مجموعة OCP تشارك مؤتمر "أرغوس أفريكا فيرتيلايزز 2019" أكبر حدث للأسمدة في القارة

الصحراء المغربية
الخميس 28 فبراير 2019 - 13:39

تنضم مجموعة OCP مرة أخرى إلى موعد "Argus Africa Fertilizer"، وهو أكبر حدث مخصص للأسمدة في أفريقيا، الذي تنعقد فعاليات دورته العاشرة في مراكش من 27 فبراير إلى 1 مارس المقبل.

منذ إطلاقها في المغرب في عام 2010، أثبتت تظاهرة  "Argus Africa Fertilizer" أنها أول منصة تداول قارية في مجال الأسمدة والتنمية الفلاحية. وتتميز هذه النسخة بمشاركة أكثر من 400 من الأطراف المعنية الرئيسيين في هذا القطاع، خاصة المنتجين العالميين والموزعين الإقليميين والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية.

من خلال برنامج محاضرات يقدمه خبراء مرموقون عالمياً ، تناول منتدى "أرغوس أفريقيا للأسمدة 2019" القضايا الراهنة ووجهات النظر وقضايا الفلاحة في إفريقيا.

وفي افتتاح هذا الحدث، أوضحت جوزي ساكو، المكلفة بالاقتصاد القروي والفلاحة بالاتحاد الإفريقي في كلمتها بهذه المناسبة، أن محاربة المجاعة وإشكاليات الإنتاجية الفلاحية والضرر الذي يلحق الأراضي بإفريقيا، لا يمكن معالجها إلا باعتماد على التسميد، الذي يبقى ضعيفا جدا بإفريقيا باستثناء إفريقيا الشمالية وجنوب إفريقيا.

وأفادت جوزي ساكو، أن إفريقيا تسهلك 3 في المائة من معدل التسميد عالميا، وأن 70 في المائة مما يعتمد بهذه القارة يكون في شمال إفريقيا

واستحضرت جوزي ساكو في سياق كلمتها توصيات قمة أبوجا سنة 2006، الداعية إلى تطوير استعمال الأسمدة، إلا أنها أبرزت أن السقف الزمني الذي تم تحديده لتحقيق هذه الأهداف تم تجاوزه دون الوصول إلى الغاية المنشودة، مشيرة إلى دول جنوب الصحراء تعاني مشاكل كثيرة في هذا المجال نتيجة كلفة نقل الأسمدة وتوزيعها، ناهيك عن العوائق المالية والمناخ السياسي غير الملائم بالعديد من هذه البلدان، ناهيك عن ضعف البنيات التحتية اللازمة لذلك.

ومن جانب آخر لاحظت مسؤولة الاتحاد الإفريقي، أن هناك طلبا متزايدا على التسميد الزراعي بإتيوبيا ونيجيريا وأنغولا مثلا دون إغفالها إفريقيا الشمالية التي تطورت كثيرا في مجال الأسمدة الزراعية.

وأعلنت جوزي ساكو على أن هناك عزم لعقد قمة  الأسمدة بإفريقيا أبوجا 2 بنيجيريا، لأن الظرفية الحالية تختلف عما تم تسطيره في قمة أبوجا 1.

جافيت هسانغل، وزير فلاحة تنزانيا ذكر في مداخلته بأهمية هذا اللقاء والشراكات الدولية التي يفتحها على مستوى أسواق الأسمدة. كما اعتبر أن عدد ساكنة إفريقيا التي ستبلغ 2.5 مليار نسمة بحلول سنة 2050،حسب توقعات منظمة الأمم المتحدة، يستلزم النظر بعمق في إشكاليات الفلاحة بالقارة، حتى يصبح القطاع رافعة تنموية مساهمة في الناتج الداخلي لبلدان القارة السمراء، عوض أن يكون عاملا للهجرة.

ودعا الوزير التنزاني إلى تظافر الجهود ودعم تمويل هذه الحاجيات الملحة، والاستعانة بخبرة البلدان التي أثبتت تفوقها على هذا الصعيد. وشدد على أن المنتدى يوفر لكل الفاعلين فضاء لمناقشة قضايا مجال الأسمدة بإفريقيا للخروج بتوصيات عملية تساهم في تجاوز وتخطي التعثر الحاصل.

كريم لطفي الصنهاجي من المكتب الشريف للفوسفاط، استعرض من جانبه توجهات هذه المجموعة وطموحاتها من أجل قارة إفريقية خضراء، حيث استعرض بالأرقام المجهودات التي تضطلع بها في عدد من بلان القارة للرفع من إنتاجيات فلاحتها، وترسيخ مفهوم الاستعمال المعقلن للأسمدة.

كما تم إطلاق أهمية البحث العلمي في المجال الفلاحي وإشراك الجامعات في هذا التوجه، مستحضرا تجربة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببن جرير، والاهتمام الذي توليه لتطوير البحث في مجالات تهم القطاع الفلاحي. ولم يغفل كذلك التطرق إلى أهمية رقمنة التعامل في المجال الفلاحي، وحلول التمويل، وأهمية الولوج إلى الأسواق بالنسبة للفلاحين الصغار.

وفي حين تمتلك أفريقيا 60 في المائة من الأراضي غير المزروعة في العالم ، فإن القطاع الزراعي يتكون أساسًا من أصحاب الاستغلاليات الصغيرة و 80 في المائة من الضيعات تحتل أقل من هكتارين، ومن أجل تدارك هذا الوضع فإن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تدير العديد من برامج الدعم المحلية التي تستهدف المزارعين، وتقديم منتجات لهم تتكيف مع التربة والمحاصيل، والحلول المبتكرة مثل  OCP School Lab .

وتعد مدرسة OCP School Lab مدرسة متنقلة تقدم تدريباً يهم تحسيس المزارعين حول الممارسات الزراعية الجيدة، ويرافق هذه المدرسة مختبر متنقل لتحليل التربة يستخدم أحدث التقنيات ويسمح بتشخيص خصوبة التربة في الوقت الحقيقي.

"Agribooster" هو برنامج آخر يقدم منتجات وخدمات لتحسين مداخيل المزارعين من مستلزمات الإدخال إلى روابط السوق.

واقتناعا منها بأن الابتكار الرقمي والفلاحة معا يمثلان قطاعا جديدا واعدا للشباب، سلطت مجموعة OCP الضوء خلال هذا الملتقى على مساهمة التقنيات الجديدة والتكنولوجيا الرقمية في تطوير الزراعة القارية. وبالفعل، فقد أتاح التوجه الرقمي ما لم يكن ممكنا بفضل الرسائل الصوتية عبر الهاتف الذكي، حيث تمكنت تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تحليل التربة وتقديم توصيات بشأن الأسمدة أو إرسالها مباشرة على هاتف مزارع، على شكل أجوبة تقنية. كما تم تسليط الضوء على إمكانات الزراعة كقطاع نمو جديد سيستثمره شباب القارة.




تابعونا على فيسبوك