عبد اللطيف معزوز: أطمح إلى تنمية جهة الدارالبيضاء سطات دون التضحية بمستقبلها (حوار)

الصحراء المغربية
الأربعاء 01 يونيو 2022 - 10:57

ليس من باب استباق الأحداث أن يكشف عبد اللطيف معزوز تصوره لجهة الدارالبيضاء سطات خلال الـ25 سنة المقبلة، لكن المشاورات التي تجري منذ سنة تقريبا، من أجل إنجاز التصميم الجهوي لإعداد التراب لهذه الجهة، التي يرأسها معزوز منذ 2021، كوّنت لديه فكرة شاملة عن مستقبل هذه الجهة في السنوات المقبلة، وصفها في الحوار التالي مع "الصحراء المغربية"، بـ"الحلم الكبير"، الذي يسعى لتحقيقه لسكان أكبر جهة في المغرب.

- التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة الدار البيضاء سطات يسير بخطى ثابتة نحو إنجازه في الوقت المحدد، ما هي أهم خلاصات المرحلة الثالثة لهذا التصميم الذي ترأستم أشغاله أخيرا بمقر الجهة؟ 

هذا التصميم كما تعرفون يعطي تصورا تنمويا للمجال الجهوي لمدة 25 سنة، والذي هو منبع لكل المخططات التي تأتي من بعد، سواء منها تصميم التهيئة، أو البرنامج التنموي الجهوي أو غيره.. اليوم هيأنا مرحلة ثانية التي هي نواة التصميم وانطلقنا في إنهاء المرحلة الثالثة التي ستعطي الخلاصات التي وصلنا إليها لحد الآن، وهو أن التنظيم التنموي للتراب الجهوي سيتمركز حول خمسة فضاءات، التي سميناها بفضاءات المشاريع، والتي سيكون لها نوع من التخصصات، وهذه الأخيرة هي ليست محدودة بل تعطي روحا لهذا المجال. وهذه المجالات الخمسة تضم محورا خاصا حول الدار البيضاء، وهو مبني أساسا على الخدمات، ومبني على كل ما لديه قيمة مضافة عالية، بما في ذلك البحث العلمي، والصحة، والقطاع المالي، والصناعات غير الملوثة، ثم الفضاء الثاني وهو تقريبا إقليم الجديدة وجزء من إقليم بن سليمان، الذي له صبغة دولية، سواء بالنسبة للصناعة، وأتكلم هنا عن إقليم الجديدة بالخصوص، أو بالنسبة للسياحة، أو الإنتاج الفلاحي. أما المنطقة ذات الفضاء الثالث فتتكون من المناطق التي تسمى «بيو»، يعني كل ما هو صناعة خضراء واحترام البيئة، بما فيها السياحة المستدامة، وهذه تتمحور أساسا حول إقليم بن سليمان بما فيه الجزء الشاطئي له، ثم المنطقة الرابعة التي هي أساسا مبنية على الصناعات الغذائية، والتي فيها جزء كبير من إقليم سطات وجزء من برشيد وجزء كبير من سيدي بنور، ثم المنطقة الخامسة التي هي ربما ليس لديها تخصص، وإنما يجب أن تحظى باهتمام خاص، نظرا للهشاشة القوية التي يتسم بها، وهذه بها جزء كلهم جماعات قروية موجودة بإقليم سطات وسيدي بنور على الخصوص، وتم وضعهم لكي يتم تتبعهم بكيفية خاصة، حيث لا يمكن دمجهم وتركهم ينتظرون دورهم من التقدم، حيث إذا أردنا محو الفوارق، فهذه الفئة هي مثل جزء من الجسد يعاني من الداء، وجب فعلا العناية به بكيفية خاصة، وهذه هي أهم الخلاصات.

- ما هو تصوركم لمعالجة إشكالات التنمية التي وقفتم عليها بتراب جهة الدار البيضاء سطات؟ 

إذا قلت لك اليوم هذا «التصور»، فهذا يعني أننا انتهينا، ولكن نحن في البداية، إذ بدأنا ببعض المحاور التي لا مفر منها، والمحور الأول هو تنمية العالم القروي، وبالتالي الفوارق الاجتماعية والمجالية، والمحور الثاني هو التشغيل، والمحور الثالث والرابع والخامس يرتبطون أيضا بالتشغيل، مما يعني أن هذا المحور يبقى من أهم الأولويات، وبالتالي وجب جلب الاستثمار وخلق فضاءات الأنشطة الاقتصادية والصناعية، وهنا يجب التأكيد على مصطلح «الفضاءات الاقتصادية للقرب»، بمعنى أنه اليوم لا يمكن فقط توفير مناطق صناعية كبرى، بل يجب توفير مناطق صناعية صغيرة تكون قريبة من التجهيزات التحتية وقريبة بالخصوص للسكن، وهذه هي الخريطة التي سنشتغل عليها بهذه المناطق.


-  بعد الانتهاء من إنجاز وثيقة التصميم، گيف تتصورون جهة الدار البيضاء سطات في غضـون 25 سنة المقبلة؟ 

لن أسبق الأحداث، ولكن إن شاء الله ستكون هناك ما نسميه بالرؤية التنموية للجهة في غضون شهرين تقريبا، عندما نقدم خلاصات هذا التصميم في شتنبر، والتي ستجيب بكيفية واضحة عن هذا السؤال. ولكن بصفتي كمسؤول على المجلس الجهوي لدي حلم، وكل الأمور تنطلق من حلم، أولا أن تحظى جهة الدار البيضاء بالصدارة على الصعيد القاري، نحن لدينا الصدارة على الصعيد الوطني، ولكن نريد أن نحظى بالصدارة على الصعيد القاري، يعني القيادة والتموقع في العديد من القطاعات التي تكلمنا عليها، وثانيا أن تكون هذه الجهة بها تنمية مستدامة، يعني نود تنمية الجهة دون التضحية بمستقبلها، وهنا أتكلم عن المعطى البيئي والمعطى البشري، ثم أخيرا الجهة التي تستقطب الناس وتوفر لهم وسائل العيش بكرامة.

أجرى الحوار : محمد دومة 




تابعونا على فيسبوك