فوجئ تجار حي الملاح بالمدينة العتيقة لمراكش، بظهور تشققات وتصدعات على مجموعة من البنايات والمحلات التجارية التي شملها الإصلاح، بعد استفادة الحي من مشروع الحاضرة المتجددة لمدينة مراكش، الذي اشرف على انطلاقته جلالة الملك محمد السادس سنة 2014.
مشرع مراكش الحاضرة المتجددة، حمل أمالا كبيرا لسكان وتجار حي الملاح الذي يعرف حركة تجارية نشيطة، للعيش في حياة أفضل من خلال تأهيل الأزقة وواجهات المحلات التجارية، لكن تفاؤل التجار لم يدم طويلا، إذ سرعان ما بدأت تظهر تشققات وتصدعات على العديد من هذه البنايات
وعبر عدد من التجار عن استيائهم من ظهور هذه التشققات والتصدعات خصوصا بعد مرور 6 أشهر من عملية الإصلاح، التي أشرفت عليها مؤسسة العمران.
وأوضح عبد السلام أحد تجار الحي في اتصال ب"الصحراء المغربية" أن مجموعة من التجار قاموا بإصلاحات محلاتهم التجارية، في حين أشرفت شركة العمران المكلفة بمشروع الحاضرة المتجددة باصلاح الواجهات والشرفات، مشيرا إلى أن مجموعة من الأمور لم يتم إصلاحها من ضمنها الشقوق التي ظهرت على مستوى واجهات المحلات التجارية.
من جانبهم، أكد المسؤولون بمؤسسة العمران التي أوكلت إليها مهمة الإصلاحات أن تدخل المؤسسة حسب دفتر التحملات يتضمن فقط اصلاح الواجهات الخارجية للمحلات التجارية والبنايات التي لم تصمد بفعل البنايات العتيقة.
وأوضح رضوان لخضر مدير وكالة العمران مراكش آسفي، أن هذه الأخيرة تدخلت منذ سنة 2015 بمقتضى اتفاقية تم ابرامها بين وزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة ووزارة الداخلية وجهة مراكش آسفي والجماعة الحضرية للمدينة، لانجاز أشغال التبليط وواجهات الأزقة لتحسين النسف المعماري للأحياء العتيقة دون المساس بهيكل وأساسات البنايات.
وفي هذا الصدد، أكد ت مؤسسة العمران أن تدخلها في حي الملاح العتيق كان بهدف تحسين النسق المعماري الخارجي معتبرة أن أي تدخل جدري يتطلب مراعاة الخصوصية المعمارية لهذا الحي.
وأوضح رضوان لخضر مدير المؤسسة، أن الأشغال اقتصرت على تبليط الواجهات بالطريقة القديمة بالإضافة إلى الأبواب الخشبية للمحلات والشرفات وفي بعض الأحيان النوافذ، مشيرا إلى أن هذه التدخلات اقتصرت فقط على واجهات المحلات والبنايات، وأن التصدعات التي ظهرت بالجدران تعود الى طبيعة وتدهور البنايات القديمة.
وحسب عدد من المهتمين بالشأن المحلي والمآثر التاريخية، فإن المجهودات التي تبدل لإعادة الاعتبار لحي الملاح العريق الذي يعود تاريخ إحداته إلى القرن السادس عشر الميلادي، لابد أن تأخد بعين الاعتبار خصوصياته المعمارية وإشراك الساكنة والتجار على السواء في الحفاظ على هذا الموروث كذاكرة حية للمدينة الحمراء.
وكان اسم حي الملاح تغير إلى حي السلام قبل نحو عشرين عاما، إلا أنه استعاد اسمه الأصلي، "الملاح"، في مطلع سنة 2017 بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، للحفاظ على الذاكرة التاريخية لهذه الأماكن، وتطوير السياحة في مراكش.
وخصص لمشروع "مراكش الحاضرة المتجددة" غلاف مالي ضخم قدر بستة ملايير درهم، ويعتمد على خمسة محاور تخص الموروث الثقافي وتحسن النقل الحضري والإدماج الحضري وترسيخ الحكامة الجيدة والمحافظة على البيئة.
ويروم مشروع "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، إيجاد شروط تنمية متناغمة ومستدامة، من خلال تحسين ظروف عيش الساكنة، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وتكريس مكانة المدينة كوجهة سياحية.