أدانت محكمة الجنايات لمجلس القضاء بجاية في الجزائر، أخيرا، المتهمة بارتكاب محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق الضحية التي ليست سوى أختها بعشر سنوات سجنا نافذا بعدما اعترفت وخلال مراحل التحقيق والمحاكمة بأن غيرتها من جمال شقيقتها وكراهيتها له
وتعود حيثيات القضية، حسب قرار الإحالة، إلى 29 غشت 2002؛ حيث طلبت المتهمة من أختها الضحية مرافقتها إلى القرية الواقعة في ضواحي بلدية بوجليل من أجل اقتراض مبلغ مالي من شخص تعرفه، فقبلت الضحية عرضها وعملت على إقناع والدها بأنها ستذهب رفقة شقيقتها إلى احد الدكاكين لاقتناء بعض المستلزمات، وعليه غادرتا المنزل باتجاه القرية المذكورة، وعند وصولهما إلى أحد البساتين توقفت المتهمة عند بئر تقع وسط الأحراش ثم دعت أختها للاقتراب من البئر، ولما انحنت الأخيرة على حافة البئر لتتفقد ما بدخله دفعتها المتهمة فسقطت فيه، ولحسن حظها تمكنت من الإمساك بغصن كبير بداخله وبقيت معلقة به لمدة 4 أيام إلى غاية تقدم صاحبي البستان من البئر ليجداها بداخله فقام أحدهما برمي حصى على ظهرها فاستيقظت تصرخ طالبة النجدة
عندها اتصلا بمصالح الدرك والحماية المدنية الذين تمكنوا من إخراجها ونقلها إلى المستشفى.
وبموجب ذلك فتحت مصالح الدرك تحقيقا في القضية اعترفت فيه المتهمة بكل الأفعال المنسوبة إليها وصرحت أنها تغار من أختها لجمالها وتكرهها لكونها المفضلة لدى كل أفراد العائلة، الأمر الذي دفعها إلى تدبير خطة لقتلها، وذلك باستدراجها إلى مكان الجريمة، وعند استجوابها من طرف قاضي التحقيق حاولت إنكار أقوالها الأولى وراحت تؤكد أنها كانت محبطة نفسيا ولم تكن تنوي قتل أختها، إنما أرادت في البداية الانتحار بإلقاء نفسها في البئر وفي اللحظة الأخيرة تراجعت عن ذلك وقامت بدفع أختها إلى داخله محاولة قتلها بسبب سوء أخلاقها، متهمة الضحية بتناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات وممارسة الدعارة مما دفع بأهل القرية، حسب ما صرحت به المتهمة إلى محاولة طردهم منها.
أما الضحية فقد تمسكت بأقوالها الأولى وقالت إن أختها كانت دوما تكرهها وتغار من جمالها، ورغم محاولة الأخيرة قتلها لا ترغب في رفع شكوى ضدها، فيما صرح صاحبا البستان أنهما لا يعرفان الضحية التي وجدوها معلقة فوق غصن داخل البئر، وبعد أن أقدم أحدهما على رمي حصى على ظهرها صرخت تطلب المساعدة وأخبرتهما أن أختها رمت بها إلى داخله منذ 4 أيام، وعليه أخبرا رجال الدرك والحماية المدنية لإنقاذها وبعد التحقيق أحيلت المتهمة إلى محكمة الجنايات بتهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وأثناء المحاكمة اعترفت المتهمة بكل الأفعال المنسوبة إليها محاولة إنكار تخطيط الجريمة، فيما تمسكت الضحية بالأقوال التي أدلت بها طيلة أطوار التحقيق وكرر الشهود اعترافاتهم الأولى، أما ممثل الحق العام فقد طلب من هيئة المحكمة خلال مرافعته التي أعاد فيها سرد كل وقائع القضية تسليط عقوبة قانونية على المتهمة، وبعد المداولة أصدرت المحكمة في حقها 10سنوات سجنا نافذا .