حلت قافلة "هيئات الترافع عن ملف الصحراء المغربية"، التي نظمتها الهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة بجهة الدارالبيضاء-سطات، بشراكة مع هيئة المحامين بالدارالبيضاء، وجمعية مولاي علي الشريف للثقافة والتراث والتنمية، إلى معبر الكركرات، أمس الأحد، وجهت مجموعة من الرسائل المباشرة لخصوم الوحدة الترابية.
تكبد المشاركون في القافلة، التي انطلقت، يوم الخميس الماضي من مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، تحت شعار "وحدتنا في ملحمتنا"، عناء السفر لقطع مسافة 1900 كيلومتر، من أجل إيصال رسالة قوية إلى خصوم المملكة، مفادها أن الاعتداء على أمن ووحدة المغرب أمر غير مقبول بتاتا.
وحسب اللجنة المنظمة فإن القافلة ضمت عددا من النشطاء المغاربة في مجال الثقافة والتنمية المستدامة وممثلي المجتمع المدني، إضافة إلى فنانين، والذين يرون في هذه المبادرة فرصة لتعزيز الهوية الوطنية، وإحياء الذكرى 49 للمسيرة الخضراء كرمز للتلاحم بين الشعب المغربي وصحرائه.
وأكد فؤاد غرسا، رئيس المكتب الجهوي للهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة بجهة الدارالبيضاء-سطات، أن "هيئات الترافع عن ملف الصحراء المغربية، تندرج ضمن المبادرات الداعمة للنجاحات التي حققتها المملكة المغربية في الدفاع عن القضية الوطنية على جميع الأصعدة، وهي فرصة لتعزيز الالتزام الوطني بقضايا الصحراء المغربية، وتعكس أهمية ربطها بمبادئ حقوق الإنسان والتنمية المستدامة"، قائلا "ترتكز هذه القافلة على توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس التي تشدد على دور هيئات المجتمع المدني في الدفاع عن القضية الوطنية. إن الترافع المدني حول مغربية الصحراء يعد مشروعا حيويا يسعى لتعزيز قدرات جمعيات المجتمع المدني والفاعلين الجمعويين".
وأضاف غرسا، في تصريح لـ"الصحراء المغربية" من معبر الكركرات، أن المشاركين في القافلة قاموا بتحد وطني فريد من نوعه، قائلا "قطعنا المسافة من الدارالبييضاء إلى معبر الكركرات في ظرف لا يتعدى ثلاثة أيام، بعد المرور على مدن مراكش وأكادير وتيزنيت وكلميم وطانطان وطرفاية والعيون وبوجدور والداخلة"، مبرزا، في السياق ذاته، أهمية تنظيم القافلة، التي شاركت فيها جميعة الدراجين في المغرب، في إطار تخليد الشعب المغربي لذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، من أجل التأكيد على أهمية المشاركة الشعبية في الترافع المدني عن مغربية الصحراء، من خلال مناقشة مجموعة من المحاور المرتبطة بفعالية التنمية بالصحراء المغربية، والترافع عن القضية الوطنية، والتعريف بالحكم الذاتي، وكذا تعريف الأجيال الصاعدة بنجاحات المسيرة الخضراء".
وأكد رئيس المكتب الجهوي للهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة بجهة الدارالبيضاء-سطات، أن "موضوع المرافعة عن القضية الوطنية يحيل إلى الدفاع والمجابهة بالحجة المقنعة وجعل الفاعلين على الصعيد العالمي يتبنون قضيتنا، بما يكفل دحض حجج الخصوم والرد على أطروحتهم، مشيرا إلى أن الهيئة تستعد لتنظيم قافلة جديدة ستجوب عدد من العواصم الأوروبية، كإسبانيا وبروكسيل..، وكذا عربيا مستقبلا، لتأكيد دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، كحل لهذا النزاع المفتعل، والتي أثبتت أن المغرب ملتزم بالشرعية الدولية في استكمال وحدته الترابية، مؤكدا على قوة المقترح المغربي بكل ضماناته في إنهاء هذا النزاع المفتعل.
من جهته، رأى أمين محمد بوفي، محامي بهيئة الدارالبيضاء، أن مشاركته في القافلة الوطنية للترافع عن ملف الصحراء المغربية كان واجبا مشروطا لحشد الوحدة الشعبية حول هذه القضية، واختيار الأدوات البشرية الموظفة في هذا المجال، لبلوغ أهداف الترافع وتعزيز الموقف المغربي داخليا وخارجيا.
وأضاف بوفي، في تصريح لـ"الصحراء المغربية"، أن القافلة كانت ناجحة بكل المقاييس، قائلا "المغرب يتجاوب دائما مع المنظمات الحقوقية ويفتح أمامها الباب لإنجاز تقاريرها بكل شفافية، "وما لمسناه من خلال قافلتنا إلى كل المدن الجنوبية، حيث كان هناك تجاوب مع فعاليات المجتمع المدني واطلعنا على تجربة الاستثمارات والبنية التحتية، عكس الصعوبة التي نجدها في الدخول إلى مخيمات تندوف"، مشددا على أن عودة الصحراء إلى وطنها الأم أمر لا رجعة فيه، داعيا الجزائر والمبعوث الشخصي إلى استحضار أن 35 مليون مغربي أدوا قسم الوفاء للمسيرة الخضراء أمام جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وأن شيوخ القبائل الصحراوية عبروا، على غرار أسلافهم، عن بيعتهم لملوك المغرب، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جانبه، أوضح مهدي فضة، محام بهيئة الدارالبيضاء، أن قضة الصحراء المغربية كانت ولا تزال قضية كل المغاربة والعرب الأوفياء لملحمة الملك الراحل الحسن الثاني. وأضاف فضة، وهو محام سابقة بهئية المحامين بتونس، "صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه، وحب الوطن في دم كل المغاربة وسنكون دوما مصطفون وراء جلالة الملك محمد السادس جند من جنوده وسفراء للدفاع عن حق تاريخي مشروع لا جدال فيه. فبصفتي محام مشارك في القافلة، فخور بانتمائي لهيئة المحامين بالدارالبييضاء، وأقدم شكري لكل زملائي بالهيئة، وعلى رأسهم النقيب حسي، لأن المحامين المغاربة لطالما كانوا في طليعة المدافعين عن الحرية والاستقلال، وقدموا تضحيات جسيمة في سبيل الوطن".