توصل باحثون في عالم الطب إلى نتائج واعدة حول إمكانية استعمال بخاخ طبي لدى المصابين بعدوى فيروس كوفيد19، يساهم في خفض الحمولة الفيروسية للمصابين على مستوى الأنف وخفض فرص انتشار العدوى به إلى أشخاص آخرين، وفقا لما بينته نتائج التجارب السريرية بتنسيق ومشاركة مختبر للصناعة الدوائية في الهند، في إطار تجربة الدواء ضمن المرحلة الثالثة.
ووفقا لذلك يراهن على هذا الدواء، الذي تسهر شركة كندية على تطويره رفقة شركائها في مجموعة من الدول، ليكون وسيلة علاجية تساعد على مقاومة الفيروس والقضاء على تطوره، سواء لدى أشخاص مصابين أو مخالطيهم، بعد تبين مساهمة الدواء في التخلص السريع من الفيروس على مستوى أنف المصابين، وانخفاض شحنة الفيروس بـ99 في المائة خلال 48 ساعة، مقارنة بمن أخذوا جرعات وهمية من الدواء خلال الدراسة.
وفي هذا الصدد، تحدث البروفيسور عبد العزيز عيشان، أستاذ الطب، طبيب اختصاصي في أمراض الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي، في تصريح لـ»الصحراء المغربية»، عن أهمية النتائج الإيجابية المتوصل إليها من الدراسة العلمية المنجزة، والتي كشفت عن نسبة عالية من تحقيق الأهداف المرجوة من الدواء، فاقت 90 في المائة لدى المصابين بعدوى فيروس كوفيد 19، من الدرجة المتراوحة بين الخفيفة والمتوسطة.
وتبعا لذلك، فإن نتائج التجارب السريرية في مرحلتها الثالثة تعد بإمكانات كبيرة للتصدي لفيروس كوفيد19، في انتظار انتقال التجارب إلى المرحلة الرابعة، والتي بعدها يمكن دخول الدواء إلى سوق الأدوية العالمي لاستعماله عند الإنسان، حينها يمكن للمرضى في المغرب الاستفادة من نجاعته في القضاء على الفيروس في مرحلة ذروة انتشار العدوى به، وذلك ما بين 24 إلى 72 ساعة، يفيد اختصاصي الأمراض التنفسية.
ووصف عيشان الدواء الجديد بكونه من العلاجات الواعدة في المستقبل، ترتكز تركيبته الأساسية الحالية على مادة «أكسيد النيتريك»، المعروف في الوسط العلمي الطبي بكونه يعمل على توسعة القصبات الهوائية والشرايين، يتسم بطريقة استعماله السهلة من خلال بخه عبر الأنف، ست مرات في اليوم، دون حاجة المريض إلى استعمال أدوية عن طريق الفم أو استعمال بروتوكول علاجي آخر ضد كوفيد19.
وهمت التجربة استعمال «أكسيد النتريك» على مجموعة من المتطوعين، بينما أخذ الفريق الثاني مادة وهمية لاختبار تفاعلات استعمال الدواء لدى المشاركين في الأبحاث السريرية.
وفي انتظار استيفاء جميع مراحل البحث السريري حول الدواء واعتماد استعماله عند الإنسان، شدد البروفيسور عيشان على ضرورة التعايش مع فيروس كوفيد 19، مع استمرار انتشاره ووجود توقعات كبيرة بظهور المزيد من متحوراته الفرعية وطفراته، إذ لا يمكن القطع بإمكانية القضاء على الفيروس، إلا أن الدواء يمكن أن يساهم في الحد من انتشاره لدى الأشخاص المصابين به من الدرجة الخفيفة أو المتوسطة.
تجدر الإشارة إلى أن الأبحاث السريرية المنجزة حول الدواء المذكور، شملت ما يزيد عن 300 شخص، ممن أكدوا إصابتهم بكوفيد 19 وظهرت عليهم أعراض متوسطة، سواء من الملقحين أو من غيرهم، إذ وزع المشاركون في الدراسة إلى مجموعتين، الأولى أخذت بخاخ الأنف ست مرات في اليوم على مدى أسبوع، بينما أخذ أعضاء المجموعة الثانية جرعات وهمية.