حزب الأصالة والمعاصرة يعقد أول اجتماع لمجلسه الوطني بعد دخوله الحكومة

الصحراء المغربية
الإثنين 30 ماي 2022 - 12:54
تصوير: حسن سرادني

لم يخف عدد من أعضاء المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، السبت، امتعاضهم من سوء تسيير عبد اللطيف وهبي لحزب الجرار.

وبمجرد فتح النقاش خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب المنعقد بسلا، وجه عدد من أعضاء برلمان الحزب انتقادات لتسيير الأمين العام للحزب، مؤكدين أن حزب الجرار يعيش ركودا لا يتناسب مع النتائج المحصل عليها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي بوأته المرتبة الثانية.

ووصف منتقدو تسيير وهبي للحزب، ما يعيشه حزبهم،" بالتراجع المخيف"، مبرزين أن الحزب شهد تراجعا خلال الأشهر الأخيرة. كما اعتبر منتقدو الأمين العام للحزب، أن وهبي فشل في الجمع بين قيادة الحزب والحقيبة الوزارية التي يتقلدها. كما شملت انتقادات أعضاء برلمان البام، حصيلة الحزب خلال الأشهر الماضية على جميع المستويات، مؤكدين أن الحزب فشل في موقعه التدبيري وحجمه ضمن الحكومة والبرلمان بغرفتيه ومجالس الجهات والجماعات.

وأوضح بعض أعضاء المجلس الوطني لـ"الصحراء المغربية"، أن الانتقادات التي تم توجيهها للأمين العام، تشكل فقط الشجرة التي تخفي الغابة، حيث يرى العديد من أعضاء المجلس أن الحزب يجب أن يتجه إلى المعارضة، ويغادر الحكومة، التي لا يتحمل فيها حقائب وازنة، تعكس حجم النتائج المحصل عليها في الانتخابات التشريعية الماضية.

وفي كلمته الافتتاحية للمجلس الوطني، رفض وهبي الانتقادات التي وجهت للحزب، حينما اختار المشاركة في حكومة أخنوش، متسائلا "الأصوات التي تنتقد دخولنا في التحالف الحكومي وتذكرنا بمواقفنا حين كنا حزبا معارضا للحكومة السابقة، لم يسبق لها أن كانت أصواتا مؤيدة لنا أو مناصرة لمواقعنا آنذاك، فإذا كانت مواقفنا المعارضة بالأمس تنال إعجاب هذه الأصوات فلماذا لم نسمع بالأمس مساندتها لنا؟".

وأكد وهبي أن الدخول أو الخروج من الحكومة مرهون بصناديق الاقتراع وبالقرار الشعبي الديمقراطي، الذي تفرزه هذه الأخيرة، موضحا أنه "مر على عمر الحكومة التي نحن أحد مكوناتها الأساسية عمرا غير طويل، وقد كان هذا الوقت كافيا ليظهر وزراءنا على حقيقتهم كمناضلين ديمقراطيين، وككفاءات سياسية عالية، حريصة على الوفاء بكل الالتزامات التي قطعها حزبهم على نفسه أمام ناخبيه في كل القطاعات، التي تحمل فيه مناضلونا مسؤوليتهم الحكومية، وأثبتوا للرأي العام الوطني أن حزب الأصالة والمعاصرة ليس ادعاء سياسيا، ولا بلاغة إيديولوجية تدغدغ عواطف العموم، إنما هو قوة سياسة مؤسساتية مسؤولة، قوة فاعلة واقتراحية، بنت نفسها بشكل متين خلال عقد من الزمن".

وسجل وهبي أن "وزراءنا يحظون بالمتابعة الصحفية والنقد داخل المشهد الإعلامي والسياسي المغربي أكثر من غيرهم، وهو يدل على أنهم وزراء سياسيون مسؤولون، مناضلون في الحكومة، ولن نكون في يوم من الأيام وزراء إداريين صامتين كما كان الأمر مع البعض في الحكومات السابقة، فالنقد الموجه لأدائنا الحكومي إن اتفقنا جدلا على أنه نقد، هو مقياس على أننا نتبنى مبادرات إصلاحية نعتقد بأهميتها لتقدم بلادنا، رغم ما قد تثيره من خلافات بيننا وبين بعض مكونات المجتمع، فلا نرتضي أسلوب الشعبوية التي تروم إرضاء عامة الناس بالجمود وغياب المبادرة وافتقاد المواقف الصريحة".

وقال وهبي إن الحكومة الحالية تواجه "إرثا ثقيلا" تركه التدبير الحكومي الشعبوي لما يزيد عن عقد من الزمن، معتبرا أن "الحكومة الحالية تواجه مشاكل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة في ما يتعلق بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأساسية".

وأضاف وهبي أن حزبه لا يعتبر الظرفية الصعبة التي يمر بها المغرب من جراء التأثيرات المالية والعالمية التي حملت ارتفاعا مهولا في أسعار كل المواد الأولية والأساسية، "قدرا سيئا أو يفهمها كسوء حظ في السياسة"، مسجلا أن "استعجال الحكومة لتظهر إصلاحاتها الاقتصادية والاجتماعية في هذه الظرفية، هو استعجال ينم عن موقف هدفه الوحيد خلق غموض في أذهان المواطنات والمواطنين حول السياسة، ويزيد من تقوية ثقافة الشك والريبة إزاء المؤسسات الوطنية، وهي الثقافة التي نعتبرها عائقا أساسيا أمام التطور الديمقراطي الذي ينشده المغاربة".




تابعونا على فيسبوك