مهرجان الزربية الواوزكيتية.. 22.000 نساجة تحركن الاقتصاد المحلي المستدام

الصحراء المغربية
الخميس 21 نونبر 2024 - 15:56

في إشارة إلى الأهمية الكبيرة التي تحتلها حرفة النسج في منطقة تازناخت، حيث بلغ عدد ممارسات هذه الحرفة 22.000 صانعة نساجة، يعتبر مهرجان الزربية الواوزكيتية فرصة ذهبية لدعم هؤلاء النساجات اللاتي يلعبن دورًا محوريًا في النهوض بالاقتصاد المحلي. هذه الحرفة التي تعتمد على مهارات نساء قرويات في صناعة الزربية من الصوف الطبيعي، ليست مجرد مصدر رزق، بل هي جزء من هوية ثقافية وتراثية عريق.

القطاع، الذي يشهد اهتمامًا متزايدًا من السلطات المغربية، يتمتع بقدرة على خلق فرص عمل مستدامة وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرأة في المناطق الجبلية والنائية. وبرغم التحديات التي يواجهها، مثل نقص المعدات والتقنيات الحديثة، إلا أن هناك جهودًا مستمرة من قبل الحكومة والقطاع الخاص لتطوير هذا المجال، حيث تم توقيع اتفاقيات وشراكات لدعمه.
ومع العدد الكبير للنساجات المشاركات في المهرجان، والبالغ عددهن أكثر من 22.000 صانعة، من الضروري أن تولي الحكومة المزيد من الدعم لهن عبر تحسين التدريب التقني، ضمان توفير المواد الخام ذات الجودة العالية، وتعزيز استدامة القطاع عبر تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية.
إن تشجيع النساء على المشاركة في هذا القطاع التقليدي من خلال تأمين فرص عمل، إضافة إلى تعزيز مكانته على المستوى الوطني والدولي، يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي والمساهمة في التنمية المستدامة.

وفي افتتاح النسخة السابعة لمهرجان الزربية الواوزكيتية بتازناخت، أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أول أمس الأربعاء، على الدور المحوري الذي تلعبه صناعة الزربية الواوزكيتية في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة تازناخت الكبرى. هذا الحدث الذي ينظم تحت شعار "الزربية الواوزكيتية بين التثمين السياحي والتمكين السوسيو-اقتصادي للمرأة النساجة" يهدف إلى تعزيز مكانة هذا القطاع التقليدي وإسهاماته في تحسين ظروف عمل النساء النساجات ودعم الاقتصاد المحلي.
وفي كلمته الافتتاحية، أبرز السعدي الأثر الكبير لصناعة الزربية الواوزكيتية في خلق فرص العمل للآلاف من النساجات وتحسين ظروف عيشهن، موضحًا أن الصناعة التقليدية، بما فيها الزربية الواوزكيتية، أصبحت ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني. كما أكد على أهمية هيكلة القطاع وجعل الصناعة التقليدية أكثر تنافسية لتحقق التنمية المستدامة في المغرب.
وفي خطوة هامة نحو تنظيم وتطوير هذا القطاع، وقع الوزير السعدي بروتوكول تفاهم مع مجموعة من الشركاء المحليين والوطنيين، بما في ذلك عامل إقليم ورزازات ومديرة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان. هذا البروتوكول يهدف إلى إنشاء منظومة متكاملة ومستدامة لدعم الزربية الواوزكيتية من خلال تحديد الأدوار والمسؤوليات بين الأطراف الموقعة. كما يلتزم هذا التعاون بتقديم الدعم التقني والمالي للنساء النساجات، وتحسين جودة الصوف المستخدم، وتنظيمهن ضمن هيئات مهنية تسهم في تعزيز قدراتهن المهنية.




تابعونا على فيسبوك