اكتشاف سر الجريمة بعد 5 أشهر من وقوعها

تخلصت من إدمان زوجها بتمزيق بطنه

الثلاثاء 02 ماي 2006 - 13:10

أحيلت أخيرا على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في ورزازات، متهمة بجريمة قتل في حق زوجها ودفن جثته .

وجرى إيقافها بعد خمسة أشهر ارتكاب الجريمة من لدن مصالح الدرك الملكي لسرية ورزازات، وتوبعت بتهمة "القتل العمد وإخفاء معالم الجريمة والجثة والمشاركة وعدم التبليغ".

اهتدت عزيزة، زوجة في ريعان شبابها، لا يتعدى عمرها الـ 23 ربيعا إلى طريقة تريحها من المشاكل التي أضحت تطاردها بفعل السلوك المشين لزوجها إبراهيم البالغ من العمر 25 سنة ويتحدر من منطقة تفشنا بضواحي زاكورة.

كان هذا الأخير يعمل حارسا ليليا بالحي الذي يقطنه في قلعة مكونة، ومدمنا على معاقرة الخمر كانت عودته كل ليلة للمنزل مخمورا، حالة غير طبيعية لم تعتد عليها عزيزة ابنة الأسرة المحافظة، بل لم تستطع ورغم مرور ثلاث سنوات على زواجهما أن تتقبلها
حاولت ثنيه عن ذلك في مرات عديدة، إلا أنه لم يستجب لنداءاتها واستمر في عربدته وانحرافه.

فقررت بعد تفكير طويل أن تتخلص منه ومن عدم الاستقرار الذي أضحت تعيش فيه بسبب إدمانه لم يتخيل إبراهيم للحظة ورغم الشجار الكثير الذي ينشجب بينه وزوجته الشابة، أن تكون نهايته على إحدى زوجاته خاصة الثالثة، فقد سبق لإبراهيم أن تزوج من اثنتين وطلقهما قبل أن يتزوج بعزيزة التي وضعت حدا لحياته.

يوم تنفيذ الجريمة، دخلت عزيزة كالعادة إلى المطبخ لتحضير وجبة الغداء، وتترقب بين لحظة وأخرى أن يلج زوجها باب المطبخ لتضع حدا لحياته بسكين من الحجم الكبير، سبق وأن أعدته لتنفيذ خطتها.

مضت ساعة من الزمن، توجه بعدها إبراهيم إلى المطبخ ليطلب شيئا من زوجته، إلا أنها باغثته بطعنة قوية في بطنه دون أن تمهله ولو لحظة، واستمرت في طعنه إلى أن شاهدت دمه ينزف على السكين ويلطخ أرضية المطبخ.

وأحكمت طعنتها الموجهة إليه لتتأكد من هلاكه خاصة وأنه كان يتمتع قيد حياته ببنية جسمانية قوية أحست عزيزة بجسامة ما فعلت وما ترتب عن غضبها من سوء تقدير، فاهتدت إلى أن الحل الأنسب يتمثل في اخفاء جثة زوجها إبراهيم بعد أن كان يراودها فعل إخبار السلطات المحلية، فكان الحل الأول هو المنفذ، وخوفا من افتضاح أمرها، طلبت المساندة والدعم من ابن أختها الذي ساعدها في نقل الجثة على متن عربة يدوية في مكان يبعد عن موقع الحادث بحوالي كيلومترين.

وهناك حفرت قبرا بعمق حوالي 35 سنتيمترا لتودعه هناك على مقربة من سد أحمد المنصور الذهبي وتواري جثته التراب وفي الوقت الذي كثرت فيه أسئلة أفراد عائلة الهالك وأهل الحي عن الحارس الذي كان يعمل هناك.

تقدمت الزوجة عزيزة بشكوى إلى النيابة العامة بالمحكمة تؤكد فيها أن زوجها حمل متاعه وانصرف إلى وجهة غير معلومة مهملا الأسرة و مسؤوليتها تجاهها، وفي الاتجاه نفسه بقي الترقب حال الجميع، فيما لم تذق الزوجة طعم النوم والاستقرار ولو لحظة وضميرها يؤنبها والكوابيس الليلية المزعجة تطاردها.

فشاءت الأقدار بعد مرور قرابة خمسة أشهر على الحادث أن يرعى طفل بدوي أغناما على مقربة من موقع دفن جثة الضحية إبراهيم بعدما عثر الراعي الصغير على ساعة يدوية استهوته، هوى لالتقاطها فإذا به يجر وراءها عظام هيكل بشري، تبددت أحلامه في الظفر بالساعة فهرع نحو أبيه، ليخبر بدوره السلطات التي نسقت مع مصالح الدرك الملكي بالمنطقة التي انتقلت إلى عين المكان، و تمكنت من التعرف على صاحب الجثة الذي هو زوج عزيزة.

نقلت الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الاقليمي سيدي حساين في ورزازات، واستدعيت الزوجة عزيزة واستمعت لها عناصر الدرك الملكي، وبكل ثقة بالنفس، أقرت وبلا تردد بأنها من أقدمت على دفنه هناك لتحال بعد تشخيصها للجريمة رفقة مساعدها على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في ورزازات وتوبعت بتهمة "القتل العمد و إخفاء معالم الجريمة الجثة والمشاركة وعدم التبليغ".




تابعونا على فيسبوك