"الأمير" المزعوم لخلية "الدواعش" أصغر الموقوفين سنا .. بسيج يكشف تفاصيل البحث ووقوف الارهاب وراء قتل شرطي المرور بالبيضاء

الصحراء المغربية
الجمعة 17 مارس 2023 - 14:53

كشف، اليوم الجمعة 17 مارس 2023، بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، عن تطورات ومراحل البحث في الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها شرطي المرور بمنطقة الرحمة بالدار البيضاء، والذي تعرض للتصفية الجسدية وأحرقت جثته قبل أن يجري التخلص منها في قناة للصرف الصحي في دوار "الخدارة" في ضواحي حد السوالم. وأكد محمد الشرقاوي، مدير "بسيج"، خلال ندوة صحافية عقدت لهذا الغرض، أن فرضية وقوف الإرهاب وراء ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء لم تتأكد إلا بعد الإطاحة بـ "الدواعش" الثلاثة الذين ألقي عليهم القبض، الأربعاء الماضي، في عمليات متزامنة نفذت بالبيضاء وفي منطقة سيدي حرازم بضواحي فاس.

وذكر أن المحققين اشتغلوا على مجموعة من الفرضيات في البحث، والتي لم يكن من الممكن ترجيح أي منها في البداية، بما في ذلك فرضية الطابع الإرهابي للاعتداء، والتي تأكدت بعد إيقاف المشتبه فيه الرئيسي بالدار البيضاء، مبرزا أنه، خلال التحريات، جرى التعامل مع مجموعة عينات وآثار هائلة أخذت من مسارح الجريمة الثلاثة، بالإضافة إلى تحصيل مجموعة من شهادات الشهود، غير أنها لم تفد كثيرا في التحقيق المنجز.
وفي تقديمه لمعطيات حول بروفايلات الموقوفين وملابسات انخراطهم في هذا المشروع الإرهابي، أفاد محمد الشرقاوي أن الأمر يتعلق بالمتهم الرئيسي (أ.و)، البالغ من العمر 31 سنة، و(ر.ح)، البالغ من العمر 37 سنة، وشريكهما (م.خ)، الذي يوجد في ال 50 من عمره، مبرزا أنهم تشبعوا بالفكر المتطرف قبل فترة قصيرة، إذ أنهم أعلنوا الولاء إلى الأمير المزعوم للتنظيم الإرهابي "داعش" قبل حولي شهر ونصف فقط.
وأفاد أنه، خلال هذه المرحلة من البحث، يمكن الحديث عن خلية إرهابية تتألف من ثلاثة مشتبه فيهم، من ضمنهم الأمير المزعوم للخلية البالغ من العمر 31 سنة، والذي شارك في التنفيذ المادي لجريمة القتل العمد والتمثيل بجثة الضحية، رفقة الموقف الثاني البالغ من العمر 37 سنة.
وذكر أن الموقوف الثالث شارك بدوره في الجريمة بتغيير معالمها وطمس الأدلة بعد إضرام النار عمدا في سيارة الضحية.
وأكد، في هذا الإطار، أنهم اعتمدوا أساليب وتكتيكات الإرهاب الفردي في قتل شرطي المرور والاستيلاء على أصفاده المهنية وسلاحه الوظيفي بغرض استخدامه في جريمة لاحقة تتمثل في السطو على وكالة بنكية والتي حددوها بعد القيام بجولات استطلاعية بمحيطها واتفقوا على طريقة اقتحامها، مشيرا إلى أنهم كانوا يخططون للالتحاق معسكرات تنظيم "داعش" في منطقة الساحل، قبل أن يتراجعوا عن هذا المسعى بسبب نقص مصادر التمويل الكافية لتأمين السفر، وهو ما دفع لتبني طرح بديل وهو القيام بعمليات إرهابية محلية تستهدف رجال الأمن ووكالات بنكية ومؤسسات مصرفية.
وأوضح مدير "بسيج" أن المستوى التعليمي للموقفين بسيط ومتدني، إذ أن أعلاهم تمدرسا وصل إلى الثالثة إعدادي، فيما أحدهم لم يسبق له ولوج المدرسة، مضيفا أن المشتبه فيه الرئيسي الذي ألقي عليه القبض في البيضاء لديه سوابق قضائية عديدة في جرائم الحق العام آخرها في 2013، عندما أدين قضائيا من أجل السرقة بالعنف واستهلاك المخدرات وحيازة السلاح الأبيض بدون سند مشروع.
وذكر أن المعنيين بالأمر يمتهنون النشاط الحرفي نفسه وهو نجارة الألمنيوم، مؤكدا أن أصفاد الشرطي الضحية عثر عليها داخل العلبة التي كانت تحوي معداتهم المهنية.
وأشار الشرقاوي إلى أن إجراءات البحث الذي أسندته النيابة العامة المختصة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تتواصل بتنسيق مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، وذلك من أجل رصد الارتباطات المحتملة لهذا العمل الإرهابي وتشخيص جميع المتورطين المفترض مشاركتهم ومساهمتهم في تدبيره، بالإضافة إلى الكشف عن كل الخلفيات والملابسات المحيطة بهذه القضية.
من جهته، قال بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، إن الشرطي الضحية كان هدفا لكن الجريمة النكراء التي طالته كانت وراءها أهداف متعددة القصد، وهي الاستيلاء على سلاحه الوظيفي ولوازمه المهنية ثم الانتقال إلى التنفيذ المادي لعمليات إرهابية كبرى.
وأكد بوبكر سبيك أن الموقوفين خططوا لترك توثيق مشروعهم الإجرامي إلى "العملية الكبرى"، مضيفا أن رتبوا لاستهداف أبناك لتحصيل عائدات لتنفيذ اعتداءات إرهابية نوعية، والتي حددوا لها مجموعة من الأهداف.

 

تصوير: عيسى سوري

 




تابعونا على فيسبوك