من تداعيات فيروس كورونا على الصناعة التقليدية

خلال شهر رمضان.. ضعف الإقبال على اللباس التقليدي مصدر دخل العديد من الحرفيين بمراكش

الصحراء المغربية
الإثنين 03 ماي 2021 - 11:54

يجتاز قطاع الصناعة التقليدية الذي يشكل إلى جانب القطاع السياحي المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية بمدينة مراكش وضعية صعبة، بسبب فيروس كورونا الذي اثر بشكل كبير على قطاع الصناعة التقليدية مصدر دخل للعديد من الحرفين.

ويشكل شهر رمضان مناسبة دينية يكثر فيها الإقبال على الزي التقليدي المغربي باعتباره ايقونة في عالم الموضة والأزياء، لكن هذا الإقبال شهد انخفاضا كبيرا في ظل الأزمة الصحية التي فرضها فيروس كورونا، حسب ما أكده عدد من الحرفيين ل"الصحراء المغربية".

وبالرغم من تداعيات جائحة كوفيد 19 الذي أرخى بظلاله على قطاع الصناعة التقليدية الأكثر تضررا خاصة أمام استمرار التدابير الاحترازية المتخذة من أجل الحد من تداعيات هذا الوباء، إلا أن الصناع التقليديين يواصلون أمام ضعف الإقبال تشبثهم بحرفهم ويحافظون على تراث أصيل يتوارثه الأبناء عن الأجداد رغم ما يعانونه من اكراهات.

وفي هدا الإطار، عبر عدد من الحرفيين التقليديين عن تفاؤلهم بعودة الأمور إلى طبيعتها تدريجيا بعد أزيد من سنة اتسمت بصعوبة بالغة، فيما يتساءل آخرون أنهكتهم الأزمة  وتوقفوا عن ممارسة مهنهم عن موعد الخلاص من المعاناة.

وأوضح عبد العالي الغواسلي خياط تقليدي أن الصناعة التقليدية تشكل مورد رزق لمجموعة من الحرفيين، وتحتاج في السياق الحالي أكثر من أي وقت مضى للدعم المستمر والتكوينات المكثفة في مجال البيع الإلكتروني التي تستجيب لحاجيات الصناع التقليديين كي يستغلوا الإمكانيات التي تتيحها منصات التسويق الرقمي.

وأضاف الغواسلي في حديث ل"الصحراء المغربية" أن شهر رمضان كان قبل الجائحة يكثر فيه الإقبال على اللباس التقليدي، مشيرا إلى جائحة فيروس كورونا أترت بشكل كبير على قطاع الصناعة التقليدية بمدينة مراكش، ما جعل العديد من الصناع التقليديين والحرفيين في وضعية هشة مع توقف العديد منهم عن مواصلة ممارسة مهنهم.

من جانبه،أكد أيت حجوب خالد صانع تقليدي أن قطاع  الصناعة التقليدية تضرر بشدة جراء جائحة كورونا، مبرزا أن الحرفيين تكبدوا خسائر فادحة، ما يتعين معه إيلاء القطاع المكانة التي يستحقها والاهتمام أكثر بالتعاونيات التي تضطلع بدور هام في التنمية السوسيو– اقتصادية.

وعن تداعيات جائحة كورونا على قطاع الصناعة التقليدية، أشار حسن شميس رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش، الى الإستراتيجية الجديدة 2030-2021 للنهوض بقطاع الصناعة التقليدية والجهود المبذولة على المستوى الوطني والجهوي لمساعدة الصناع التقليديين على تسويق منتجاتهم عبر منصات رقمية، والاستئناس مع هذه الآليات الجديدة.

وكانت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، أطلقت بشراكة مع مؤسسة دار الصانع ومجموعة أراضي" كابيتال"، مبادرة تسويقية من أجل دعم منتوجات الصناعة التقليدية بإحدى المراكز التجارية الكبرى بمراكش كفضاء من الفضاءات الترويجية الإثنى عشر التي تم تثبيتها بمختلف جهات المملكة، وذلك في إطار الجهود التي تبدلها الوزارة لدعم الفاعلين في مجال الصناعة التقليدية والرفع من قدرات تسويق نشاطهم، خصوصا في ظل جائحة كوفيد19 التي كان لها تأثير سلبي على قطاع الصناعة التقليدية.

وتهدف هذه المبادرة التسويقية، التي تعنى بمواكبة الصناع التقليديين، إلى تثمين المنتوج التقليدي ودعم الصناع التقليديين في محاولة للتغلب على الإكراهات التي فرضتها الجائحة على هذه الفئة من الصناع، مع البحث عن أسواق محلية جديدة في ظل توقف تنظيم المعارض وطنيا ودوليا.

يشار إلى أن مهنيو وحرفيو الصناعة التقليدية الخاضعون لنظام المساهمة المهنية الموحدة أو نظام المقاول الداتي أو نظام المحاسبة من بين الفئات المستفيدة من نظام الحماية الاجتماعية، والذي من شأنه ضمان كافة الحقوق الاجتماعية  لهذه الفئة خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا.




تابعونا على فيسبوك