كشفت دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية، حول مدينة فاس، أن معدل الولادة بالمنازل، في حي صهريج كناوة، يبلغ 72 في المائة، وأن معدل الأمية يقدر بنسبة 85 في المائة.
وأظهرت الدراسة، التي حصلت "الصحراء المغربية" على نسخة من نتائجها، أن الفقر والبطالة والأمية وعدم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، إضافة إلى غياب الاستثمار المنتج، أثر سلبا على سكان صهريج كناوة، مبرزة أن اعتبار هذا الحي منطقة خطرة "عزز من الشعور بالدونية، وعدم تقدير النفس لدى سكانه".
وأوضحت أن المرحلة الأولى من المقاربة كشفت عن وضعية مقلقة، وخاصة في المجالات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والثقافية .
واعتبرت الدراسة أن التناقض الحاصل في صهريج كناوة، جعل مختلف مؤشراته السوسيو- صحية، تعادل مؤشرات منطقة قروية معزولة، في حين يوجد الحي بضاحية مدينة تاريخية.
ودعت منظمة الصحة العالمية، في هذا الإطار، مختلف الفاعلين المحليين، من ولاية فاس ـ بولمان والجماعة الحضرية وجمعية التنمية وحماية البيئة، إلى تعبئة الجهود لإدماج سكان صهريج كناوة في المسلسل، الذي أطلقته مقاربة الحاجيات الأساسية للتنمية.
وإلى جانب جهود الفاعلين المحليين، سجلت الدراسة أن المقاربة المذكورة أسهمت في تمويل مشروع مرتبط بالنقل والبنيات التحتية، مما مكن سكان صهريج كناوة، أحد أكبر الأحياء الفقيرة في فاس، من الاستفادة من الخدمات الصحية الأساسية، التي ستتيح للنساء إمكانية الإنجاب بشكل أسهل في وسط مراقب، من خلال المستشفيات المجاورة
وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن تمكن مقاربة الحاجيات الأساسية للتنمية، التي أطلقتها المنظمة في فاس وعدد من مدن وأقاليم المملكة، من إعادة تأهيل صهريج كناوة، نظير النجاح، الذي سجلته في المركز شبه الحضري لعين الشكاك.
ويجري تنفيذ برنامج الحاجيات الأساسية، خلال السنة الجارية، في كل من أقاليم تاونات وسطات وصفرو وتازة وقلعة السراغنة وآسفي وتيزنيت وخنيفرة والعرائش وزواغة مولاي يعقوب وإفران وسلا وأزيلال وشيشاوة، بعد انطلاق تجربته النموذجية في كل من المجال شبه الحضري لصهريج كناوة في مدينة فاس، مرورا بإقليم الجديدة والدائرة الصحية لبريكشة بإقليم شفشاون، فيما يتوقع توسيع البرنامج ليشمل مستقبلا جماعات ومدنا وأقاليم أخرى.