التوفيق بين الحياة الشخصية والمهنية يشكل الانشغال الرئيسي للأجيال الجديدة

"إيفريس" تتصدى لهجرة الأدمغة وتعمل بتدبير مرن لأوقات العمل

الصحراء المغربية
الثلاثاء 14 ماي 2019 - 12:51

تحاول الشركة المتعددة الجنسيات "إيفريس"، فرع العملاق الياباني NTT DATA، التصدي لنزيف مغادرة الكفاءات المغربية في مجال تكنولوجيا المعلومات نحو أوروبا، خاصة فرنسا، خصوصا أن الإحصائيات تشير إلى أن 3 مقاولات أجنبية تزور المغرب كل 15 يوما لتوظف 10 مهندسين، أي ما مجموعه 600 مهندس مغربي يغادرون المغرب كل سنة.

 وفي هذا السياق، يقول فريد صباح، مدير عام الفرع المغربي "من الصعوبة منافسة عرض الشركات الأجنبية، لكونها، أولاً، تقدم رواتب جد مغرية، و بالأخص حلم العيش في أوربا يراود أغلبية الشباب المغاربة. وباعتبارنا أول مشغل في قطاع تكنولوجيا المعلومات بشمال المغرب، يُؤرقنا إبقاء كفاءاتنا بالمغرب ونفكر في السبل الناجعة لتصدي هدا المشكل".

وقام فريق "إفريس" بالاستماع لموظفيه وقرر اعتماد برنامج مرن فيما يخص توقيت ومكان العمل.

يرتكز هذا البرنامج على أربعة محاور، تمكن موظفي الشركة من الحصول على حياة شخصية ذات جودة ، وهو الأمر الذي تفتقده معظم الشركات الخاصة الكبرى على العموم.

ويعتمد برنامج إيفرفليكس على أربعة محاور، جمعة حرة بعد الظهر للاستفادة من نهاية أسبوع مطولة، والعمل عن بعد يوما واحدا في الأسبوع؛ والعمل الذكي للعمل من مكاتب تطوان أو الدارالبيضاء، ثم التوقيت الصيفي، وهو توقيت مستمر من الساعة الثامنة إلى الثالثة زوالا، ويمكن الاختيار بين شهري يوليوز وغشت.

وتوضح أسماء حدومي، مسؤولة الموارد البشرية لدى شركة إيفريس : " استحسن موظفونا هذه التدابير الجديدة. ولقد تلقينا العديد من الشهادات الداخلية لمدى تأثير هذه المرونة على حياة كل شخص. فالتوفيق بين العمل والحياة العائلية يشكل الشغل الشاغل لموظفينا، كما أن إمكانية اختيار مقر العمل أو الاستفادة من يوم عمل عن بعد أو تاقلم أوقات العمل خلال أشهر الصيف هو أمر جيد لا ينبغي إغفاله".

وخلُصت دراسة دولية أجراها مكتبا بوسطن للاستشارة و نيتوورك السنة الماضية، بالتعاون مع مكتب روكريت بالمغرب، والتي تم خلالها استجواب  6.721 مغربي (في قطاع الصناعة والتكنولوجيات الجديدة)، إلى أن الراتب ليس الشغل الشاغل للمغاربة. ولا يندرج ضمن قائمة الانشغالات العشرة الأولى، فيما نجد ضمن القائمة الموازنة بين الحياة العملية والشخصية وظروف العمل المناسبة.

وخلص مسؤولو الشركة إلى أن الابتكار في خدمة الكفاءات يظل إحدى حلول هجرة الأدمغة، إلى جانب تدابير مؤسساتية أخرى لم يتم رسم معالمها بعد.




تابعونا على فيسبوك