تتواصل بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش، الاستعدادات اللوجستيكية والأمنية لاستقبال ضيوف الدورة 20 من المهرجان الدولي للفيلم إحدى التظاهرات الدولية المهمة في مجال السينما، باعتبارها تساهم في تحقيق مستقبل أفضل للفن السابع، والتي ستقام في الفترة مابين 24 نونبر الجاري وثاني دجنبر المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتجري الاستعدادات على قدم وساق، حيث تشرف فرق تقنية رفيعة المستوى على أدق التفاصيل أخدا بعين الاعتبار أحدث التقنيات في المجال من أجل تهيئ القاعات السينمائية التي سيتم داخلها عرض الأفلام المدرجة ضمن برنامج هذه التظاهرة الفنية، التي تستقطب كفاءات عالية ووجوه عالمية بارزة في الفن السابع، لضمان الظروف المناسبة لعشاق السينما سواء داخل القاعات أو خارجها.
وتستعد ساحة جامع الفناء التاريخية، القلب النابض لمراكش، هي الأخرى، لاستقبال نجوم الفن السابع، من خلال نصب شاشة كبرى بالساحة العالمية، لعرض الأفلام السينمائية المبرمجة خارج المسابقة، طيلة فترة المهرجان الدولي للفيلم، وهو التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان لعدة سنوات الهدف منه إيصال السينما إلى الجمهور.
وتجري هذه الاستعدادات الميدانية لاستقبال ضيوف المهرجان وجمهوره في أحسن الظروف، بما في ذلك تدبير أمور الفندقة وغيرها من الأمور اللوجستيكية الحيوية، الكفيلة بإنجاح المهرجان ومروره في أجواء جيدة، وخاصة الفنادق التي استعدت بشكل جيد.
وفي هذا الصدد، أكد مسير أحد الفنادق الفخمة بمراكش في اتصال ب"الصحراء المغربية" أن أغلب غرف الفندق تم حجزها خلال الفترة الممتدة من 24 نونبر الجاري الى 2 دجنبر المقبل، لفائدة ضيوف المهرجان، مشيرا إلى أن المؤسسة الفندقية قررت رفع عدد العاملين بها من أجل تقديم خدمات جيدة.
ويرى عدد من المهتمين بالمجال السياحي بالمدينة الحمراء أن كل الظروف أصبحت مواتية لاستقبال المزيد من السياح الأجانب، وتوفير الظروف المواتية لمقام جيد بالمدينة، بالنظر إلى ما تتمتع به مدينة مراكش، من مؤهلات سياحية وتاريخية ومقومات مميزة كالفنادق القريبة من أبرز أماكن الجذب السياحي، بالإضافة إلى الاستقرار والأمن والسمعة الطيبة حول العالم والطقس المعتدل على طول السنة، وهي أدوات هامة لجذب العديد من التظاهرات العالمية.
من جهة أخرى، تعيش المدينة الحمراء، على إيقاع تدابير أمنية خاصة، سطرتها سلطات المدينة، تتضمن إجراءات وقائية واحترازية ورفع حالة التأهب واليقظة، بشكل يضمن ويوفر راحة البال ومتطلبات الأمن والسلامة للزوار خصوصا نجوم الفن السابع العالميين.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن ولاية أمن مراكش قررت إضافة دوريات أمنية تضم مفتشي شرطة بالزي المدني تجوب الشوارع الرئيسية المؤدية إلى قصر المؤتمرات والمؤسسات السياحية الحيوية ومختلف المناطق السياحية، للسهر على سلامة وأمن ضيوف المهرجان الدولي للفيلم، والسياح الأجانب والمغاربة زوار المدينة، بالاضافة الى "كاميرات متطورة"، جرى نصبها بأماكن استراتيجية، كإجراء احتياطي وقائي ضد أي أعمال إرهابية، ورصد أي تحركات مشبوهة.
وتتميز دورة 2023 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بوجود عدد من المهنيين المرموقين الذين يواصلون بموهبتهم وإبداعاتهم كتابة تاريخ السينما، وستترأس لجنة التحكيم المرموقة، التي تتشكل من أسماء لها شهرة عالمية، المنتجة والمخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار جيسيكا شاستين، التي تحظى بسمعة كبيرة على الصعيد الدولي، كما ستحضر هذه الدورة شخصيات كبرى من عالم الفن السابع من أجل سلسلة المحادثات "حوار مع…"، التي اعتاد عليها جمهور المهرجان.
وفي إطار التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش خلال الدورات السابقة، تقرر في دورة هذه السنة تكريم شخصيتين استثنائيتين هما الممثل الدانماركي الكبير مادس ميكلسن، صاحب الموهبة الأسطورية، والمخرج المغربي المتألق فوزي بنسعيدي، الذي تحقق أعماله السينمائية حضورا متميزا في أكبر المهرجانات.