محمد غالم يربط ارتفاع الإصابات بالفيروس بغياب الوعي الاجتماعي

باحث اجتماعي يقترح رفع التحسيس والصرامة في معاقبة المخالفين للحد من انتشار كوفيد 19

الصحراء المغربية
الأربعاء 09 شتنبر 2020 - 17:40

أفاد محمد غالم، دكتور علم النفس الاجتماعي وعلم النفس التربوي، الحد من تنقلات المواطنين واستمرار إغلاق الأحياء غير كافيان للحد من انتشار الفيروس لأنه تسجيل الزيادة في حالات الإصابات مرتبطة بغياب الوعي الاجتماعي بخطورة الجائحة.

وفي دردشة مقتضبة مع "الصحراء المغربية" قال غالم  وهو أيضا أستاذ لعلم النفس الاجتماعي بكلية علوم التربية بالرباط إن الارتفاع المسجل حاليا في عدد المصابين بكوفيد 19 يعود إلى تكثيف عمليات التشخيص وفتح عدد من المراكز الميدانية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد.

ثم عرج الباحث والعضو في جمعية الإنصات والتحاور في حديثه عن العمليات التي اعتمدتها السلطات المعنية من أجل التصدي للوباء والمتعلقة بمنع  التنقل بين المدن وإغلاق عدد من الأحياء موضحا أن اعتماد الإجراء بمفرده غير كاف وأنه يجب أن يكون مرفوقا بتدابير عدة بما فيها المساعدات المادية والعينية.
ولم يغفل  المتحدث تأكيده أن التدبير الحالي والناجح حاليا في مواجهة الوباء يحيل على الالتزام بالقواعد الصحية لأنها في المتناول خاصة نظافة اليدين باستمرار ووضع الكمامة في الأماكن العامة وخلال التجمعات وخارج المنزل واحترام مسافة التباعد مع التزام المؤسسات والإدارات الرسمية والفضاءات العمومية بما فيها مؤسسات التعليم عبر د التخفيض في عدد الوافدين عليها وفي طاقتها الاستيعابية كما هو الشأن أيضا بالنسبة لوسائل النقل العمومية بحيث يجب مواجهة الجائحة بتفادي الاكتظاظ والتعقيم اليومي وتشديد المراقبة حول وضع الركاب الكمامات بالشكل الصحيح.
ويرى متحدثنا أن هذه التدابير رغم أهميتها لن تحقق الهدف المتعلق بالحد من انتشار الوباء إلا بتوفير عاملين اثنين يتعلق الأول بكسب القوت اليومي بالنسبة لفئة عريضة من المجتمع المغرب وبوعي الفئة نفسها بخطورة الفيروس على الصحة الاجتماعية.
وفي هذا الصدد يقترح المتحدث نفسه العودة إلى تقديم المساعدات المادية والعينية للأسر التي فقد معيلوها مناصب الشغل، ومساعدة الفئة التي تعتمد على العمل اليومي من أجل توفير ما تحتاجه عبر التعويض المادي كما جرى في السابق.
وهنا استحضر تجارب بعد  الدول التي اعتمدت على نقل القفف الغذائية للمنازل في إطار المساهمة في الإعفاء من الخروج من المنازل وتحدث عن ضرورة الصرامة في تطبيق القانون ضد المخالفين للقواعد الوقائية خاصة عدم وضع الكمامات خارج المنزل.
كما تحدث عن التطوع ونقل الأطر الصحية والعاملين في المجال إلى المناطق الموبوءة انطلاقا من المناطق التي تشهد انخفاضا في حالات الإصابة بالفيروس ، ثم اقترح تقسيم الأحياء الكبيرة المغلقة بسبب الجائحة إلى أجزاء وعزل الجزء غير المصاب سكانه بالفيروس عن الجزء المصاب للحد من احتمال توسيع رقعة الانتشار داخل الأحياء المغلقة نفسها.
ويعتبر عالم النفس الاجتماعي تكثيف المراكز الميدانية والمستشفيات المتنقلة مع الرفع من عمليات التحسيس عبر وسائل الاتصال والتواصل إلى جانب جولات السلطات المحلية كلها تدابير من شأنها أن تعجل بالحد من الوباء.
وفي هذا الجانب أكد هدا الباحث أن عمليات التحسيس يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الفئة العمرية المستهدفة لأن خطاب التخويف لا يثني الشباب والمراهقين عن تحدي التوجيهات والنصائح المتعلقة بمواجهة الجائحة  وبالتالي يجب مخاطبة العقل مباشرة واستحضار شهادات لمعاناة المصابين مع الفيروس. 
وفي حوار سابق مع الجريدة أكد الباحث نفسه ضرورة التوعية بأهمية التغذية الفردية والاستحمام الفردي وما له من علاقة بإمكانية انتقال العدوى، خاصة "إذا استحضرنا عادات الأكل الجماعي، وإمكانية استعمال إناء مشترك، وكأس مشترك لشرب الماء، بل والتناوب على استعمال ملعقة واحدة في بعض الحالات وهذه جزئيات قد تؤدي إلى نقل المرض من شخص لأخر.




تابعونا على فيسبوك