أصابتها بعاهة مستديمة في عينها اليسرى

معلمة تعتدي بالضرب على تلميذتها القاصر

الأربعاء 12 يوليوز 2006 - 12:20
الضحية فدوى بعد الحادث

توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة من شكاية، توجه بها والد الطفلة فدوى (10 سنوات)إلى وكيل الملك بابتدائية الدارالبيضاء، تفيد بتعرض ابنته التلميذة للاعتداء بالضرب من طرف معلمتها بسبب سؤال حول طنجرة الضغط .

ارتدت فدوى، الفتاة الجميلة ذات العشرة ربيعا، ثيابها الجميلة ووزرتها البيضاء، وحملت حقيبة أدواتها استعدادا للذهاب إلى المدرسة كعادتها, خرجت مسرعة وهي سعيدة لأنها راجعت دروسها بمساعدة من والدها، معتقدة أن يومها سيمر بسلام.

لم تسع الأزقة المؤدية إلى المدرسة ضحكاتها رفقة صديقاتها الصغيرات، كما لم يسع قلبها الصغير فرحتها وهي متوجهة إلى المدرسة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
دخلت فدوى إلى القسم، فهي تلميذة في المستوى الرابع ابتدائي، وطلبت المعلمة من التلاميذ، إخراج الكراسات والكتب ووضعها على الطاولة ثم بدأت في شرح الدرس، كانت حصة "النشاط العلمي".

عند انتهائها بدأت في طرح الأسئلة على التلاميذ، وتوجهت نحو فدوى بالسؤال عن طنجرة الضغط (الكوكوت) هل تملك يدا حديدية أم بلاستيكية؟ ارتبكت فدوى ولم تعرف بماذا تجيب؟ وأمام إصرار المعلمة على معرفة الجواب، قالت إن الطنجرة تحمل يدا حديدية.

فقدت المعلمة أعصابها، ودون أن تحاول أن تفهم من الطفلة الصغيرة سبب هذا الجواب، توجهت مباشرة نحو عينيا اليسرى وأمسكت جفنها بالقوة (قرصتها) ثم صفعتها بشدة على وجنتها اليسرى ثم سألتها من أين لها بهذا الجواب؟ وبختها لعدم معرفتها الجواب الصحيح قبل أن تخبرها أن طنجرة الضغط تحمل يدا بلاستيكية.

بقيت فدوى واجمة أمام التصرف الغريب لمعلمتها، لم تستوعب ماذا جرى معها، كما اكتشفت أنها لا تقدر على فتح عينها اليسرى واتخذت من دموعها البريئة، مخرجا للتعبير عن الألم الذي تشعر به داخل عينها، وفي صمت شديد وهي تغطي عينها بيديها الصغيرتين، انتظرت انتهاء حصة الدرس لمغادرة المدرسة.

لم تتوقف دموع فدوى طوال الطريق إلى منزلها، حاولت أن تفتح عينها لكن دون جدوى، اشتد الألم بها ولم تعرف ماذا تفعل صدمت والدتها كثيرا عندما رأت تورم عينها، فطلبت منها أن تعرف سبب ما جرى، اعتقدت الأم أن شقاوتها من تسببت لها في ذلك أو أحد زملاء الدراسة، أصابها بشيء حاد أثناء اللعب، لكنها تفاجأت أكثر عندما علمت أن المعلمة من تسبب في ذلك، فاتصلت بوالدها على الفور وأخبرته بما جرى.

أخذها الوالد إلى طبيب متخصص في أمراض العين، الذي فحصها وأخبره أن ابنته الصغيرة أصيبت بتشنج في عضلات عينها اليسرى، وهو ما يستلزم علاجا طبيا طويل الأمد مع حراسة ومراقبة منتظمة لكي تتحسن وتعود إلى سابق عهدها، وسلمه شهادة طبية تثبت ذلك.

لكن فدوى ومنذ شهر فبراير الماضي،حين تعرضت للاعتداء من طرف معلمتها وتدعى (ع
ا)، لم تتمكن من فتح عينها اليسرى، ومازالت تعاني من الألم، كما تؤكد ذلك الشواهد الطبية التي أدلى بها والدها، وحصلت "الصحراء المغربية" على نسخ منها، ألم يحرمها من النوم كما يحرمها من متابعة دراستها بشكل مستمر، وهو ما صرح به والدها المدعو الصالحي في اتصال هاتفي بالجريدة، إذ أكد أن الحالة النفسية والصحية لابنته الضحية، تدهورت جدا، وهو ما اضطره إلى التوجه بها نحو طبيب نفسي، لمتابعة حالتها النفسية، خاصة أن ابنته الصغيرة، يضيف الصالحي، أصبحت تخاف وترتعد فرائصها لمجرد سماعها لاسم المعلمة، وأوضح أن فدوى الضحية لا تتوقف عن البكاء، ولم تعد ترغب في الذهاب إلى المدرسة أو مراجعة دروسها، وأن مصاريف علاجها الصحي والنفسي الطويل، يكلف العائلة أموالا طائلة وهو ما لا يتوافق مع الحالة المادية للعائلة الضعيفة جدا.

وأمام هذا الحادث المأساوي، التجأ الأب إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في الدارالبيضاء، وتقدم بشكاية ضد المعلمة، توصلت "الصحراء المغربية" بنسخة منها، يطالب فيها بإجراء بحث في القضية لأجل إنصاف ابنته وإحالة المعلمة المشتكى بها للنيابة العامة، ومتابعتها طبقا لما ينص عليه القانون وتمسك بحقه في المطالب المدنية
وأقر الوالد حسب شكايته أن المعلمة المشتكى بها، تحرض التلاميذ زملاء ابنته في الدراسة على الكذب بخصوص الإجابة عن سؤال ما حدث لطفلته فدوى، والادعاء بأنها كانت تعاني مسبقا من مرض في العين اليسرى المتضررة.

من جانبها أكدت الجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد الأطفال، التي تبنت الملف، وعلى لسان رئيسها الأستاذ محسن هشام، أن ظاهرة العنف ضد الأطفال داخل المؤسسات التعليمية، مازالت ظاهرة سلبية مستشرية بشكل كبير وذلك لعدم التزام الأسرة التربوية بالمبادئ التي جاء بها الميثاق الوطني للتعليم، كما أكد التزام الجمعية بالدفاع عن الضحية ومؤازرتها إلى حين صدور الحكم النهائي في قضيتها المعروضة حاليا على ابتدائية البيضاء.




تابعونا على فيسبوك