للمتهم أزيد من 12 سابقة عدلية ختمها بجناية

سهرة خمرية تنتهي بجريمة قتل

الخميس 02 فبراير 2006 - 13:15

أحالت عناصر القسم الجنائي بمصلحة الشرطة القضائية على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بآسفي، خلال منتصف الشهر المنصرم، المتهم فؤاد البالغ من العمر 42 سنة، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حق الضحية ياسين الذي لم يتجاوز ربيعه التاسع عشر

بعد أن اتهمه بسرقة قنينة من الخمر وأجهز عليه بطعنة سكين وسط قاعة للألعاب الإلكترونية، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة مباشرة بعد نقله إلى مستشفى محمد الخامس بالمدينة ذاتها.

اعتاد فؤاد وصديقه رشيد السهر كل نهاية أسبوع، فهما يعملان كصيادين ويغتنمان يوم السبت لشرب بعض الكؤوس من النبيذ الأحمر والتسامر بتبادل أطراف الحديث وكالعادة، توجها صوب أحد المراكز التجارية وسط مدينة آسفي.

اقتنيا جعتان من الخمر الممتازة، اقترح رشيد على فؤاد التوجه صوب أحد المنازل البعيد عن الحي السكني الذي يقطنان به جلسا هناك يتسامران و يتبادلان أطراف الحديث، خاصة ما يتعلق بالمجال البحري والكساد الذي بدأت تعرفه مهنة الصيد، حين دنت عقارب الساعة من العاشرة ليلا، أخبر فؤاد صديقه أنه عليه أن يعود إلى المنزل بسرعة لقضاء بعض الأمور.

وقبل أن يودعه، تبين له أن قنينة الخمر التي كان يشرب منها مازال بها بعض النبيذ، فحملها بين تلابيبه ليكمل شربها في المنزل وودع صديقه وتوجه نحو الحي السكني
طوال الطريق إلى الحي، كان فؤاد يمسك بالقنينة بإحكام لكي لا تسقط منه، دون أن يدري أن ما تبقى منها من خمر سيتسبب في ركونه خلف القضبان لسنوات عديد.

عاد فؤاد إلى حي سيدي عبد الكريم الذي يسكن به، وقبل الوصول إلى المنزل، عرج على محل تجاري لبيع الألبان، وهناك التقى برفيقه ياسين، وسرعان ما انشغلا بنقاش ودي وهما يتناولان بعض قطع الحلويات والحليب، وقبل أن يغادر فؤاد المحل التجاري، اقتنى مشروبا غازيا.

واقترح على ياسين مرافقته إلى أحد الأماكن المنزوية، ليكمل سهرته التي بدأها رفقة رشيد، ويشربا المشروب الغازي وما تبقى من الخمر، لم يرق هذا الأمر لياسين، وما إن غادرا المحل حتى سارع إلى سرقة قنينة الخمر من بين يدى فؤاد، وفر هاربا إلى وجهة مجهولة.

وقف فؤاد مشهودا للحظات أمام ما فعله به صديقه ياسين، فأحس بغبن كبير جعله يرغد ويزبد أمام أنظار عدد من أبناء الحي الذي حاولوا تهدئته، إلا أنه سرعان ما استشاط غضبا وأبدى رغبته القوية في الانتقام من ياسين، وبدل كل جهوده من أجل العثور عليه.

واصل فؤاد بحثه عن ياسين بمختلف أزقة الحي إلى أن بلغ إلى علمه وجوده بقاعة للألعاب الإلكترونية، أسرع إلى هناك وهو في حالة هيستيرية، بعد أن لعبت الخمر بعقله، وما إن ولج باب القاعة حتى لمح رفيقه ياسين منزويا بأحد الأركان مشغولا بلعب البلياردو.

اقترب منه وطلب منه تسليمه القنينة، لكن هذا الأخير رفض، فدخلا في شجار حاد تبادلا خلاله اللكمات القوية، وانتهى بتوجيه فؤاد لياسين طعنة مميتة في الصدر سقط على اثرها على الأرض مغشيا عليه.

لم يدرك فؤاد ما اقترفته يداه إلا بعد أن التفت إلى الضحية فوجده مضرجا في دمائه، حينها ألقى قنينة الخمر التي أخذها بين ثياب ياسين باتجاه رواد القاعة وفر مسرعا إلى منزل العائلة.

وهناك نظف السكين الذي ارتكب به الجريمة وأخفاه داخل المطبخ، تجمهر عدد كبير من ساكنة الحي بقاعة الألعاب الإلكترونية، بعد انتشار خبر الجريمة، واتصل البعض منهم بسيارة الاسعاف التي حضرت ونقلت الضحية إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، الذي لفظ أنفاسه هناك بالرغم من المجهودات التي بذلها الأطباء لإنقاذ حياته، بسبب عمق الطعنة التي تلقاها وبلغ 8 سنتمرات على مستوى القلب، حسب شهادة الأطباء
الشرطة القضائية التي وصلت إلى مكان الحادث.

لم تجد صعوبة كبيرة في إلقاء القبض على المتهم فؤاد، فمباشرة بعد توجه المحققين إلى منزل أسرته أخبر تهم شقيقته وزوجته عن مكانه حيث كان مختبئا بسطح المنزل
وبمجرد اعتقاله دل العناصر المحققة على المكان الذي خبأ فيه أداة الجريمة، كانت اعترافات المتهم فؤاد أمام عناصر الشرطة، سريعة ومسترسلة.

وبدا واثقا من نفسه وهو يروي تفاصيل جريمته ودوافع ارتكابها، وأبدى ندما كبيرا على ما اقترفه حين تذكر مصير طفليه وزوجته ووالدته وشقيقته، الذين تركهم للمجهول خاصة أنه معيلهم الوحيد.

كما ترك للمصير نفسه والدة الضحية المكلومة، التي لم تتوقع للحظة أن قطرات من الخمر ستكلف ابنها حياته، ولم تكن شهادات كل من مسير قاعة الألعاب وصاحب متجر الألبان إلا لتعمق من دلائل الجريمة التي ارتكبها فؤاد في لحظة طيش.

وشكلت نهاية مسار محفوف بسيل من السوابق للمتهم، تجاوزت 12 سابقة، تمثلت في الضرب و الجرح بالسلاح الأبيض، السرقة الموصوفة مع حالة العود، التهديد والسكر العلني، حيازة المخدرات والاتجار فيها، والتهديد بالسلاح الأبيض مع احداث خسائر مادية واعتراض سبيل المارة.




تابعونا على فيسبوك