام 2025، تظهر ديناميكية إيجابية لهذا السوق، مؤكدا أن السياح الإسبان يشكلون شريحة إستراتيجية ذات قوة شرائية كبيرة، بإنفاق متوسط يبلغ 988 يورو لكل رحلة، ومع ذلك، فإن 900 ألف ليلة مبيت فقط، المتوقع تسجيلها في المغرب في عام 2024، تبرز ضعف استغلال هذا السوق اقتصاديا.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير السياحي، أن المغرب يجب عليه تكييف عرضه السياحي لتلبية التوقعات المحددة للسياح الإسبان الذين يفضلون التجارب الغامرة، الإقامات التي تركز على الرفاهية، والأنشطة المرتبطة بالطبيعة، حيث يمكن لمدن مثل مراكش، الدار البيضاء، وأكادير، وهي وجهات محبوبة بالفعل، أن تحظى بمزيد من التركيز من خلال حملات مستهدفة ومنتجات سياحية متنوعة.

وخلص إلى أن من المحاور الإستراتيجية الرئيسية التي يجب الاشتغال عليها زيادة متوسط مدة الإقامة (DMS)، عبر تقديم جولات متكاملة ومسارات جذابة، من خلال تشجيع السياح الإسبان على تمديد إقامتهم، حتى يمكن للمغرب تعزيز قدراته التنافسية وزيادة العوائد الاقتصادية بشكل كبير من هذا السوق.

 

 




تابعونا على فيسبوك