النساء يأخذن بآراء الرجال أكثر من آراء مثيلاتهن

محلل نفساني : الاختلاف في الجنس يطوي وراءه توافقا في القبول

الأحد 16 أبريل 2006 - 12:34

ذكر استطلاع نشر على أحد المواقع الأميركية أخيرا، أن النساء يقرن عناية خاصة لأراء الرجال فيهن تختلف كثيرا من اهتمامهن بآراء مثيلاتهن من النساء، والسبب في ذلك تضيف نتائج الاستطلاع يعود إلى كون المرأة تحتفظ تلقائيا بقدر من التشكيك أو الجدل في وجهة نظر امرأة

أرجع الطبيب النفساني فهيم زكرياء في تصريح لـ"الصحراء المغربية" هذه المفارقة إلى ما أسماه بخاصية"التنافر المنسجم" التي تطبع العلاقات الإنسانية عموما ومعناه، يفيد الدكتور أن الاختلاف في الجنس يطوي وراءه توافقا في القبول، وبالتالي فإننا إذا ما نظرنا إلى الموضوع بنظرة إجمالية سنلخص على كون الرجل بدوره يميل إلى رأي المرأة فيه أكثر مما يشغله رأي مثيل جنسه وهذه النقطة، يستطرد فهيم، لا تعدو أن تكون إلا نقطة انطلاق تخرج من خلالها الأحاسيس الدفينة من حيزها المحدود إلى الحيز العام.

ربما كلنا نتفق على أن لا شئ بإمكانه أن يغنينا عن رأي الآخر، لكن المسألة التي تضع حد الاختلاف هي كيفية اختيار من يسمح له بإدلاء رأيه، وهنا تتضارب المقاييس كل حسب مفهومه الخاص، وأيضا حسب تجاربه التي قد تكون مفيدة في مثل هذه الحالات
تقول حسناء 28 سنة"شخصيا أرغب في وجهة نظر رجل أكثر من امرأة لأنني وبحكم معاشرتي الطويلة للنساء تبين لي مدى تحفظهن في قول الحقيقة تجاه نظير جنسهن، وإن كانت لا تهمنى كثيرا الأسباب، إلا أن الأهم بالنسبة إلي هو ضياع الحقيقة".

وتضيف حسناء، بأن سير الأمور على هذا النحو فيه خطر كبير لأن مجرد طلب رأي آخر معناه أخذه بعين الاعتبار، وقد يكون أساسا لخطوات قادمة، وهذا يعني أيضا أن ذلك الرأي إذا كان مجاملا للحقيقة، فالنتيجة ودون شك ستكون عكسية، لذلك أفضل أن استقصي رأي رجل وخصوصا زملائي في العمل، إذ تعودت ومنذ مدة على الاحتذاء بما يقولونه في حقي سواء كان إيجابيا أو سلبيا.

وتنفي كريمة نمير 26 سنة، أن تكون لها قاعدة عامة في اختيار من تأخذ وجهة نظره في أمر من أمورها، مؤكدة في هذا الصدد أن طبيعة الموضوع المراد الاستفسار بشأنه هي التي تحدد جنس الطرف الآخر، وتزيد نمير"هناك مواضيع لا تستقيم التوجه بها إلا لامرأة مثلي لأنني أكون متأكدة بأنها ستفيد بالرأي الصائب، وهناك مواضيع يبقى الرجل أكثر مصداقية بإدلاء بدلوه فيها، وعلى هذا الأساس تتأرجح اختياراتي بين الرجل والمرأة".

ويقول سعد رشيد 27 سنة"فعلا تقصدني الكثير من النساء اللواتي تربطني بهم علاقات العمل أو القرابة من أجل إفادتهن بوجهة نظري في ما قمن به أو ينوين القيام به ومنهن من أسررن لي بحقيقة تفضيلهن العنصر الذكوري لاستقصاء رأيه عنهن عوض النساء، ويضيف سعد عن تصوره للخلفيات التي تحتشد وراء هذا التوجه قائلا"من الطبيعي أن المرأة تحاول دائما أن تبدو في صورة مغايرة عن باقي النساء، وهذا يدفعها إلى جانب عدم رغبتها في كشف أسرارها إلى تفادي أخذ آرائهن، حتى يتفاجأن بما قامت به أو عملت على التخلص منه، بعد مشاورة الرجل الذي تعتبره في مثل هذه الحالات"صمام الأمان" الذي لا غاية له في خداعها أو كشف خصوصياتها".

من جهته اعتبر حاضر حسين، 34 سنة، مسألة اختيار لا تقتصر دائما على الرجل إذ توجد حالات كثيرة لنساء يثقن في بعضهن بشكل كبير، وبالتالي يستغلن ذلك الانسجام في تبادل الآراء في ما بينهن، يقول حاضر"غالبا ما يكون للصدفة دور مهم هذه الأمور، إذ تكون جميع الاحتمالات ممكنة، بالتالي قد يجوز أن تصادف المرأة امرأة أخرى تغنيها عن التفكير في البحث عن طرف آخر بصرف النظر عن جنسه لاستشارته، والحظ نفسه من الممكن أن يقودها لرجل تجد فيه كل ما تتوخاه من سداد الرأي.




تابعونا على فيسبوك