تغدوين أو "العوينة" ملجأ سياحي اشتهر بعيونه المائية ومناظره الطبيعية المتنوعة بإقليم الحوز

الصحراء المغربية
الإثنين 18 يوليوز 2022 - 11:21

يتوفر إقليم الحوز التابع لجهة مراكش آسفي، على إمكانات سياحية هائلة ومتنوعة تسمح بتنمية سياحة قروية وجبلية حقيقية أو إيكولوجية، والحديث عن منطقة أربعاء تغدوين، أو "العوينة" كما يحلو للمراكشيين تسميتها، تظهر جليا أهمية المنتوج السياحي الايكولوجي التي توفره مدينة مراكش ضمن رزمانة منتوجها الغني والمتنوع الذي تقدمه لزوارها سواء كانوا مغاربة أو أجانب، والذي يستجيب لكل الأذواق.

ولم تكن العوينة سوى جماعة قروية تنتعش من مائها وطينها أخرجتها الجماعة من طابعها البدائي وزينتها بالفسيفساء والزليج ما أضفى على شاربها سحرا آخر، وفي زاوية منعزلة حفرة مملوءة بالطين المبلل يقصدها الرجال والنساء من مختلف الأعمار لعلاج امراضهم الجلدية.

وتعد هذه المنطقة ، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 64 كيلومتر،  محجا لمحبي الفضاءات الخضراء والمياه الجارية وأصناف متعددة من الأشجار التي تؤثث هذه المنطقة وتزيدها رونقا وجمالية خاصة وانها تقع بين سفوح جبال الأطلس الكبير المطلة على المدينة الحمراء، وأول ما يستقبل الزائر، هواء المنطقة الذي ينعش الأجساد، رائحة أشجار الخروب والصفصاف، وأنواع أخرى تنشر عبيرها في كل صباح.

وبفضل مميزاتها وموقعها الجغرافي استطاعت منطقة أربعاء تغدوين استقطاب عدد من المستثمرين خاصة المنحدرين من المنطقة الذين حرصوا من خلال مشاريعهم على جعل هذه المنطقة قطبا سياحيا بامتياز يستقطب المزيد من السياح ويوفر كل حاجياتهم للاستمتاع اكثر بما تجود به الطبيعة من مناظر خلابة وطقس معتدل في فصل الصيف حيث علو درجات الحرارة في الوجهة السياحية الأولى على الصعيد الوطني.

وتبقى هذه الاستثمارات دون تطلع ساكنة تغدوين التي تطوق إلى جعل هذه المنطقة بعد إجراءات التخفيف التي أقرتها السلطات المعنية بعد انخفاض مؤشر الإصابة بفيروس كورونا، المتنفس الأول لمدينة مراكش مما يستدعي التعريف بها اكثر على المستوى الوطني والدولي، لاستغلال المؤهلات التي تزخر بها والتي لم يتم بعد استغلالها بالشكل المطلوب او التي تستغل لفترات معينة من السنة وحسب الظروف المواتية.

وتعتبر منطقة أربعاء تغدوين، من بين المنتجعات الطبيعية، التي تعرف توافد الأسر المغربية من مختلف جهات المملكة، والسياح الأجانب المولعين بالسياحة الإيكولوجية، خاصة أن سحر الفضاء الذي تمنحه طبيعة خلابة بين جبال الأطلس الكبير والحقول يغري بالزيارة لكل باحث عن الاستجمام والهدوء، حيث الخضرة ومياه نهر "آزات" المنسابة من بين الجبال قبل أن تصل إلى ذروتها في صبيب لا متناه على شكل شلالات صغيرة.

وتتميز المنطقة بطقسها البارد، وبالعيون التي انفجرت من باطن الأرض، تختلف مذاقا، وتتوحد في مائها الشبيه بـ"والماس"، بالإضافة الى كونها مكانا للاستجمام والاستمتاع بالجو "البارد" والطبيعة الخلابة التي ظلت تشكل متنفسا لسكان المدينة الحمراء، يتخذونها مجالا للنزهة والترويح عن النفس خصوصا خلال فصل الصيف.

زيارة المنطقة غير مكلفة، سواء تعلق الأمر بكراء المنازل المفروشة حيث يبتدأ سعر الكراء من 50 درهما لليلة الواحدة، أو ما يوفره الطبخ المحلي من أطباق متنوعة وما يشتمل عليه من وصفات تعتمد على منتجات مجالية طبيعية بأثمنة مناسبة.

وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي، سيتغير وجه تغدوين، وستصبح منطقة سياحية مثلها مثل أوريكا، ومولاي إبراهيم، وإمليل، لها زوارها المتنوعون، الذين يفدون عليها من كل المدن المغربية، وكذا بعض أفراد الجالية المقيمة بالخارج، والعرب الخليجيين، للاستفادة من مائها، الذي يتحدث الجميع عن توفره على مزايا خاصة، كقدرته على تفتيت حصي الكلي، وتنظيفها، وتقوية الجهاز الهضمي.

تبعد عين سيدي الوافي عن مقر جماعة تغدوين بكيلومتر تقريبا، وتوجد وسط الأشجار والصخور والرمال، والمياه التي نحتت مجراها بعفوية على طول هذا الشريط، وتعتبر أحد الروافد الرئيسية لمنطقة تغدوين السياحية بإقليم الحوز، مائها معدني طبيعي يقول من شربه إنه صحي مثل جو المنطقة ككل، وله خصوصيات كثيرة، ومعادن لا تتوفر في ماء الصنبور.

وحسب الحسين مراد رئيس جمعية عين سيدي الوافي للبيئة والتنمية والثقافة،  فإن اكتشاف العين تعود إلى مهندس فرنسي قام بتحليل مياهها، ووجدها صالحة للشرب، وغنية بالمواد المعدنية، والفضل الكبير في إشهار هذه العيون، ارتبط في ذاكرة الأهالي بمواطن مغربي كان يعاني سرطانا متقدما، خلف له جرحا عميقا في رأسه وكان يلجأ إلى إحدى هذه العيون من أجل تنظيف الجرح، إلى أن شفي تماما.

 

 




تابعونا على فيسبوك