أفاد البروفيسور عبد المجيد الشرايبي، عميد كلية الطب في مدينة أكادير، أستاذ علم الغدد وأمراض السكري والتغذية، في تصريح لـ"الصحراء المغربية"، توسع معدلات الإصابة بداء السمنة في المغرب، سواء في صفوف البالغين أو الأطفال، ما بات يشكل أمرا مقلقا، في ظل ارتفاع عدد مرضى السمنة بشكل يضاهي عدد المصابين في الدول المتقدمة.
ويأتي ذلك في ظل إحصاء 20 في المائة من السكان مصابين بالسمنة وسط المتجاوزة أعمارهم 18 سنة، وفقا للمعطيات الإحصائية الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية التي كشفت عن أن أكثر من 50 في المائة من المغاربة، إما مصابين بالسمنة أو زيادة الوزن.
وفي هذا الصدد، نبه البروفيسور عبد المجيد الشرايبي إلى خطورة داء السمنة وإلى تبعاتها الصحية الوخيمة على باقي الأعضاء الحيوية، واصفا المرض بالآفة الخطيرة التي تعد "أم باقي الأمراض"، بالنظر إلى تسببها في عدد من المشاكل الصحية، منها الإعاقة الحركية بسبب فرط الوزن، وحدوث الروماتيزم وأمراض تشحم الكبد وتكون حصي المرارة، ناهيك عن الإصابة بأمراض والقلب والشرايين وارتفاع الضغط الدموي، الذي يصيب 30 في المائة وداء السكري الذي يستهدف 10 في المائة من المغاربة المتجاوزة أعمارهم 18 سنة.
واستحضارا لمناسبة إحياء المجتمع الطبي العالمي لداء السمنة، الموافق للرابع مارس من كل سنة، أوصى البروفيسور عبد المجيد الشرايبي بضرورة اليقظة والحيطة من الإصابة بالسمنة، وذلك من خلال الحرص على النمط الغذائي السليم، المبني على الاكثار من تناول الخضروات والفواكه في مقابل الابتعاد عن استهلاك الوجبات السريعة والأغذية الغنية بالدهون والسكريات وعالية السعرات الحرارية بالزيوت المشبعة وحيوانية المنشأ، أخذا بعين الاعتبار خطورة تراكم الدهون على مستوى البطن الذي يعتبر أشد وقعها من الحالات الأخرى للسمنة.
ولتفادي التبعات الوخيمة للسمنة، شدد أستاذ علم الغدد على الحركة البدنية من خلال ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة، بشكل يومي وبوتيرة لا تقل عن 5 أيام في الأسبوع، لتفادي المرحلة المتقدمة من المرض التي قد يصف فيها الطبيب المعالج بعض الأدوية، والتي لا تخلو من آثار جانبية على الصحة، سيما في الحالات التي يجري استعمالها بشكل فردي ودون استشارة وتتبع من قبل الطبيب المتخصص.
من جهة ثانية، أثار أستاذ الطب وعميد كلية الطب في أكادير ضرورة حماية الأطفال من آفة الإصابة بالسمنة، كونهم باتوا أكثر إصابة بالداء، بسبب نمط الحياة ونظام التغذية السيئين، في ظل استهلاك الوجبات السريعة وعدم الحركة البدنية