أضحت معروفة في ميادين الطب والتجميل

الخزامة زراعة بديلة بمنطقة ولماس

الثلاثاء 28 مارس 2006 - 13:15

تعتبر الخزامة أحد النباتات الطبية والعطرية الرئيسية المستغلة والمزروعة في عدة بلدان متوسطية، كان استعمالها معروفا في الحضارتين الإغريقية والرومانية، واليوم أضحت معروفة في ميادين الطب والتجميل.

ويعتبر الخبراء الخزامة إحدى أهم الوصفات المطهرة للمسالك التنفسية والبولية، إلى جانب أهميتها في تليين التشنجات وعلاج الصداع النصفي الحاد والهيجان والأرق والضيقة والربو وطنين الأذن.

وأعدت حكيمة بحري، باحثة مختصة في مجال النباتات الطبية والعطرية، دراسة بينت فيها أن الخزامة نبتة توجد بالمغرب بشكل طبيعي بكل من الريف والأطلسين المتوسط والكبير وهي أصناف عدة، منها الخزامة الفاسية، والحلحال، والخزامة المسننة، والخزامة البحرية، وتشكل الخزامة المنخلة بمنطقة والماس هجينا ناتجا عن تلاقح الخزامة الفاسية والخزامة المسننة.

وأوضحت حكيمة بحري، في لقاء جمع المهنيين في قطاع النباتات الطبية والعطرية، عقد بفاس أخيرا، أن زراعة الخزامة جاء بها المعمر الفرنسي منذ بداية عقد الخمسينات إلى منطقة ولماس بالأطلس المتوسط، لكن أهملت بعد الاستقلال، إذ لم تعد هذه الزراعة تتعدى 200 هكتار، ومع بداية التسعينات من القرن الماضي، استرجعت زراعة النبتة أهميتها لدى المزارعين بولماس، لتزايد الطلب عليها بالسوق المحلية.

وبينت حكيمة بحري أن ذلك شجع فلاحي المنطقة على التعاطي لزراعة الخزامة في نظامهم للإنتاج الفلاحي، مما جعلها تحتل مكانة خاصة مقارنة بالزراعات المحلية.

وأضافت الباحثة ذاتها أن إنتاج الخزامة يتركز حاليا في الهضبة الواقعة شرق مدينة ولماس على طرفي الطريق المؤدية لتامليت وتيداس، إذ تصل المساحة الحالية المخصصة لهذه النبتة إلى 1121 هكتارا موزعة بين 151 مزارعا، وهو ما يجسد الاهتمام السوسيواقتصادي المتزايد لهذه الزراعة في المنطقة.

وأفادت حكيمة بحري، أن زراعة الخزامة تمر عبر مرحلة المشتلة، حيث يضاعف المزارعون الشتلات، ليجري بعدها أخذ "الفسيلات"، انطلاقا من أقدام صلبة تمهيدا لغرس النباتات في الحقل في الموسم الموالي، فيما تبدأ النبتة في الإنتاج انطلاقا من الموسم الثالث ويصل ازدهارها مداه في منتصف يونيو، إذ تشذب القمم الزهرية يدويا بواسطة المناجل وتنقل إلى باحات للتجفيف والدرس.

ويجري الدرس بطريقة تقليدية لفصل الإزهار التي تغربل، بعد ذلك وتوضع في أكياس لتصبح قابلة للتخزين والتسويق وترى الباحثة ذاتها، أن زراعة الخزامة بولماس تنحصر في أراضي البور، تقتصر صيانتها على الإزالة الدورية للأعشاب الضارة، إذ لا تستخدم الأسمدة ولا أية معالجة للصحة النباتية في هذه الزراعة، وهو ما يؤهلها لأن توصف بالمنتوج البيولوجي.

وذكرت حكيمة بحري أن أسعار بيع الخزامة في السوق المحلية تتراوح بين 10 و20 درهما للكيلوغرام تبعا لقانون العرض والطلب، مبينة أن من شأن خلق تعاونية "الخزامة" بالمنطقة سيمكن من رفع قيمة المنتوج على شكل أزهار مجففة موضوعة في أكياس وزيوت أساسية وماء زهر و عسل الخزامة.

وأكدت حكيمة بحري انه بالرغم من التطور الذي تشهده زراعة الخزامة، فإنها مع ذلك ما زالت تواجه إكراهات عديدة، أهمها قدم ومحدودية المعدات النباتية المستعملة في عملية الإنتاج وعدم ضبط التسيير التقني وإحكام أشغال الصيانة، بالإضافة إلى التأثير السلبي لتقنيات الحصاد والتجفيف والدرس العتيقة على جودة المنتوج، واعتبرت أن هيمنة الوسطاء وقلة المعلومات حول السوق وغياب التنظيم المهني من العوامل التي تعوق عملية تسويق وتصنيع منتوج الخزامة.




تابعونا على فيسبوك