اعتقال المتهم الرئيسي يكشف خيوط الشبكة

تهجير 35 مرشحا بجوازات سفر لطلبة يدرسون بالديار الألمانية

الخميس 09 مارس 2006 - 13:05

أحالت المجموعة الثالثة بالفرقة الولائية الجنائية بولاية الأمن بالدار البيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، متهمين بتكوين شبكة متخصصة في الهجرة السرية والتزوير واستعماله مع محاولة الهجرة السرية والمشاركة وانتحال هوية مستعارة والارتشاء مع حالة التلبس ويتعلق الأمر

وقف صلاح أمام مفتشة الشرطة، المكلفة بمهمة ختم ومراقبة الجوازات، بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، لوضع الأختام على جواز سفره، ليتمكن من السفر إلى الديار الألمانية عبر إسبانيا. أخذت المفتشة جواز السفر بين يديها لدقائق معدودات، وتمعنت فيه كثيرا.

وبدأت في طرح أسئلة عديدة على صلاح وعند تمعنها في الجواز لمرة ثانية، بادر صلاح إلى الاقتراب منها وإخبارها بأن الجواز لا يخصه، وحاول أن يعرض عليها مبلغ 50 ألف أورو لتسهل عليه عملية ختم الجواز، والتستر عليه.

أوهمته الشرطية بموافقتها وطلبت منه الانتظار للحظات، سألها إن كان هناك مشكل أو خطأ في تأشيرة السفر أو الجواز، لكنها طمأنته مدعية أنها إجراءات قانونية فقط
بعد لحظات، عادت مفتشة الشرطة وبرفقتها رئيس عملها وشرطيان آخران، فألقوا القبض على صلاح، وأحيل على مصلحة الشرطة بالمطار للتحقيق معه.

في الوقت نفسه، ألقى شرطي آخر وبنقطة الحراسة بالمطار ذاته، القبض على شاب ثان يدعى عثمان، وهو يحاول العبور باستعمال جواز مزور آخر في اسم شخص يدعى هشام، إذ أدلى لعناصر الشرطة بهوية مستعارة وأثناء التوجه إلى نقطة الحراسة طلب من الشرطي الاتصال برقم هاتف يخص شقيقه ليخبره بإتلاف وثائقه وعرض عليه مبلغ 1000 درهم مقابل هذه العملية، ومده بورقة من فئة 200 درهم، لكن الشرطي أخبر رئيسه بالأمر واعتقل عثمان.

أحالت منطقة مطار محمد الخامس الدولي المتهمين، على الفرقة الجنائية الولائية بولاية الأمن بالدار البيضاء، وتكلفت المجموعة الثالثة بالفرقة ذاتها بالتحقيق مع المتهمين
فاكتشفت الشرطة، أن المتهمين يعرفان بعضهما البعض، وأن المتهم صلاح هو من زود عثمان بالجواز المزور.

اعترف صلاح، أنه يعمل على مساعدة الأشخاص الراغبين في السفر إلى الديار الإيطالية، بجوازات سفر لطلبة مغاربة يدرسون بألمانيا، بمساعدة من صديق له مغربي يقطن بإيطاليا.

وأكد صلاح، أنه امتهن تهجير المغاربة سريا، منذ أربع سنوات، حين سافر إلى ألمانيا، لأجل متابعة دراسته، وهناك تزوج بألمانية ورزق منها بطفلة.
وأضاف صلاح أنه ربط الاتصال ببعض الطلبة الذين يتابعون دراساتهم بألمانيا ويقومون ببيع جوازات سفرهم إلى المرشحين للهجرة إلى أوروبا وهم "ه ش" و"م ا" و"م ش" فاشترى منهم جوازاتهم بمبلغ 20 ألف درهم للجواز الواحد .

وبعد عودته إلى المغرب، بحث عن مرشحين للهجرة، وأخذ منهم مبلغ 60 ألف درهم مقابل ذلك وبعض الوثائق الشخصية الخاصة بهم ثم سافر إلى إيطاليا وربط الاتصال بشريكه المتخصص في عملية التزوير، واستبدل هذا الأخير صور أصحاب الجوازات الأصلية بصور المرشحين للهجرة، مقابل مبلغ 20 ألف درهم عن كل جواز .

واستطاع بهذه الطريقة، أن يساعد العديد من الأشخاص على الهجرة إلى إيطاليا، إذ كان يسافر برفقتهم إلى هناك، وبمجرد وصولهم يستبدل جوازاتهم المزورة بجوازاتهم الحقيقية.

وكان يسافر معهم عبر الطائرة، أو يأخذهم على متن سيارته الخاصة أوضح المتهم صلاح، أثناء التحقيق معه، أنه وخلال السنة الجارية، وحين عاد للمغرب لقضاء عطلة عيد الأضحى، تفاجأ من القنصلية الألمانية، التي أخبرته أن زوجته الألمانية، لم تعد تتحمل مسؤوليته، وأنه لهذا لن يستفيد من تأشيرة السفر.

فاضطر إلى الاستعانة بجواز سفر أحد الطلبة السابق ذكرهم، وسلم الجوازين المتبقيين لشخصين آخرين من بينهما المتهم الثاني عثمان، للسفر إلى إيطاليا مقابل مبلغ 60 ألف درهم وبالطريقة ذاتها وساعده على تزوير الجوازات شريكه المقيم بإيطاليا الذي التقى به مرتين بمدينة تطوان لتنفيذ العملية.

وحين عودته إلى مدينة الدار البيضاء، يضيف صلاح، اشترى ثلاث تذاكر سفر خاصة بالطائرة، وربط الاتصال بالمرشحين وأخبرهم عن يوم السفر المحدد، وهو اليوم ذاته الذي اعتقل فيه رفقة عثمان، فيما لاذ المرشح الثالث واسمه محمد بالهرب بعد افتضاح أمر المرشح الثاني وأكد المتهم الثاني، أقوال المتهم الرئيسي.

الشرطة وبعد التحقيق، اكتشفت، وحسب المحاضر، أنها أمام سقوط عنصر " خطير ونشيط" ضمن شبكة لتهجير المغاربة إلى الديار الأور،بية مقابل مبالغ مالية إذ يستعمل جوازات سفر عناصر هذه الشبكة التي تتوفر على وثائق قانونية خاصة بدولة ألمانيا
وتبين للعناصر المحققة، أن هذا العنصر تمكن من تهجير 35 شخصا بالطريقة ذاتها
مقابل مبلغ 25 ألفا أو 30 ألف درهم.

حررت مذكرة بحث في حق باقي العناصر، وأحيل المتهمان على محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وتوبع المتهم الرئيسي بتهم تكوين عصابة متخصصة في الهجرة السرية
التزوير واستعماله والارتشاء فيما توبع المتهم الثاني بتهم محاولة الهجرة السرية والمشاركة وانتحال هوية مستعارة والارتشاء.




تابعونا على فيسبوك