تسببت في وقف بعض المباريات

الشهب الاصطناعية موضة خطيرة تجتاح الملاعب الوطنية

السبت 18 فبراير 2006 - 18:00
الشهب الاصطناعية تجتاح الملاعب الوطنية

عانى رجال الوقاية المدينة واللاعبون على أرضية ملعب محمد الخامس الأحد الماضي خلال المباراة التي جمعت فريق الوداد الرياضي ومولودية وجدة من إزعاج الألعاب النارية التي كان يرمي بها الجمهور الودادي بكثرة عند تسجيل كل هدف.

واقتحمت الألعاب النارية بشكل مفاجئ الملاعب المغربية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة وأصبحت وسيلة أساسية للتعبير عن فرحة الجمهور بفوز فريقهم، تقليدا لبعض مشجعي بعض الأندية في البطولات الأوروبية.

و خلال السنوات الأخيرة قلت هذه العادة السيئة في ملاعب أوروبا خصوصا الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية وأمست السلطات تفرض رقابة صارمة لمنع دخول هذه الألعاب النارية للملاعب، حيث تشكل خطرا بالنسبة للمشجعين واللاعبين وكذا رجال الأمن.

بيد أن مثل هذه الألعاب وجدت الملاعب الوطنية أرضا خصبة لترويجها، وأصبح معظم المشجعين يقتنونها ويستعملونها لتشجيع فرقهم دون معرفة مسبقة بمخاطرها الصحية والبيئية والكيمائية.

فمن الناحية الطبية يقول أحد الأخصائيين إن الأطفال والمراهقين أكثر الفئات العمرية تعرضا لمخاطر هذه الألعاب، "وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال الموجودين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين".

وتعد الألعاب النارية من بين أهم مسببات التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما خطير، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة.


الألعاب النارية بدون رقابة
كشف مسؤول في أحد الأندية الوطنية أن الفرق يصعب عليها منع دخول هذه الألعاب إلى مدرجات الملاعب.

وأشار المصدر ذاته إلى أن رجال الأمن المرابطين أمام أبواب الملاعب لا يقومون بتفتيش دقيق للمشجعين قبل دخولهم الملعب، "كما أن هناك عددا منهم يلج المدرجات سرا إما عن طريق تجاوز أسوار الملعب أو بتواطؤ مع أحد المسؤولين عن مراقبة عملية الدخول"
وأوضح المصدر نفسه الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن بعض المشجعين يتمكنون من إدخال ألعاب نارية و قنينات الخمر وبعض الأسلحة البيضاء "قد يستعملونها في بعض الأحيان".

وأشار مصدرنا إلى ضرورة فرض رقابة صارمة عند أبواب الملاعب ومنع المشجعين من إدخال كل ما من شأنه أن يعرض اللاعبين أو الحكام أو الجمهور للخطر، "يجب فرض تفتيش دقيق على الجمهور وكذا منعهم من ولوج الملعب بطريقة سرية لكي نوفر نوعا من الأمن والاطمئنان سواء في نفوس اللاعبين أو الحكام أو المدربين أو الجماهير".

وأبرز المسؤول نفسه أنه لحسن الحظ كل أعمال الشغب التي يرتكبها بعض "محبي الفوضى" مرت بسلام، "لو تمكن شخص مسلح من النزول إلى أرضية الملعب كما حدث في عدد كبير من المباريات، فبالتأكيد سنعيش كارثة نتمنى أن نتفاداها بمنع كل ما من شأنه تعكير الأجواء الرياضية. وتعتمد صناعة المفرقعات على نترات البوتاسيوم وخامس أكسيد الفوسفور، فعند انحلال نترات البوتاسيوم بالحرارة يتولد أكسجين مصحوبا بانفجار، مما يولد صوتا عاليا، وكذلك خامس أكسيد الفوسفور بالتسخين يتولد منه ثالث أكسيد الأكسجين، ويعطي أيضا نفس الصوت والانفجار، وهو المطلوب في الاحتفالات، وتصدر عن هذه المادة عند اشتعالها كميات من الغازات بشكل مفاجئ.

