جمعيات وأحزاب ونقابات بقلعة السراغنة تستنكر سوء التدبير

الثلاثاء 11 مارس 2008 - 11:27

هددت جمعيات وأحزاب وهيئات نقابية بمدينة قلعة السراغنة بخوض "كل الأشكال النضالية المشروعة للتصدي للخروقات". وخرج جمعويون ينتمون لأحزاب سياسية تدير الشأن المحلي بمدينة قلعة السراغنة عن صمتهم.

إذ أصدروا بيانا عن اجتماعهم، الذي عقب التساقطات المطرية الأخيرة، يشجبون فيه "تفويت البقع المخصصة للمرافق الاجتماعية لذوي النفوذ بالإقليم".

وطالبت هيئات سياسية وأخرى من المجتمع المدني السلطات المحلية بقلعة السراغنة بتحمل مسؤوليتها الكاملة لـ "التصدي للخروقات".

ووزعت 11 هيئة سياسية وجمعوية ونقابية وسكنية بمدينة قلعة السراغنة بيانا على سكان المدينة، استحضر الكارثة، التي عاشتها المدينة وضواحيها جراء الأمطار الطوفانية التي شهدتها في 25 فبراير، مشيرا إلى أنها "عرت حقيقة البنية التحتية لهذه المدينة" نتيجة ما اعتبره البيان "تجاوزات وخروقات المجالس البلدية المتعاقبة"، التي يؤكد البيان ذاته، "لم يسلم منها حتى الأموات بالمقبرة الوحيدة لسيدي صالح"، إذ جعلت الجميع "يقف مشدوها أمام الوضعية الكارثية التي آلت إليها".

وأوضح البيان أن الأمطار الأخيرة "كشفت بالملموس ضعف وهشاشة البنية التحتية، من مجاري الصرف الصحي، التي لم تستوعب حجم المياه المتساقطة، ما ساهم في تحويل شوارع وأزقة المدينة إلى برك مائية، شكلت خطرا على المنازل بمعظم أحياء
المدينة وسط غياب تام لوسائل الإنقاذ للوقاية المدنية، التي حاولت التدخل لانتشال السكان الغارقين من دون جدوى".

واستنكر البيان تهميش المقبرة الوحيدة من طرف المجلس البلدي، رغم تخصيصه أموالا وصفها بـ "الطائلة" لصيانتها. وشجب ما اعتبره "سطو" أعضاء من المجلس البلدي على البقع الأرضية "دون الاهتمام بالتنمية المحلية".

وطالب المجلس البلدي بعقد دورة استثنائية للبحث في موضوع المقبرة والبنية التحتية ، وبتجهيز المقبرة بالكهرباء والسياج والممرات والتشجير، وحل مشكل الحراسة.

ووجه البيان نداء إلى السلطات المحلية يطالبها بتوفير الوسائل والمعدات لأفراد الوقاية المدنية. ودعا أيضا إلى التعجيل بصرف الأموال المخصصة لتعبيد الطرق التي اقترضت من صندوق التجهيز الجماعي.

ويعد هذا ثاني بيان يصدر من طرف هيئات بالمدينة، إذ سبق للكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بقلعة السراغنة أن أصدرت بيانا في الموضوع، انتقد تدبير الشأن المحلي بالمجلس، الذي يشكلون فيه الأغلبية مع الاستقلال، ويتحملون به مهمة نائب رئيس المجلس. وسجل البيان ذاته "خروقات وتجاوزات في مجال التعمير، وتدبير التجزئات السكنية"، ودعا السلطات الوصية والجهات القضائية المختصة إلى "فتح تحقيق نزيه في هذه الخروقات، ومعاقبة كل من ثبت تورطه فيها".

وأضاف البيان ذاته أن عملية توزيع البقع التجارية بما سمي بالشطر الأول من السكن الاقتصادي بتجزئة السلام، "شهد بدوره خروقات واختلالات"، قال البيان "فاحت رائحتها"، و"استفاد منها المضاربون والنافذون ومافيا التجزئات السكنية".

