قال محمد سلمي، رئيس ومؤسس جمعية "إم فارما" أن عددا من الصيادلة خاصة الجدد منهم يعيشون وضعية اقتصادية متدهورة، مؤكد أن الرقم الذي يروج حول هذا الموضوع يحدد عددهم في حوالي 3000 صيدلي.

وأورد على هامش فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر جمعية عالم الصيادلة المغاربة "إم فارما" المنعقدة تحت شعار "مكانة الصيدلاني في السياسة الصحية بالمغرب"، أن كليات الصيدلة بالمغرب تشهد سنويا تخرج زهاء 250 صيدلي، ينضاف إليهم قرابة 1000 صيدلي يتخرجون من بلدان أجنبية.

وأبرز أن فترة البحث عن فتح محل للصيدلة أو الشروع في مزاولة هذه المهنة دون دراسة جدوى السوق يؤثر كثيرا على عدد من مهنيي القطاع، إلى جانب ضغط انتشار بيع الأدوية خارج المسلك القانوني، وتقادم الإطار القانوني المنظم للمهنة. وأشار إلى أن عدد الصيادلة الذي يتوفرون على صيدليات بالمغرب يقارب 12 ألفا.

ويرى سلمي أن النهوض بهذا القطاع وتحسين أوضاع مهنييه، يقتضي توسيع مهام الصيدلي ليصبح أكثر فعالية من خلال المشاركة في التلقيح مثلا، كما دعا إلى تمكين الصيادلة من صلاحية استبدال الأدوية المرتفعة الثمن بأخرى جنيسة.

وأبرز أن الصيدلاني فاعل مجتمعي لا غنى عنه سواء في صياغة السياسة الصحية، أو في خدمة مختلف الفئات المجتمعية، أو في تفعيل دورة التنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية.

 وذكر الدكتور محمد سلمي، بالدور الذي لعبه الصيدلاني خلال جائحة كوفيد-19 حيث أهلتُه معرفته العلمية وخبرته الإنسانية في أن يساهم من موقعه في التخفيف من حدة الجائحة ماديا ومعنويا.

وقال المتحدث إن مهنة الصيدلة ببلادنا تشهد اختلالات منذ وقت طويل، الأمر الذي يستدعي إيجاد حلول تمكن من تجاوز تلك الاختلالات ولو بشكل تدريجي وتصاعدي.

وأضاف أنه مهما تكن السياسة الصحية بالمغرب موسومة بالدقة وحسن التخطيط، فإن نجاحها رهين بمدى إشراك جميع المخاطبين في قطاع الصحة سواء على مستوى الصياغة أو التنزيل على أرض الواقع.

ويرى أن الانفتاح على الصيدلاني في مجال تشريعاته المهنية ضرورة أخلاقية قبل أن تكون قانونية أو علمية، وتابع موضحا "إننا نستبشر خيرا من عودة التواصل بين الوزارة الوصية والتمثيليات النقابية و"الهيئوية" لا سيما في ملف تعديل "المرسوم المتعلق بشروط وكيفية تحديد ثمن بيع الأدوية المصنعة محليا أو المستوردة" وذلك في إطار تنفيذ مشروع تعميم التغطية الصحية بالمغرب. ولا يسعنا في هذا الصدد إلاّ أن نزكّيَ هذه الخطوة وندعو الى استمرار التواصل والتنسيق المُفضي إلى تجاوز جميع الاختلالات".

ودعا سلمي مجالس هيئة الصيادلة (المنتهية صلاحيتها منذ خمس سنوات) إلى تعجيل إجراء الانتخابات، وإلى تدخل الوزارة الوصية من أجل تفعيل هذه المقتضيات الانتخابية".