أصبح حلول عيد الأضحى والأيام التي تليه رمزا للركود في مدينة الدار البيضاء، إذ تقفل عدة محلات تجارية أبوابها شأنها شأن المطاعم، غير أن البعض يشكل الاستثناء، أخذا بعين الاعتبار وجود أشخاص لم تسعفهم الظروف للسفر خارج المدينة وقضاء العيد مع أقاربهم، داخل المغ
"لم نغلق أبواب هذا المطعم الشعبي بباب مراكش، فالعديد من سكان هذه المنطقة من الدارالبيضاء يلجأون إليه في هذه الفترة"، كان هذا تصريح نادل قضى صبيحة عيد الأضحى في تقديم وجبات الأكل للزبناء، كما استطرد موضحا أن هناك مطاعم أخرى مجاورة تسير على النهج نفسه، باعتبار أن هناك عزابا يقيمون بعيدا عن أسرهم، ولاتجمعهم بالعاصمة الاقتصادية إلا قرابة العمل، إضافة إلى السياح.
بعيدا عن هذا الفضاء، كانت مطاعم في عين الذئاب هي الأخرى مفتوحة، والفارق الوحيد بين الأيام العادية ويوم العيد وما بعده، هو حالة الركود المخيمة على الكورنيش.
أما بمنطقة المعاريف الراقية كانت جل المقاهي تمارس نشاطها المعتاد، إلى جانب محلات أخرى، منها محلات الجزارة لتقديم خدماتها للراغبين في تجزيء "تفصال" أضحياتهم، إلى جانب عرض اللحوم .
ورغم أن البيضاء ودعت بعض مظاهر العيد، فإنها لم تودع بعد تراجع اكتظاظ شوارعها وأزقتها بالسيارات والباعة المتجولين الذين تعود الناس على صراخهم للفت الانتباه إلى ما يعرضونه للبيع، وعوضه صراخ المتاجرين في جلود الأضاحي الذين يجوبون أحياء المدينة طولا وعرضا بعرباتهم المجرورة، وعن طبيعة هذه التجارة الظرفية ومصير الجلود، أكدت مسؤولة بمدبغة بلمكي خير بفاس، أن مناسبة عيد الأضحى تكون ذات قيمة مضافة لصناعة الجلد عموما، موضحة أن العدد الإجمالي لـ "البطاين"لم يحدد بعد نظرا لاستمرار عملية التوصل بالشحنات المتوالية.
وأفاد المصدر "المغربية" أن سعر البطانة الواحد يتراوح عموما بين 10 و16 درهما، وأضاف أن جلد عيد الأضحى يتميز بجودة عالية، كما أن حجمه يكون كبيرا مقارنة مع باقي جلود الأغنام في الأيام العادية.
ورغم أن مهنة الدباغة تشهد هذه الأيام ذروة نشاطها، إذ بدأت تستقبل جلود الأضاحي التي تعتمد عليها بشكل كبير، ورغم أن هذه الجلود كانت كفيلة كل عام بأن تدخل البهجة على العاملين"الدباغين" فإن الوضع هذا العام يأتي مختلفا، إذ تعاني المهنة مشاكل تهدد بالقضاء عليها.
وتواجه المهنة في المغرب خطر الاندثار، فرغم تميز المغرب منذ القدم بوفرة في الجلود، نظرا لغناه بالمواشي فإن هذه الحرفة بدأت تعرف تراجعا في السنين الأخيرة، فأصبح هذا القطاع يواجه خطر الإفلاس بسبب ضعف التسويق، وتدني جودة الإنتاج .
إضافة إلى صعوبة استقطاب اليد العاملة لأن الشباب بات يفضل مهنا تدر عليه دخلا أفضل.
ورغم ذلك يتمسك الدباغون بالأمل، وينظرون بتفاؤل إلى ما ستحققه جلود الأضاحي، خاصة أن المغاربة يتميزون بتوخي الدقة أثناء الذبح والسلخ، فينتج جلد خال من العيوب، وهي المشكلة التي تعانيها المدابغ بالعديد من الدول العربية .