80 في المائة من الحالات الخطيرة بالمستعجلات لشباب ضحايا حوادث السير أغلبهم من الدراجين

الصحراء المغربية
الجمعة 26 غشت 2022 - 12:08

أفادت مصادر طبية «الصحراء المغربية» تصدر ضحايا حوادث السير الطرقي لائحة الحالات المرضية التي تتوافد، يوميا، على مصالح الطب الاستعجالي، وتتمطهر على شكل رضوض وجروح متنوعة الخطورة، وتمثل أزيد من 30 في المائة من مجموع الحالات المستعجلة التي ترد على مصالح المستعجلات الخاصة بالمدن الكبرى، مثل ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى قسم المستعجلات التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، حيث يفوق عدد الحالات المرضية المستعجلة، بشتى أنواعها، 400 حالة، يوميا، أكثر من 40 في المائة منها من الحالات المرضية المستعجلة.

وعبرت المصادر الطبية بأسف عن تعرض عدد من مستعملي الدراجات لحوادث سير خطيرة جدا في المجال الحضري، وصفتها بـ»المصيبة»، يذهب ضحيتها شباب، أغلبهم، في عمر يتراوح بين 20 و40 سنة، أغلبها يسجل في المساء، حيث تكون أكثر خطورة وتعجل بدخول المتضررين إلى عالم الإعاقة الحركية نتيجة كسور تمس العمود الفقري، وبعضهم يكون مصيرهم الموت عندما تكون الرضوض خطيرة جدا على مستوى الرأس.
وترفع هذه الحوادث  الطلب على الاستشفاء في أقسام الإنعاش كما ترفع من نسبة الطلب على أكياس الدم التي تتطلبها حالات النزيف الحادة التي تهدد صاحبها بالوفاة.
وفي هذا الصدد، تحدث البروفيسور محمد موهاوي، المسؤول عن مصلحة استقبال المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، في تصريح لـ»الصحراء المغربية» عن ارتفاع عدد حالات حوادث السير على الطرقات داخل المدار الحضري في صفوف مستعملي الدراجات، إذ يشكلون ما بين 75 إلى 80 في المائة من مجموع الحالات المرضية المستعجلة التي تفد على أقسام الإنعاش. 
ويأتي ذلك بالنظر إلى أهمية ارتداء الخوذة المناسبة في خفض احتمالات الوفاة بنسبة 40 في المائة وتحد من مخاطر الإصابات الخطيرة بنسبة تزيد على  70 في المائة.
وذكر اختصاصي الطب الاستعجالي والإنعاش أن أغلب حوادث السير الخطيرة تعود إلى مجموعة عوامل، يأتي في مقدمتها عدم الحذر، عدم ارتداء الخوذة الواقية للرأس أو ارتدائها بشكل خاطئ أو لعدم توفرها على معايير الحماية والسلامة، ذلك أن الهدف من ارتدائها هو حماية الرأس وليس وسيلة للاستجابة لشروط المراقبة المرورية، ناهيك عن أن احترام قوانين السير هي مسؤولية الجميع، ليس مستعملي السيارات وحدهم، وإنما جميع مستعملي الطريق بشتى أنواعهم، مركباتهم كما المارة، يبرز المصدر نفسه.
وينضاف إلى ذلك، التهور في السياقة باستعمال الدراجات في الألعاب البهلوانية مع عدم احترام إشارة الضوء الأحمر وضعف التركيز الناتج عن تشتت التفكير والسهو بسبب استعمال الهواتف المحمولة.
وينضاف إلى تلك العوامل، السرعة المفرطة وقلة النوم والشعور بالعياء أثناء السياقة أو التسابق والتنافس على التجاوز، بالنسبة إلى الحوادث التي ترتكب على الطرقات خارج المدار الحضري. وفي هذا السياق، تحدثت مصادر موازية عن خطورة استعمال الهاتف المحمول لمضاعفته خطر وقوع حادثة السير بأربعة أضعاف، علما أن 48.3 في المائة من السائقين في المغرب يحملون هاتفهم المحمول أثناء السياقة، وفقا لمعطيات توصلت بها «الصحراء المغربية» من الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، المعرفة اختصارا بنارسا « NARSA»، ضمن أبرز نتائج النسخة الثانية من البحث الذي تطلق عليه تسمية» ESRA»، الذي جرى إطلاقه، بشكل متوازي، في 32 دولة، ضمنها المغرب، في سنة 2018، وفي 16 دولة ما بين سنوات 2019 و2020. 
وتأتي هذه المعطيات بناء على استمارة معطيات همت فئة مستعملي الطريق، بلغ تعدادهم الإجمالي 45 ألف مستعمل للطريق، ضمنهم 1047 من المغرب.
ووفقا لذلك، كشف الدراسة أن 57 في المائة من السائقين، المشمولين بالدراسة، يتحدثون في الهاتف باستعمال السماعات أو بخاصية البلوتوت أثناء السياقة، 35 في المائة يحملون الهاتف باليدين أثناء للتحدث أثناء السياقة، 18 في المائة يرسلون أو يقرؤون الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني أثناء السياقة.
وتعود أسباب وقوع حوادث سير أثناء استعمال الهاتف النقال عند السياقة، إلى تشتت الإدراك لدى السائقين، الشيء الذي يفقد التركيز في القيادة وفي تقييم مخاطر الطريق مع دخول السائق في حالة شرود ذهني ما قد ينتج عنه حوادث سير مميتة، تفيد المعطيات نفسها.
وينضاف إلى تلك الآثار السلبية، تشتت سمع السائقين، والذي يفقدون معه الانتباه إلى ما يحيط بهم من أخطار محتملة، ناهيك عن عجز السائق عن اتخاذ القرارات الملائمة بشكل صحيح وفي الوقت القصير المناسب، حين استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة، كما هو الأمر لاستعمال الفرامل أو لتجاوز خطر محذق.




تابعونا على فيسبوك