استغربت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال لعدم استغلال الحكومة لفترة الحجر الصحي والإمكانيات التي وفرها صندوق مواجهة فيروس كورونا المستجد، بتوجيهات سامية من جلالة الملك، في تجهيز المستشفيات بالمعدات والآليات الطبية الضرورية.
واعتبرت، في بيان لها اليوم الخميس، أن الإمكانيات والفرصة التي حققها المغاربة بقيادة جلالة الملك كانت قادرة على توفير بنيات الاستقبال اللائقة للمصابين بالفيروس، وعلى التوزيع العادل للقدرات الصحية والطبية على المستوى الجغرافي، وتحفيز واستثمار إمكانيات القطاع الخاص والمنتجات الوطنية في مجال التحاليل وأجهزة التنفس الاصطناعي، والعمل على استباق حالات الضغط والاكتظاظ لتفادي الارتباك الكبير الذي سجلته بعض المدن مؤخرا.
وانتقدت قيادة حزب الاستقلال تدبير الحكومة لجائحة فيروس كورونا المستجد بالرغم من الإمكانيات المهمة التي رصدتها الدولة لحماية المواطنين، وإنقاذ الاقتصاد. واعتبرت أن الحكومة أخفقت في تدبير التداعيات السلبية للجائحة، ولا تتوفر "على أية رؤية استشرافية للتعاطي مع تداعيات جائحة كورونا، مما تسبب في إهدار منسوب الثقة الذي تحقق لدى المواطنين في بداية الجائحة"، متهمة الحكومة بالضعف في الحكامة، و"الاستفراد في اتخاذ القرارات، والارتجالية في التدبير وغياب التخطيط والاستباقية، والمعالجة العشوائية والمتأخرة للمشاكل التي تستلزم التدخل الفوري، وغياب المقاربة التشاركية مع الهيئات السياسية والنقابية ومع المؤسسات المنتخبة ومكونات المجتمع المدني".
وبخصوص الدخول المدرسي، سجلت اللجنة التنفيذية استياءها من منهجية تدبير الحكومة لقطاع التعليم، و"الاستفراد بالقرار"، دون إشراك النقابات التعليمية، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، والهيئة البيداغوجية والصحية على المستوى الجهوي والترابي، ومختلف الفاعلين، في الإعداد الجيد للدخول المدرسي والجامعي، وصياغة رؤية مشتركة واضحة في شأن الموسم المدرسي في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن الحكومة اختارت إصدار قرار، اعتبرته قيادة حزب الاستقلال هروبا وتنصلا من المسؤولية، إذ جاء في البيان إن وزارة التعليم ألقت "بالمسؤولية على الأسر في قرارها ودون مراعاة خصوصيات الوضعية السوسيوـ اقتصادية والثقافية والمجالية ببلادنا، لا سيما بالنسبة للعالم القروي والأسر المعوزة". وأكدت أن قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، بشأن الموسم الدراسي الجديد، "لقي استهجانا كبيرا من طرف الرأي العام، وخلق ارتباكا وقلقا لدى أولياء التلاميذ والطلبة".
وانتقدت قيادة حزب الاستقلال، ما اعتبرته "تهربا" من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم من تحمل مسؤوليتها في الخلاف القائم بين أرباب المدارس الخاصة والأسر، حيث تركت الأسر تواجه مصيرها لوحدها، كما تنصلت من مسؤوليتها في توفير مقاعد للتلاميذ الراغبين في الالتحاق بالقطاع العمومي.
وبخصوص التحضير للاستحقاقات المقبل، نوهت قيادة حزب الاستقلال بالتجاوب الايجابي للحكومة فيما يخص فتح ملف المشاورات السياسية حول مدونة الانتخابات مبكرا، مشددة على ضرورة مواصلة وتكثيف العمل المشترك مع الأحزاب السياسية لتحفيز النساء والشباب والرفع من نسبة المشاركة، والعمل على توفير كافة الشروط والضمانات القانونية لسلامة العملية الانتخابية ونزاهتها.