بالتزامن مع قضائه أول أسبوع في سجن عكاشة بالدارالبيضاء، والذي أودع به رفقة 5 أشخاص آخرين على خلفية التحقيقات المنجزة في قضية تصفية زوج مطربة مغربية والتمثيل بجثته قبل التخلص من أجزائها المقطعة في مجرى نهري ضواحي الرباط، أدرجت غرفة الجنايات الاستئنافية بالدارالبيضاء ملفا آخر للمشتبه فيه الرئيسي في تنفيذ هذه الجريمة (ر.أ)، وذلك في جلسة عقدتها، أمس الاثنين.
ويتعلق هذا الملف، الذي قررت الهيئة المذكورة تأجيل النظر فيه إلى جلسة 20 مارس المقبل، بجريمة تصفية مافيوزية أخرى شهدت تفاصيلها المروعة الأراضي الفرنسي، والتي ارتبط اسم المعني بالأمر بها، كمشتبه فيه رئيسي أيضا بالتورط في ارتكابها.
وتتشابه وقائع هذه القضية في عدد من أحداثها مع السيناريو الإجرامي الذي نفذ به أسلوب قتل زوج المطربة المغربية. فبدورها تضمنت عملية اختطاف واحتجاز، والتي انتهت بتصفية الضحية (إ.ح)، في يونيو من سنة 2007.
وقد تمت، على إثر هذه الجريمة، ملاحقة (ر.أ) بتهمة اختطاف واحتجاز وقتل الضحية المغربي، غير أنه أدين غيابيا بالسجن 21 سنة من قبل محكمة فرساي الفرنسية، وذلك بعدما فر متنقلا بجواز سفر مزور.
وقد ظل المطلوب من قبل السلطات الفرنسية في حالة فرار، إلى أن سقط في قبضة أمن مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء في سنة 2020، وذلك بفضل التعاون بين محققين من المديرية العامة للأمن الوطني والوكالة الفرنسية لمكافحة المخدرات.
لتنطلق بعد ذلك محاكمته بالمغرب، حيث صدر، في سنة 2023، قرار ببراءته من قبل غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء من تهم "الاختطاف والاحتجاز والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد".. وهو القرار الذي استأنفته النيابة العامة لدى المحكمة المذكورة، ليشهد الملف فصولا جديدة، ابتداء من هذا الأسبوع، بتواصل محاكمة المعني بالأمر في جلسات جديدة حددت المقبلة منها في 20 مارس المقبل.
يذكر أن (ر.أ) أعلن عن إيقافه، الأسبوع الماضي، في جريمة مقتل زوج المطربة المغربية في عمليات نفذتها المصلحة الولائية للشرطة القضائية، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا بـ"الديستي"، والتي شملت الإطاحة بخمسة أشخص آخرين يشتبه تورطهم في هذه القضية.
وانطلقت التحريات بعدما توصلت مصالح الشرطة بالدارالبيضاء في الثامن من شهر فبراير الجاري ببلاغ حول اختطاف الضحية من طرف مستعملي سيارة رباعية الدفع، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، والذي أفضى إلى إحالة المعنيين بالأمر، يوم الجمعة الماضي، على القضاء، ليتقرر إيداعهم سجن عكاشة، رهن التحقيق الإعدادي الذي باشرته مؤسسة قاضي التحقيق.