وتعتمد فكرة جميع الألعاب النارية على هذه المعادلة، سواء جرى التفجير بالحرارة أو عن طريق الصدمات, ويتحدد طول المدة التي يمكن لعبوة الألعاب النارية أن تشتعل فيها من خلال الكميات التي تمتزج في المعادلة الكيميائية، فالكميات الصغيرة تشعل شرارات صغيرة لا تدوم طويلا، بينما تشعل الكبيرة منها شرارات أطول عمرا تترك خلفها مذنبا طويلا من الإنارة.

جماهير الجيش والرجاء والوداد أول مستعملي الألعاب النارية
لم تغب الشهب والألعاب النارية والمفرقعات منذ بداية الموسم الحالي عن مباريات التي أجرتها أندية الوداد والرجاء والجيش الملكي، وشوهد الجمهور خلال كل لقاءاتهم يستعمل تلك الألعاب على اختلاف أنواعها وألوانها، يقول أحد مشجعي الرجاء البيضاوي، : "أجد استعمال هذه الألعاب مسل ومعبر أكثر عن فرحة الجمهور كما يعطي صورة جميلة في الملعب"، ويضيف عمر 25 سنة، أن هذه الألعاب تستعمل بشكل قليل في الملاعب وهي ظاهرة حديثة.

في حين أكد عزالدين 19 سنة محب لفريق الوداد أن الشهب والألعاب النارية وسيلة متميزة للتشجيع مستغربا "لماذا هي محظورة وغير مسموح بها في الملاعب"
من جهته قال أناس 19 سنة مشجع من فريق الجيش الملكي "أنا مع استعمال الألعاب النارية في الملعب وخصوصا les fumigens لأنها تضفي جمالية على الملاعب و هي طريقة حضارية للتشجيع مستوحاة من الجماهير الايطالية و العالمية بصفة عامة أو ما يسمى بـ ULTRAS GROUPES .

جمعيات المحبين أكثر مروجي الشهب الاصطناعية
قال أحد محبي نادي الرجاء البيضاوي، إن جمعية رجاوية قامت خلال الموسم الماضي بجلب عدد كبير من الشهب الاصطناعية، من إحدى المدن المغربية.

وأضاف المصدر نفسه أن الجمعية وزعت تلك الألعاب النارية على مشجعي الفريق الأخضر خلال مباراة الديربي التي جمعت الرجاء والوداد.

من جهته أفاد عبد الصادق محب للجيش الملكي أن محبي الفريق العسكري جلبوا حوالي 300 les fumigens في نهائي كأس الكاف واستقطبت أيضا الأسبوع الماضي ما يفوق 200 أخرى.

"وبيعت للعديد من الجماهير المغربية كجمهور آسفي والوداد والرجاء والجديدة"
ويتراوح ثمن الشهب الاصطناعية ما بين 50 حتى 70 درهما فيما تبقى بعض الأنواع الأخرى من الألعاب النارية والمفرقعات رخيصة الثمن وفي متناول الجميع.

وتعتمد أشكال وألوان الألعاب النارية على التركيبة الكيميائية للعبوة المستعملة فيها
وهناك أسماء وأنواع مختلفة للألعاب النارية مثل "الفلامات" و"الأخطبوط الذهبي" و"المظلة" و"الشجرة" و"الزهور" و"جوز الهند" و"زهور الربيع" و"المطر السحري" و"السيوف المتشاكية" و"الإشعاعية" و"الشمس الذهبية" و"النخيل" و"العبوة اليابانية" التي يكون له شكل مميز هو الصاروخ المستدير .

تاريخ الألعاب النارية
انتشرت أفكار صناعة الألعاب النارية في دول شرق آسيا وعرف العالم الألعاب النارية منذ أن اخترعت الصين البارود الأسود، في القرن الثامن.

والبارود الأسود هو مزيج من الفحم والسولفر ونترات البوتاسيوم المعروف أحيانا بملح البارود.

وتعتبر الصين من أوائل دول العالم في استخدام وصناعة الألعاب النارية، يليها اليابان وإندونيسيا وباكستان والبرتغال وتايلاند والفلبين وجنوب إيطاليا وإسبانيا.

وتستورد الدول العربية الألعاب النارية، و تحظر قوانين هذه الدول استيراد وتداول الألعاب النارية، لذا فأغلب الكميات التي تدخل الدول العربية خاصة تدخل بطرق غير شرعية.

