أثمنة العصافير تراجعت إلى النصف

شبح الأنفلونزا يحرر الطيور من الأقفاص

الثلاثاء 11 أبريل 2006 - 12:30

أضحت الأقفاص المستعملة لتربية طيور الزينة والطيور المغردة، شبه فارغة، في معظم المحلات المخصصة لبيعها، وكذا في البيوت، بسبب شبح أنفلونزا الطيور، الذي دفع عددا من المولعين بتربيتها إلى التخلص منها، بأي شكل وثمن، تفاديا لاحتمال الإصابة بالفيروس.

ولم تسلم هذه الأنواع من الطيور، مثلما حصل للدجاج، من تداعيات المخاوف من هذا الداء، الذي لم تسجل أية إصابة به حتى الآن في المغرب، وتراجعت أثمنتها إلى النصف تقريبا، وقل الإقبال على تربيتها أو شرائها.

وقال عبد العزيز، أحد بائعي الطيور في سوق السلام بالدار البيضاء، إن المخاوف من مرض الأنفلونزا، أثرت بشكل كبير على قطاع تربية الطيور، كما هو الشأن بالنسبة إلى قطاعات أخرى، مبرزا أن الركود أدى إلى انخفاض أثمنة الطيور إلى النصف، جراء تراجع الإقبال على شرائها.

وذكر عبد العزيز، الذي كان يتحدث لـ"الصحراء المغربية" في محله وسط أقفاص شبه فارغة، أن معظم مربي هذه الأنواع من الطيور، سارعوا إلى التخلص منها، فور علمهم بانتشار هذا الداء، ولم يحتفظ بها إلا القليل من المولعين.

وتابع موضحا "أعتقد أن هذه الطيور، لا يمكن أن تكون مصابة أو أن تنقل العدوى، لأنها ببساطة، تعيش عندنا نحن، وتفرخ هنا، لكن الخطر يتمثل في الطيور المهاجرة، التي نصطادها، مثل سطيلة أو موقنين".

وأعلن بائع الطيور أن الأثمنة تراجعت إلى النصف، أو أكثر، حسب نوعية الطير، موضحا أن "البيروش" مثلا، انخفض ثمن الزوج من 150 درهما، إلى 70 درهما، وانخفض ثمن الكانار، الذي كان يتراوح ما بين 400 درهم و700 درهم، إلى 200 درهم.

ويقول عبد العزيز إن محله كان، قبل شهرين، مزهرا بأنواع العصافير، وبأصواتها الشادية، وألوانها الزاهية، التي كانت تعطي للمحل جمالية خاصة .

بيد أن عبد العزيز، سرعان ما يعود إلى واقع الحال، ليتحسر على الركود الذي ضرب القطاع، وعلى أقفاص أضحت شبه فارغة ومهجورة .

ويحكي البائع ذاته أن موجة عمت أوساط بعض مربي الطيور، الذين سارعوا إبان انتشار أخبار الوباء، إلى التخلص من طيورهم، بأي شكل وأي سعر، مؤكدا أن البعض منهم حرر عصافيره دون شرط أو ثمن.

وأعلن أن الركود تزايد يوما عن يوم، وقال "أظل اليوم بأكمله لا أسترزق درهما واحدا، وناذرا ما يسأل أحد عن نوع من الطيور، أو يشتري منك الأكل "الزوان" لعصفوره
وكما ترون ها هي الأقفاص فارغة أمامكم، ليس فيها إلا بعض الطيور".

ورغم الخوف الذي عم هذه الأوساط، فإن عبد العزيز ظل حريصا على الاستئناس بطيوره المتبقية، التي لا تتجاوز العشرة، في وقت كانت تصل فيه إلى المائة، وقال بنبرة عاشق لهذا النوع من المهن " أمتهن بيع الطيور منذ عام 1984، خرجت من المدرسة صغيرا، بسبب حبي لتربية الطيور، إنها "بلية" ابتليت بها، ولا أخافها، مهما كان الأمر، لأنني أصبحت على معرفة كلية بها، وبطرق تربيتها، وأصبحت مثل طبيب الطيور، فلدينا نحن أيضا الدواء، في حال لاحظت ظهور أي تعب أو مرض عليها، أسارع إلى معالجتها".

وتحدث بائع الطيور عن أنواع أخرى لم تعد تباع، مثل الحداد والوطواط والحسنية والكناوي والبوح.

وفي الوقت الذي كان يتحسر فيه على الركود الذي أصاب القطاع، طلب منه شاب نصف كيلو من "الزوان"، سألنا الشاب عن نوعية الطير الذي يربيه، فقال "أنا أربي "بيروش"، منذ مدة طويلة، في الحقيقة خفت عند سماعي أن مرض الأنفلونزا ينتقل عبر الطيور إلى الإنسان، لكنني لم أستطع التخلص منه، لأنني اقتنعت بأن هذا الطير لن يتعرض للإصابة، لسبب بسيط هو أنه لا يخالط باقي الطيور، ويعيش بصفة دائمة عندي في البيت".

يذكر أن التراجع في الإقبال على اقتناء الطيور والعصافير، خلف ركودا عم أيضا الوسائل التي تستعمل في تربية هذه الطيور، من "شربات"، وأقفاص، ومواد غذائية "الزوان".





تابعونا على فيسبوك