استفاقت مدينة أيت ملول، أخيرا، على هول جريمة قتل، راح ضحيتها شخصان، امرأة متزوجة وشاب كانت تربطهما علاقة غرامية غير شرعية، إذ قام الشاب بقتل عشيقته وقتل نفسه شنقا، بعدما اكتشف أنها خدعته، وادعت أنها غير متزوجة.
قرر مراد فجأة التخلي عن تجارة المخدرات، بعد قضائه عقوبات حبسية وصلت إحداها إلى خمس سنوات، لم يفلح في إيجاد مسكن قار بمسقط رأسه بمدينة الدارالبيضاء، فعاش إلى جانب أسرته ببيت العائلة، وتزوج من ابنة الجيران وحبيبة القلب خولة.
كان كله أمل في تكوين أسرة سعيدة ومستقرة، ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن
لم يعثر مراد على عمل قار، وظل يشتغل كمياوم ومارس مهنا موسمية عديدة، لكن مدخوله الضعيف، جعله لا يلبي أبسط احتياجات زوجته وطفله الرضيع.
هاجر مراد برفقة عائلته وأسرته إلى منطقة أيت ملول بعمالة انزكان، أملا في تحسين مدخوله، اكترى منزلا صغيرا، وعمل هناك بأحد معامل التصبير وسط المنطقة الصناعية للمدينة، واشتغلت زوجته خولة إلى جانبه وبالمعمل ذاته لمساعدته على مصاريف البيت
كان مراد يعمل أيام العطل والساعات الإضافية لكسب المزيد من المال خاصة وأن زوجته انقطعت عن العمل بسبب تفرغها لتدبير شؤون البيت ورعاية طفلها.
وتوالت الأيام والشهور إلى أن تدهورت حالة مراد الصحية بسبب الإرهاق والتعب خرجت خولة للعمل، طالبة من زوجها مراد الاكتفاء برعاية المنزل والطفل، فحالته الصحية المتدهورة، جعلته لا يقوى على العمل الدؤوب.
كانت الزوجة تخرج في الصباح الباكر ولا تعود إلا عند مغيب الشمس، لتتمكن من توفير جميع متطلبات الحياة أمام يأس مراد في العودة إلى الشغل بسبب المرض، بلغ الطفل أربع سنوات، وأدخلته والدته إلى روض للأطفال، وزادت مصاريف البيت ثقلا بعد ذلك، ففكر مراد في طريقة جديدة ليكسب بعض المال.
فبحكم سكناه القريبة من إحدى المدارس الابتدائية اقتنى عربة يدوية وبدأ يعرض عليها بعض الحلويات الخاصة بالأطفال، أخذ مراد يملأ فراغه ويجني بعض الدراهم القليلة
أما زوجته، فرافقت بعض صديقات السوء، وخاضت معهن في عالم الفساد، دون أن يعلم زوجها بالأمر.
إذ انقطعت عن العمل في المعمل وأخذت تساعده من المال الذي تجنيه من الرجال الذين ترافقهم، في صباح أحد الأيام، خرجت خولة كعادتها لتبحث عن زبون جديد، توجهت نحو حي الحرش، هناك التقت صدفة بشاب يدعى عمر، يعمل صباغا وله طفلان ومنذ ذلك اليوم، توطدت العلاقة بينهما من الوهلة الأولى، وتطورت من الجلوس في المقاهي إلى علاقة جنسية بمنزل عمر.
لم تخبر خولة عشيقها بأنها متزوجة بل كذبت عليه مدعية أنها مطلقة وتعيش مع أسرتها
استمرت علاقتها بعمر أربعة أشهر، لم تبد خلالها خولة لزوجها أي تغيير في تصرفاتها ومعاملاتها.
خرجت خولة مع زوجها مراد لشراء بعض مستلزمات البيت، فرمقها عمر الذي كان يجلس بأحد المقاهي، فظن أنها تخونه مع رجل آخر، تقدم نحوهما وهو في حالة هستيرية، ونار الغيرة تأكل قلبه، أمسك خولة من يدها وسألها عن سبب خروجها مع الرجل الغريب
لم ينبس مراد ببنت شفة أمام هول الصدمة، بعدما عرف أن زوجته تحب رجلا آخر غيره
تدخل أحد جيران مراد وفض النزاع بينه وبين عمر، تفرغ الجمع وقصد كل واحد سبيله، ولكن عمر لم يرتح له بال وغضب لأمرين: أولاهما أنه افتضح أمره أمام سكان الحي الذين كانوا يعرفونه بالاستقامة والانضباط، وثانيهما أنه كان ضحية الكذب من طرف خولة، فقرر الانتقام منها.
سم خطة ذكية لاستدراج ضحيته التي لم تكن تعلم شيئا عما ينتظرها، اتصل بخولة ووعدها في مكالمة هاتفية أنه هيأ لها مفاجأة سارة، ويريد أن يلتقي بها ويطلب منها الصفح. التقيا بمدينة أيت ملول (ولاية أكادير) في المكان والموعد وتبادلا كلمات التسامح بينهما عن كل ما وقع وهناك اتفقا على الخلو إلى مكان بعيد عن الأنظار ليتحدثا عن نهاية علاقتهما، وعلى مسافة من المدينة لا تتعدى 4 كيلومترات بالقرب من نهر سوس كانت المفاجأة، حيث استل عمر مدية من بين تلابيبه ووجه لها طعنات عدة على مستوى عنقها كانت كافية لإسقاطها جثة هامدة.
غادر عمر المكان، بعدما تأكد من فراغ المكان، وأن لا أحدا راقبهما، وتوجه نحو مدينة تارودانت، حيث تقطن أخته المتزوجة، استغل خروج أخته مع طفلها الصغير، فقتل نفسه شنقا مخلفا وراءه ورقة كتب عليها قصته الغرامية مع الضحية خولة وعلاقته بالجريمة
حضر رجال الشرطة ووجدوا الرسالة في جيب الهالك.
أما الضحية خولة، فعثر عليها رجال الدرك، وعند تفتيش الجثة، عثر على رقم الهاتف الخاص بعمر، وبعد الاتصال به، ردت أخته وأخبرتهم بكل شيء، اتصل رجال الدرك بمصالح أمن تارودانت وجرى التنسيق بينهما وحرر محضر في النازلة.