تحتفل مدينة مراكش، في الفترة الممتدة ما بين 22 و 26 أكتوبر، بإدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو، خلال الدورة التاسعة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال الوقوف عند تداعيات هذا الفن العريق حاضرا، والتفكيرِ في استثمار هاته الحظوة الدولية في المستقبل القريب، بعد موافقة اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو يوم 6 دجنبر 2023 بدولة بوتسوانا على طلب المملكة المغربية بإدراج فن الملحون في لائحة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وذكر بلاغ للمنظمين، أن هذه التظاهرة الفنية التي تنظمها جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، في إطار احتفالية مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة، جامعة القاضي عياض، ولاية مراكش- آسفي، مجلس الجهة والمجلس الجماعي لمدينة مراكش، تروم إبراز قدرة أدب وفن الملحون على تمثيل الحضارة المغربية بامتداداتها الإنسانية والتعريف بها، باعتباره مجلى ومظهر لِغنى هذه الثقافة وخصوبتها وتنوعها.
كما ستحتفي هذه الدورة بالتجربة الإبداعية الرائدة للأستاذ عبد العزيز اعمار تقديرا لمساهماته البحثية الأصيلة في صون هذا الإرث الفني المغربي والإنساني الممتد، وتثمينا لإسهاماته العميقة في ترسيخ أدب فن الملحون وتعميق البحث والتقصي في ثناياه لإبراز خصائصه.
ويتضمن برنامج هذه الدورة، توليفة غنية ومتنوعة من الفقرات الفنية والأمسيات الثقافية، إلى جانب ندوة علمية تقارب موضوع تداعيات وتحديات إدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو، بمشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين، كما سيجري توقيع عقد فريد من الإصدارات الثقافية والعلمية الحديثة، إضافة الى تنظيم صبيحة لفائدة نزلاء دار البر والإحسان، وتكريم ثلة من رجال الفكر والعلم والفن.
وتسعى جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، من خلال هذا التقليد السنوي، إلى المحافظة على هذا الفن العريق ليبقى ماثلا للأجيال المقبلة ومد جسور التواصل بين جيل الشيوخ والرواد الذين أبدعوا وأغنوا الرصيد الغنائي المغربي وجيل الشباب والناشئة المعول عليهم لتملك هذا الفن وتذوقه عبر إذكاء روح الإبداع وتنمية المواهب.
وتتوخى جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، من تنظيم هذا الملتقى الفني تسليط الضوء على هذا اللون الإبداعي، الذي يعد إلى جانب ألوان فنية وتراثية أخرى، رافدا من روافد الحضارة المغربية، وتوسيع دائرة الاهتمام به كموروث مغربي بامتياز، له خصوصياته المتجلية في طريقة الإنشاد.
يشار إلى أن الشيخ الجيلالي امثيرد يعتبر واحدا من كبار شعراء فن الملحون بالمغرب، عاصر السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله، وله ديوان طبعته أكاديمية المملكة المغربية في سياق التعريف بكنوز أعلام الملحون.
وتزامنا مع احتضان مدينة مراكش للمؤتمر الأول لرجال الملحون، في سنة 1970، انتخب الحاج محمد بن عمر الملحوني، الذي كان يترأس جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، "شيخ الأشياخ" على العادة التقليدية.