وتشدد القوانين من إجراءات بيع واستخدام الألعاب النارية، وتضع شروطا عديدة في التعامل معها، أهمها توافر المواصفات القياسية العالمية، وزيادة احتياطات السلامة والصحة المهنية، وتحدد معايير لنقلها ومواصفات المخازن التي تودع فيها وكيفية تخزينها، أهمها البعد عن التجمعات السكنية ومخازن المواد الاستهلاكية مثل مستودعات الأغذية، كما تمنع استخدامها في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة.


هل أنت مع أم ضد استعمال الألعاب النارية في الملاعب الوطنية؟

مهدي الطوالبة 19 سنة الرباط
"أنا مع استعمال الألعاب النارية لأنها تضفي جمالية على الملعب وتجعل الجمهور يتحمس أكثر وأظن أن انتزاع فريق الجيش الملكي للقب الإفريقي ساهمت فيه هذه "الفلامات" التي أشعلت، لكن تبقى مسألة وحيدة سلبية تجعل الشرطة تمنعها وهي رميها في عشب الملعب مما يِِِؤثر عليه . ونحن مجموعة ULTRAS-ASKARI نسعى إلى تأطير الجماهير ونحاول إقناعهم بعدم رميها على أرضية الملعب".

أمين 18 سنة الدار البيضاء
"الألعاب النارية تضفي نكهة خاصة على الجمهور، وتعطي الملاعب شكلا زخرفيا جميلا، لذلك أؤيد استعمالها في الملاعب وأتمنى أن تكون لي واحدة أيضا لأن ثمنها باهظ، كما أنها ممنوعة رغم أن بعضها يباع في درب عمر أو المدينة القديمة".

مولود 21 سنة وجدة
"أنا مع استعمال الألعاب النارية بشرط أن تكون بأياد أمينة ويجب على جمعية الأنصار أن تتحمل المسؤولية ولا تعطى للأطفال أقل من 18 سنة ولا تقذف بها وهي مشتعلة ففي هذه الحالة لا أرى مانعا من استعمالها".

بدر 20 سنة الدار البيضاء "بصراحة الألعاب النارية لها عواقب وخيمة جدا على حياة الإنسان، بحيث خطأ بسيط في إشعالها قد يؤدي إلى احتراق وجه حاملها.

وقد عاينت إحدى الحوادث، حيث أن شابا يبلغ من العمر 16 سنة، أراد إشعال إحدى الألعاب النارية التي يطلق عليها اسم "لعجاجة".
بمجرد أن أزال غطاء القنينة حتى تطاير الغاز على وجهه لهذا السبب تمنع السلطات المحلية من إدخالها إلى الملاعب حفاظا على سلامة المتفرجين.

أما منافعها فهي قليلة مقارنة بعواقبها والتي تتجلى في إعطاء رونق خاص للمدرجات و للجمهور, وأعتقد أن السبب الرئيسي لتكاثر هذه الظاهرة هو التنافس بين جماهير الفرق، خصوصا الجماهير البيضاوية التي تعتبر من أكبر القواعد الجماهيرية في إفريقيا والعالم العربي.

لاقتناء هذه الألعاب معظم الجماهير تتوجه إلى ميناء البيضاء و تحديدا في الباب رقم أربعة ثمنها يتراوح حسب جودتها 60 درهما إلى 90 درهما".

علي 20 سنة الدار البيضاء
"أنا مع استعمالها فهي تعطي رونقا خاصا في المدرجات، إنها ليست خطيرة إن أحسننا استعمالها، فهي سهلة و إذا كانت خطيرة فحتى القنينات خطيرة و أغلب الجماهير تعرف استعمالها، بالنسبة لي لم يسبق أن استعملتها قط لكنني في اللقاءات المقبلة أنوي شراءها واستعمالها، أما الثمن فهو ينحصر بين 50 درهما و70 درهما وحسب الجودة قد تفوق ذلك" .

عادل 20 سنة أكادير
"أنا لست ضدها لكن لا أستعملها لأنني أفضل أن أشاهد اللقاءات وراء شاشة التلفاز".




تابعونا على فيسبوك