وزاد البيان موضحا "الخروقات" في هذا المجال، بـ "تفويت العقار المخزني الموجود بجوار حي عواطف بشكل غير قانوني"، "الذي كان مخصصا لإنجاز مركب رياضي"، وفوت لإحدى المؤسسات وصفها البيان بـ "النافذة"، "بناء على رأي لجنة الاستثناءات دون الالتفات إلى حاجة المدينة الماسة لهذا المركب الرياضي، أو الأخذ بعين الاعتبار لقرار المجلس البلدي الرافض لهذا التفويت، أو احترام معايير الشفافية والنزاهة المعمول بها في هذا الشأن".
وحسب مصدر مطلع تتكون أغلبية المجلس البلدي لقلعة السراغنة من "خليط من الأحزاب، أهمها تحالف المتناقضات بين العدالة والتنمية، 4 مستشارين، والاتحاد الاشتراكي، مستشاران اثنان، والتقدم والاشتراكية، 3 مستشارين، مستشار انضم إلى الأغلبية و2 ضمن المعارضة، إضافة إلى الاستقلال 3 مستشارين من ضمنهم الرئيس".
ويذكر أن سكان مدينة قلعة السراغنة ونواحيها عاشوا ليلة بيضاء، في الشهر الماضي، جراء تساقط أمطار طوفانية، بلغت 120 ملم، وتسببت في انقطاع الكهرباء عن دائرة قلعة السراغنة برمتها، وغمرت المياه أحياء ودواوير سكنية. واجتاحت مياه الأمطار أحياء المدينة، ودواوير الجماعات القروية، ووحدتين صناعيتين والعديد من أقبية المساكن.
وأوضحت المصادر أن الأمطار الطوفانية أدت إلى فيضان واد "كاينو"، الذي غمرت مياهه الدواوير التي يقطعها، وتسببت في خسارات مادية، وصفتها المصادر، بـ"الكبيرة"، همت ضياع المحصول الفلاحي، وجرف المياه لأزيد من 100 رأس ماشية، بين أبقار وخرفان وحمير وبغال، خاصة في الدواوير المحادية لواد "كاينو"، بعد أن جرفت المياه الطوفانية إسطبلات ومساكن مجاورة لضفتيه. وانهارت جملة من المساكن القديمة الآيلة للسقوط، وكذا منازل حديثة البناء، قدرت المصادر عددها بـ 25 منزلا، إضافة إلى الخسائر في المحصول الفلاحي، والتجهيزات المنزلية والأفرشة.

وأضافت المصادر أن الخسائر همت أيضا دواوير أخرى، إذ غمرت المياه المنازل بدوار النزالة، التابع للجماعة القروية أول الكرن، 10 كلم عن قلعة السراغنة المركز، الذي ظل محاصرا بالمياه إلى غاية صباح 26 فبراير، والأمر نفسه بالنسبة لدواوير تابعة لجماعات أولاد يعقوب، وأولاد صبيح، وأولاد الشرقي. ولم تسلم أحياء قلعة السراغنة من قوة الأمطار التي عمت المدينة وضواحيها، وبلغت 120 ملم، إذ تكبدت أحياء قديمة بالمدينة خسائر مادية كبيرة، خاصة أحياء، "السويدية الغابية"، و"المرس"، والعونية"، و"الزاوية"، و"جنان بكار".

وانهارت أربع منازل قرب "كدية الجمالة"، فيما غمرت مياه الأمطار الطوفانية مقبرة الموتى بالمدينة، وجرفت صندوق نعش من خشب، بحيث تقاذفته المياه كقارب فقد ربانه السيطرة عليه.

وكشفت قوة الأمطار التي عمت دائرة قلعة السراغنة، تؤكد المصادر، ضعف البنيات التحتية بالمدينة، وغمرت المياه مصنعين بالحي الصناعي، كما سجلت ضعف وسائل الإنقاذ وقلة الموارد البشرية المختصة، إذ ظل، حسب المصادر، 7 أشخاص من الوقاية المدنية يكابدون التنقل ليلا بين أحياء المدينة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وتوافد عشرات المواطنين في اليوم الموالي لتهاطل الأمطار على مقبرة الموتى سيدي صالح بمدينة قلعة السراغنة، المتضررة من مياه الأمطار الطوفانية للاطمئنان على قبور موتاهم، وإعادة دفن الجثث، وترميم القبور، التي عرتها الأمطار. وعبر المواطنون عن استيائهم واحتجاجاتهم على ما آل إليه الوضع بالمقبرة الوحيدة في المدينة، إذ علقت المصادر أن الميزانيات التي رصدت للمقبرة لم تصرف في هذا الاتجاه وحولت لبنود أخرى
وأضافت المصادر أن السلطات المحلية وزعت حوالي 300 غطاء صوفي على المواطنين الأكثر تضررا، الذين أغرقت المياه أفرشتهم، وقضوا ليلة بيضاء خارج منازلهم، من ميزانية اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وحلت صباح اليوم الموالي لتهاطل الأمطار بالمدينة لجنة من كتابة الدولة لدى الوزارة المكلفة بإعداد التراب الوطني والماء والبيئة مكلفة بالماء، لدراسة السبل الكفيلة بتفادي مثل هذه الكوارث الطبيعية، وإيجاد حلول للفيضانات بالمنطقة، من خلال بناء سدود تلية.

وشكلت لجنة مشتركة برئاسة المديرية الإقليمية للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الحوز، باعتباره المسؤول عن مياه السقي، وعضوية المصالح الخارجية المختصة، والسلطات المحلية، وجمعيات المجتمع المدني، ورؤساء الجماعات المتضررة.
وتساءلت المصادر عن الأموال، التي رصدت في الثمانينيات من القرن الماضي، التي قدرتها في 7 ملايير سنتيم، لإنشاء سدود تلية، وأسوار قرب السواقي، وقناطر لحماية المدارات السقوية بالمنطقة.




تابعونا على فيسبوك