الجيشان السوري والتركي وجها لوجه في عفرين وروسيا تتوسط

الصحراء المغربية
الخميس 22 فبراير 2018 - 12:48

بيروت (وكالات) -قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا واصلت قصف عفرين، أمس الأربعاء، ولم تظهر أي إشارة على تهدئة هجومها على المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا رغم وصول قوات موالية للحكومة السورية إلى هناك.

ويفتح هذا الباب أمام المزيد من التصعيد في  الجبهة الشمالية في الصراع حيث يتواجد كل من تركيا ومقاتلي المعارضة والجيش السوري ومقاتلين مدعومين من إيران يساندون حكومة دمشق ومقاتلين أكراد وروسيا والولايات المتحدة. وتسعى أنقرة إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية من عفرين. ودخلت قوات موالية  للحكومة السورية منطقة عفرين في شمال غرب سوريا أول أمس الثلاثاء لمساعدة وحدات حماية الشعب الكردية على التصدي لهجوم تركي الأمر الذي يثير  احتمال اتساع نطاق الصراع. وبعد قليل من وصول قافلة المقاتلين وهم يلوحون  بأعلام سورية ويشهرون الأسلحة إلى عفرين، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية أن تركيا استهدفتهم  بنيران المدفعية. ويضع ذلك الجيش التركي والفصائل السورية  المتحالفة معه في مواجهة مباشرة مع التحالف العسكري الذي يدعم حكومة الرئيس السوري  بشار الأسد الأمر الذي يزيد من تعقيد ساحة القتال الفوضوية بالفعل في شمال غرب سوريا. ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  القافلة  بأنها مؤلفة من «إرهابيين » تحركوا بشكل مستقل. وقال إن نيران المدفعية التركية أجبرتهم على التراجع رغم  نفي الجماعة الكردية ذلك. وقال قائد في التحالف العسكري المؤيد للأسد إن القوات تراجعت بعد تعرضها لإطلاق النار ثم استأنفت  تقدمها وهي الآن في عفرين.وكان التلفزيون الرسمي السوري عرض لقطات في  وقت سابق تظهر مجموعة من المقاتلين وهم يعبرون نقطة تفتيش تحمل شعار قوات الأمن الكردية وردد بعضهم هتاف «سوريا واحدة » قبل دخول المنطقة. وأشادت وحدات حماية الشعب بوصول القوات المؤيدة للحكومة السورية والتي تضمنت فصائل متحالفة مع الأسد لكن ليس الجيش السوري نفسه،
وقالت إن تلك القوات ستنتشر على طول خط القتال  بمحاذاة الحدود التركية. لكنها لم تأت على ذكر اتفاق قال مسؤول كردي إنه  تم إبرامه مع حكومة الأسد ويسمح بدخول الجيش السوري عفرين.  وقال أردوغان إنه حال دون نشر القوات السورية ضمن اتفاق مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.
وذكر القائد في التحالف المؤيد للأسد أن روسيا  تدخلت كي «تؤجل دخول قوات كبيرة للجيش السوري .» 

 ووصف أردوغان المقاتلين المؤيدين للحكومة، الذين وصلوا لمساعدة وحدات حماية الشعب بأنهم «ميليشيات شيعية » وقال إنهم سيدفعون ثمنا باهظا.  وقال في مؤتمر صحفي «للأسف، يتخذ مثل هذا النوع من المنظمات الإرهابية خطوات خاطئة بالقرارات التي يقدمون عليها. من المستحيل أن نسمح بهذا. سيدفعون ثمنا باهظا .»
وشهدت الأسواق التركية عملية بيع واسعة للأسهم  في تفاعل مع الأنباء التي تشير إلى أن نجاحا سريعا للحملة التركية في عفرين قد يكون أصعب مما توقعت أنقرة، وأن المعركة قد تؤدي إلى توتر العلاقات مع  روسيا وإيران. وهبطت الليرة 1.5 في المائة أمام الدولار، في حين تراجع مؤشر )إكس يو 100 ( أكثر من اثنين في المائة  في أكبر انخفاض له في خمسة أسابيع. كما تعرضت السندات المقومة بالدولار لضغوط أيضا، مع نزول الإصدارات الطويلة الأجل واحدا في  المائة بينما ارتفعت كلفة تأمين الديون السيادية. وفي وقت سابق أول أمس الثلاثاء قال أردوغان إنه نال موافقة بوتين لمنع نشر قوات الحكومة السورية في عفرين.

 وتعد تركيا وروسيا القوتان الخارجيتان الرئيسيتان اللتان تدعمان أطرافا متعارضة منذ بداية الحرب. فموسكو هي أوثق حلفاء الأسد بينما تركيا من أهم  داعمي مقاتلي المعارضة الذين يحاربون للإطاحة به. من جهة أخرى، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها في وقت متأخر أول أمس الثلاثاء 
أن أضرارا لحقت بمركز روسي لمراقبة وقف إطلاق  النار جراء قصف من منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة خارج العاصمة السورية دمشق. ونقلت الوكالة عن الوزارة الروسية قولها «أصيبت  مناطق سكنية وفنادق في دمشق وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات
المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية .»
وأضافت «لحقت أضرار بالغة وسقط ضحايا  من المدنيين. لم يسقط ضحايا من القوات المسلحة الروسية .»  وتعرضت الغوطة الشرقية لموجة من الضربات الجوية ونيران الصواريخ والقصف مما أسقط 250 قتيلا على الأقل منذ مساء يوم الأحد الماضي.  




تابعونا على فيسبوك